السن الكبير، والمشاكل الصحية.. عنوان أبرز مخاوف الأمريكيين من إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورأس حربة الهجوم الذي شنه منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب عليه، فهل نجا بايدن؟ أو هل قدم أداءً مطمئنًا لأولئك الخائفين من عدم لياقته الصحية والذهنية لأداء مهام رئيس أكبر دولة في العالم؟
الإجابة بإيجاز هي: لا
لقد كان الرئيس -بحسب العديد من المراقبين- مشوشًا، وسطحيًا، في حين بدا منافسه “ترامب” أكثر لياقة، وقدرة على شن الهجوم.
سقطات بايدن تعزز موقف ترامب
اللحظة التي اعتبرها الكثيرون فارقة في مناظرة الأمس بين بايدن وترامب، كانت حين تجمد الرئيس أثناء إجابته على أحد الأسئلة، قضى بايدن الكثير من الوقت قبل أن يبدأ في الإجابة، وأعطى أثناء المناظرة إشارة غريبة، وغير مطلوبة لبرنامج الرعاية الصحية الذي تتبناه الحكومة!
التوتر والصوت الأجش الذي بدا على بايدن، دفع حملته الرئاسية، عند منتصف المناظرة إلى إبلاغ الصحفيين أن الرئيس مصاب بنزلة برد، الأمر الذي قد يكون حقيقيا، لكنه بدا كأنه مبررًا لوضع الرئيس وبدايته البطيئة، وعدم قدرته على استغلال نقاط ضعف خصمه، أو تذكير الأمريكيين بالطبيعة الفوضوية لفترة رئاسته
…I can’t believe that just happened. pic.twitter.com/qbbQDnjkDP
— Russell Brand (@rustyrockets) June 28, 2024
تأكيدًا لانطباعات الخبراء، وعقب المناظرة مباشرة، قالت كيت بيدينجفيلد مديرة الاتصال السابقة لبايدن لشبكة CNN: “لا يوجد طريقتان لقول ذلك، لم تكن تلك مناظرة جيدة لجو بايدن”
النصف الثاني من المناظرة كان أفضل لبايدن
البداية غير الموفقة لبايدن، لم تستمر طوال مدة المناظرة، فقد بدا بايدن أكثر حيوية، في النصف الثاني من المناظرة، ووجه بعض الضربات القوية لمنافسه ترامب، غير أن هذه الضربات ربما لم يكن جميعها بالقوة اللازمة
فبايدن الذي كان يملك الكثير من نقاط الارتكاز للهجوم على الرئيس السابق، لم يحسن بحسب كثيرين استغلالها كلها
من جهتها أقرت نائبة الرئيس كامالا هاريس بأن الرئيس كانت “بداية بطيئة” لكنها قالت إنه أنهى المناظرة بقوة!
ترامب أثبت نجاحًا في المناظرة الرئاسية
قدم الرئيس السابق أداءً منضبطًا ورشيقًا إلى حد كبير. فقد تجنب ذلك النوع من المقاطعات والمشاغبات التي قوضت عرضه الأول في مناظرته الأولى في عام 2020، وأعاد المناقشة إلى الهجوم على بايدن كلما أمكن ذلك.
وقد أدلى مرارًا وتكرارًا بتأكيدات غير مدعومة بالحقائق، فضلاً عن ما اعتبره البعض أكاذيب صريحة، لكن بايدن لم يتمكن إلى حد كبير من محاصرته بشأنها، ولم يستطع التركيز على تلك الأكاذيب.
ماذا بعد مناظرة بايدن ضد ترامب؟
ورغم ما ذهب إليه الخبراء، من اعتبار بايدن مهزومًا في هذه المناظرة، إلا أنه لا يمكن إغفال أن هذه المناظرة جاءت مبكرًا، تمامًا كما أرادها فريق بايدن
ففريق الرئيس الأمريكي سعى إلى تحويل الأنظار نحو ترامب مبكرًا، أملًا في أن يسهم هذا في تذكير الأمريكيين بالطبيعة الفوضوية لمدته الرئاسية السابقة، وبطباعه التي يعتبرها البعض ديكتاتورية تخالف النهج الأمريكي في الحكم
ولا يبدو أن بايدن نجح في تحقيق هذه النقاط التي كان فريقه يعول عليها، فعوضًا عن أن يتذكر الناس ترامب، سيتحدثون طويلًا عن أداء بايدن
لكن فريق الرئيس الأمريكي ربما يحظى بميزة نسبية هنا، فمناظرة مبكرة مثل التي تمت أمس، ربما تمكنهم من تحسين أداء الرئيس بايدن ضد ترامب في المناظرات القادمة، ومنها المناظرة المزمع عقدها في سبتمبر القادم
بايدن ضد ترامب.. خيار صحيح أم أن رجل آخر مطلوب؟
ورغم الارتياح النسبي لدى الديموقراطيين، من كون المناظرة مبكرة، وإدراكهم لكون مناظرة سبتمبر ستكون أكثر حسمًا، وستعلق أكثر في رؤوس الناخبين، إلا أن قطاعات عديدة منهم لا تخفي قلقها من أن تحمل المواجهة القادمة للرئيس بايدن ضد ترامب خيبة أمل جديدة، فلا شيء يضمن أن أداء الرئيس صاحب الـ 81 سيتحسن في المناظرة القادمة!
هذه الشكوك التي يثيرها الرئيس بايدن في مواجهة خصمه الرئيس السابق ترامب، تفتح الباب أمام تهامس داخل الحزب الديموقراطي، لمحاولة إيجاد مرشح آخر للحزب غير الرئيس الطاعن في السن، إذ لا تعتقد بعض الأوساط داخل الحزب الديموقراطي، أن أية مواجهة يلتقي فيها بايدن ضد ترامب، ستنتهي لصالح الأخير
أمام حملة بايدن ما يقرب من شهرين لتهدئة الأجواء. ومحاولة العبور من الأزمة التي ربما خلفتها مناظرة الأمس ضد ترامب
وسيتطلب الأمر ثورة مفتوحة لكي يتخلى الديمقراطيون عن مرشحهم، الذي فاز بشكل مريح بما يكفي من المندوبين في الانتخابات التمهيدية لتأمين ترشيح الحزب. ولم يقم أي مسؤول ديمقراطي بارز بشق الصفوف علنًا في مواجهته
اقرأ أيضًا:
بايدن VS ترامب.. أرقام من الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة خلال عهديهما