تترقب الجماهير الأمريكية والعالم بأسره أول مناظرة بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ومنافسه في انتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، والمقرر لها اليوم الخميس.
وتُجرى المناظرة من خلال شبكة “CNN” في أتلانتا، قبل 5 أشهر فقط من الانتخابات الأمريكية التي من المقرر أن تُجرى في 5 نوفمبر المقبل.
وتُعد المناظرات الرئاسية من بين الأحداث المهمة في كل سباق انتخابي، وتنعكس بشكل كبير على نتائج الانتخابات بعد ذلك.
ويحاول كل مرشح أن يعرض برنامجه الانتخابي على الناخبين المحتملين، كما يحاول توجيه ضربات لخصمه بهدف هز صورته أمام الجماهير.
وظهرت المناظرات بشكل حديث في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية، وكانت للمناظرة التي أُجريت بين كينيدي ونيكسون في عام 1960 الأثر البالغ على نتائج الانتخابات.
وفيما يلي أغرب الحقائق عن المناظرات الرئاسية:
تاريخ قصير
لا تمتلك المناظرات الرئاسية تاريخًا طويلًا، إذا كانت تُعتبر في السنوات الأولى من عمر الولايات المتحدة بمثابة أمر غير لائق.
وتُعد المناظرة بين السيناتور الديمقراطي جون ف. كينيدي ونائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون في استوديو تلفزيوني في شيكاغو في السادس والعشرين من سبتمبر 1960، هي الشرارة الأولى للمناظرات.
وفي حين أن مناظرة كينيدي ونيكسون حظيت بمشاهدة ضخمة من الجماهير، إلا أنه لم تُعقد مناظرة تالية إلا بعد 16 عامًا.
وكان الرئيس ليندون جونسون رفض إجراء المناظرة في عام 1964، وسار نيكسون على نفس الخطى في عامي 1968 و1972.
قانون من الكونغرس
ينص قانون الاتصالات الأمريكي لعام 1934 على أن تمنح هيئات البث الأميركية لجميع المرشحين للمناصب العامة ـ وليس فقط أولئك المنتمين إلى الأحزاب الرئيسية ـ وقتًا متساويًا على الهواء.
وحتى يكون من المسموح قانونيًا بإجراء مناظرة واحدة فقط بين نيكسون وكينيدي في عام 1960، علق الكونغرس هذا البتند من القانون بشكل مؤقت.
وفي عام 1975، سمحت لجنة الاتصالات الفيدرالية مرة أخرى بعودة المناظرات دون الحاجة لقانون خاص من الكونغرس.
مسافة كبيرة بين المرشحين
خلال المناظرة الثالثة بين كينيدي ونيكسون في عام 1960، كانت المسافة بينهما نحو 3 آلاف ميل.
وتواجد كينيدي في مدينة نيويورك، بينما كان نيكسون في كاليفورنيا، وظهر كل منهما في استديوهات تليفزيونية متشابهة، بينما جلس مديري المناظرة في استديو ثالث.
وكان التباعد بمثابة ميزة لكلا المرشحين والذي جنبها المصافحات المحرجة والابتسامات المصطنعة في نهاية اللقاء.
دقائق صمت
خلال المناظرة الأولى بين الرئيس جيرالد فورد ومنافسه الديمقراطي جيمي كارتر في 23 سبتمبر 1976، حدث عُطل في الصوت.
وظل المرشحان صامتين لمدة تقترب من نصف الساعة خلف منصتيهما، في الوقت الذي كان يبذل مهندسو الصوت قصارى جهدهم لإعادة الصوت.
ووقتها أكد مذيع قناة ABC، هاري ريزونر، أن هذه الصعوبات الفنية ليست مؤامرة ضد الحاكم كارتر أو الرئيس فورد.
عدم حضور المناظرة
ففي عام 1980، تغيب الرئيس كارتر عن المناظرة التي كان من المقرر أن تجمعه بكلا من المرشح الجمهوري رونالد ريغان والمرشح المستقل جون أندرسون.
ومع استمرار المشاحنات، تم إلغاء مناظرة نائب الرئيس والمناظرة الرئاسية الثانية المقررة.
ولكن قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات، شارك كارتر في مناظرة فردية مع منافسه الجمهوري.
المناظرة الأكثر مشاهدة في التاريخ
كانت المناظرة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في 26 سبتمبر 2016 هي الأكثر مشاهدة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، وفقًا لـ Nielsen Media Research.
وشاهد المناظرة 84 مليون أمريكي في أول مناظرة بين المرشحين، وذلك من خلال الإنترنت أو الأجهزة المحمولة أو على C-Span.
وتخطت أرقام عام 2016 الرقم القياسي السابق الذي حققته المناظرة الأولى والوحيدة بين الرئيس جيمي كارتر ورونالد ريغان، والذي بلغ 80.6 مليونًا في عام 1980.
كانت المناظرة الرئاسية الثالثة الأكثر مشاهدة هي المناظرة التي جرت في 29 سبتمبر 2020 بين جو بايدن ودونالد ترامب، حيث اجتذبت 73 مليون مشاهد.
أهم المناظرات الرئاسية في التاريخ الأمريكي
جون كينيدي وريتشارد نيكسون – 1960
يُصنفها المحللون بأنها المناظرة الرئاسية الأكثر أهمية على الإطلاق، ليس فقط لأنها الأولى في التاريخ الأمريكي ولكن لانعكاسها على فوز كينيدي.
ويرجع إليها السبب في خسارة نيكسون، إذ بدا خلالها عجوزًا ومتعبًا، وفي المقابل كان كينيدي يتمتع بالشباب والحيوية.
ولذلك يُعتقد أن كينيدي فاز بمظهره خصوصًا بين الذين استمعوا للمناظرة على الراديو، إذ وجدوا أن نيكسون كان أكثر إقناعًا.
جيمي كارتر وجيرالد فورد – 1976
جاءت بعد 16 عامًا من أول مناظرة رئاسية، بعد تراجع فورد وقرر أنه بحاجة إلى إجراء مناظرة مع حاكم ولاية جورجيا وقتها جيمي كارتر.
وكانت اللحظة الفارقة في تلك المناظرات عندما قال الرئيس فورد “الهيمنة السوفييتية على أوروبا الشرقية غير موجودة، ولن تكون هناك هيمنة سوفييتية على الإطلاق في ظل إدارة فورد”.
ومن غير الواضح ما إذا ساهمت تلك الجملة في تغيير نتائج الانتخابات، إلا أنها أظهرت مدى ضعف المرشحين.
جيمي كارتر ورونالد ريغان – 1980
في حين أن ريغان لم يكن يمتلك الشهرة الأكبر في انتخابات عام 1976، إلا أن الأوضاع اختلقت في عام 1980.
وخلال تلك المناظرة الوحيدة كان أداء ريغان جيدًا للغاية، ونجح في جذب انتباه الجمهور بعباراته القصيرة، في الوقت الذي كان يحاول كارتر إبراز الحقائق والسياسات في خطابه.
وكانت تلك الأسباب التي قادت ريغان للفوز في الانتخابات الأمريكية وقتها.
جورج بوش الأب وبيل كلينتون وروس بيرو – 1992
يعتقد البعض أن بيل كلينتون، مثل غيره من المرشحين الرئاسيين الناجحين قبله، قد فاز في مناظرات عام 1992 ــ والانتخابات ــ جزئياً لأنه كان أكثر استحساناً من خصمه على مدار ثلاث مناظرات.
ولم تبرز تلك المناظرة كلينتون فحسب، بل كانت سببًا في شهرة رجل العمال روس بيرو والذي حصل على أصوات لا بأس بها في الانتخابات.
جورج دبليو بوش ضد آل جور – 2000
تبرز أهمية المناظرات في المنافسات الشديدة بين الخصمين، مثلما حدث في عام 2000.
فخلال المناظرات الثلاث التي جرت في ذلك العام، بدا أن نائب الرئيس جور قد “خسر أرضاً” لصالح حاكم ولاية تكساس بوش في أعقاب المناظرات.
وجاء ذلك لأن بوش كان الأكثر جذبًا للجماهير والأكثر حشدًا للتعاطف من جور الذي اعتمد على سرد الحقائق.