خلال الآونة الأخيرة تصاعدت المخاوف من اهتزازات متوقعة في أسواق النفط نتيجة تزايد التوترات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولكن على عكس المتوقع، لم تتأثر إمدادات النفط في المنطقة نتيجة هذا الصراع، والذي اعتبره البعض أنه بداية لحرب أوسع قد تشهدها المنطقة لالكامل.
ولكن لماذا تستقر أسواق النفط؟
بحسب رئيسة قسم الطاقة في شركة كي بي إم جي في الولايات المتحدة، أنجي جيلديا، فإن الحكمة التقليدية دائمًا كانت تقول إن “الصراع الأوسع في الشرق الأوسط أو أي خلل كبير في إنتاج النفط أو نقله قد يتسبب في ارتفاع الأسعار، مؤقتًا على الأقل”.
ولكن على العكس، فإن أسواق النفط شهدت استقرارًا واضحًا في الأسعار، يوم الجمعة الماضية، على الرغم من الإعلان الإسرائيلي بضرب “البنية التحتية الإرهابية” لحزب الله في لبنان.
وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنها اعترضت أهدافًا جوية مشبوهة تم إطلاقها من الأراضي اللبنانية.
وكانت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وافقت على خطط لغزو محتمل للبنان، في حين هدد زعيم حزب الله بأن أي مكان في إسرائيل لن يكون آمنًا وأن الصراع قد يمتد حتى إلى قبرص.
وأشارت جيلديا إلى أن السوق اعتاد على مثل تلك التقلبات سواء كانت ناتجة عن اضطرابات جيوساسية أو تقنية واقتصادية، بما فيها التحول في مجال الطاقة والتضخم الثابت.
حظوظ إسرائيل في معركة عسكرية محتملة
ويقول محلل شؤون الطاقة في مؤسسة سي إف آر إيه للأبحاث، ستيوارت جليكمان، إن العلاقات بين إسرائيل وحزب الله – الوكيل الأكبر لإيران في المنطقة – متوترة بشكل كبير.
وأضاف جليكمان أن انزلاق إسرائيل إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع حزب الله لن يكون في صالحها، وسيكون من الصعب عليها التعامل مع القدرات العسكرية لحزب الله والتي تفوق حماس بكثير.
وعن ضعف تأثير الصراع بين إسرائيل وحزب الله على أسعار النفط، قال إن كلا من لبنان وغزة لا تنتجان النفط ولذلك أي اضطرابات سيكون لها تأثير محدود على الأسعار.
وسجل خام برنت القياسي العالمي يوم الجمعة الماضية BRN00 ،0.55% بي ار ان كيو 24، 0.48% واستقر سعر برميل النفط الخام الأميركي الخفيف عند 85.24 دولارا في بورصة إنتركونتيننتال فيوتشرز أوروبا، منخفضًا 47 سنتا أو ما يقرب من 0.6%، رغم أنه سجل مكسبًا أسبوعيًا بنسبة 3.2%.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي القياسي لعقد أغسطس CL.1. 0.58% سي ال كيو 24، 0.59% وانخفض سهم مايكروسوفت بواقع 56 سنتًا، أو 0.7%، ليغلق عند 80.73 دولارًا في بورصة نيويورك التجارية، بارتفاع 3.4% خلال الأسبوع.
وقال جليكمان “إذا اتسعت التوترات لتجر إيران مباشرة إلى معركة مستمرة، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط، لأن إيران منتج رئيسي للنفط الخام”.
وحاليًا يتم تداول النفط الأمريكي الخام القياسي عند أقل من 81 دولارًا للبرميل، وهو سعر ليس بعيداً عن مستواه الذي استقر عليه يوم الخميس.
وأوضح جيلكمان أن هذا الأداء يشير إلى أن السوق نفسها لا تتوقع أن تجر إيران نفسها إلى حرب واسعة مباشرة.
ارتفاع الأسعار
رغم استقرار السوق، يتوقع بعض المحللين أن ترتفع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، إذ أنها تعتاد على الزيادة خلال شهري يوليو وأغسطس، بحسب رئيس تحليل الطاقة العالمي في شركة أوبيس، توم كلوزا، وهي شركة تابعة لناشر ماركت ووتش داو جونز.
وقال كلوزا إن سوق النفط لا يزال على مسار من المرجح أن يؤدي إلى وصول سعر خام برنت إلى مستوى يقترب من 90 دولارا للبرميل في الربع الثالث.
وأشار إلى أن “علاقة حزب الله الوثيقة بإيران قد تؤدي إلى فائدة جيوسياسية صغيرة”.
المصدر: Marketwatch