علوم

تطرف المناخ يدفع العالم نحو درجات حرارة غير مسبوقة

كشفت الأبحاث الحديثة أن الارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي خلال هذا الأسبوع، ناتجة عن تغير المناخ بشكل أساسي.

وبحسب ما أوردته رويترز، فإن تأثيرات تلك التطرفات المناخية ستستمر في خطورتها لعقود مقبلة، وستدفع درجات الحرارة لمستويات جديدة.

وقالت الرئيسة السابقة لوكالة الأمم المتحدة للمناخ، كريستيانا فيغيريس: “إننا نعاني الآن من موجة حر عالمية، وهذا يجعل الحرارة مسؤولة عن قراراتنا”.

كيف ترتفع درجات الحررة بسبب تغير المناخ؟

مع استمرار استخدام الوقود الأحفوري، تزداد انبعاثات الغازات الدفيئة في طبقات الغلاف الجوي، وهو ما يؤدي إلى حبس المزيد من درجة حرارة الشمس، ما يُعرف بـ “الاحتباس الحراري”.

وبمرور الوقت ترتفع درجات الحرارة العالمية المتوسطة، بسبب انبعاثات الكربون.

ومنذ بداية الثورة الصناعية، واعتماد الدول على حرق الفحم وغيره من الوقود الأحفوري، ارتفعت الدرجات العالمية للحرارة بحوالي 1.3 درجة مئوية بما يعادل 2.3 درجة فهرنهايت.

ويُشير ذلك إلى أن تغير المناخ يساهم بشكل أساسي في رفع درجة حرارة الكوكب بمعدلات غير مسبوقة، وبموجات أكثر سخونة مما سبق، كما أصبحت هذه الموجات أكثر تواترًا بشكل عام وأكثر خطورة.

تطرف المناخ يدفع العالم نحو درجات حرارة غير مسبوقة
طلاب يستخدمون مراوح يدوية أثناء حضورهم فصلًا دراسيًا في مدرسة الكومنولث الثانوية، في مدينة كيزون، مانيلا الكبرى، الفلبين

هل الاحتباس الحراري المتهم الوحيد؟

في الحقيقة لا تقتصر مسببات موجات الحر على تغير الاحتباس الحراري فقط، بل إن هناك بعض الأسباب الأخرى المتمثلة في ظاهرة النينيو أو النينا، إلى جانب أنماط الدورة الإقليمية.

ويمكن أن يلعب الغطاء الأرضي أيضًا دورًا، حيث تميل الأسطح الداكنة والبيئات المبنية إلى أن تصبح أكثر سخونة من الأسطح البيضاء العاكسة أو من الأنظمة الطبيعية مثل الغابات أو الأراضي

ويسعى العلماء من خلال إجراء ما يُطلق عليه “دراسات الإسناد” إلى معرفة تأثير تغير المناخ على موجات الحر المحددة.

وخلال العقد الماضي، أجرى العلماء مئات الدراسات المعتمدة على المحاكاة الحاسوبية، والغرض منها مقارنة أنظمة الطقس وكيف كانت ستبدو لو لم يتدخل الإنسان في تغيير كيمياء الغلاف الجوي خلال القرن الماضي.

وكمثال حدد العلماء في مؤسسة World Weather Attribution أن احتمالات حدوث موجة الحر الخطيرة في جنوب آسيا في أبريل، كانت أعلى بنحو 45 مرة بسبب تغير المناخ.

وخلال تلك الموجة بلغت درجات الحرارة في مدينة كلكتا في شمال شرق الهند إلى 46 درجة مئوية (115 فهرنهايت) ــ وهو ما يزيد بنحو 10 درجات كاملة عن المتوسط ​​الموسمي.

تطرف المناخ يدفع العالم نحو درجات حرارة غير مسبوقة
عائلة كولومبية تنتظر موعدًا مع CBP One للوصول إلى الولايات المتحدة وهم يستريحون بجوار جدار الحدود أثناء موجة حر في مكسيكالي بالمكسيك

مستقبل درجات الحرارة

من المتوقع أن تستمر الارتفاعات في درجات الحرارة خلال العقود المقبلة، حتى ولو نجح أصحاب القرار في العالم للوصول إلى الحياد الصفري من الكربون.

ويرجع ذلك إلى أن العالم أصدر بالفعل كميات كبيرة من الغازات الدفيئة كافية لاستمرار التغيرات المناخية.

ومن المفترض أن يحقق العالم هدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050، وإلى النصف عن مستويات عام 1995 بحلول عام 2030.

وتهدف تلك الخطوات للحصول على فرصة للحفاظ على متوسط ​​ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى حوالي 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت) فوق المتوسط ​​ما قبل الصناعي، وفقًا لعلماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

ولكن على الرغم من ذلك، لم ترتفع الانبعاثات العالمية إلا منذ عام 1995.

ووفق تلك الأرقام وإذا سار العالم على نفس الوتيرة سيصل إلى 2.7 درجة مئوية (4.9 درجة فهرنهايت) بحلول عام 2100، متجاوزًا عتبة 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة مئوية) التي يتوقع العلماء أن يؤدي تجاوزها إلى تأثيرات مناخية كارثية لا رجعة فيها.

وبحسب ما نقلته رويترز عن فيغيريس، فإن هناك ملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة يتعرضون لموجات حر غير مسبوقة، لافتين إلى أن أسوأ ما سيحدث بسبب تغير المناخ لم يحدث بعد.

المصدر: رويترز