من المنتظر أن يتواجه كلا من الرئيس الحالي جو بايدن ونظيره السابق دونالد ترامب في مناظرة رئاسية في 27 يونيو الجاري، على خلفية الانتخابات الأمريكية المقرر لها 5 نوفمبر المقبل.
وتكتسب المناظرة الرئاسية هذا العام اهتمامًا كبيرًا نظرًا للمنافسة الشرسة بين المرشحين الرئاسيين الأساسيين الأبرز خلال هذا الاستحقاق.
وخلال السطور والصور التالية نسترجع أبرز المناظرات الرئاسية في التاريخ الأمريكي خلال العقود الستة الماضية:
في مناظرة نائب الرئيس في 2020، هيمنت ذبابة ضالة على المسرح الوطني الأمريكي لفترة وجيزة، وأثارت ضجة عندما جثمت على الشعر الأبيض لنائب الرئيس مايك بنس أثناء مناظرته لمنافسته الديمقراطية، السيناتور الأمريكية كامالا هاريس.
في عام 2020 دخل الرئيس السابق ترامب الذي كان رئيسًا وقتها، في مناظرته الأولى مع بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس السابق في هذا الحين.
وبدا على ترامب وقتها أنه عدواني بشكل كبير، ما دفعه لمقاطعة بايدن والمُحاور كريس والاس أكثر من مرة، حتى عمت الفوضى على المناظرة وخرجت عن السيطرة.
كما هاجم ترامب عائلة بايدن، وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد ذلك أن الناخبين المتأرجحين شعروا بالاشمئزاز من سلوكه.
وفي وقت ما عندما قاطعه ترامب، قال بايدن: “هل ستصمت يا رجل؟ هذا غير رئاسي على الإطلاق”، وقال الصحفي المخضرم كريس والاس مدير المناظرة آنذاك لترامب: “أعتقد أن البلاد ستكون في وضع أفضل إذا سمحنا لكلا الشخصين بالتحدث مع عدد أقل من المقاطعات. أنا أناشدك يا سيدي أن تفعل ذلك”.
ورد ترامب، في إشارة إلى بايدن: “وهو أيضًا”. فقال والاس: “بصراحة، لقد كنت تقاطع أكثر”.
في عام 2016، اجتذبت المناظرة الأولى بين دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون 84 مليون مشاهد تلفزيوني أمريكي، وهو رقم قياسي للمناظرة وعدد نادر في عصر البث الرقمي.
وهيمن تبادل الإهانات على المناظرة الثانية بينهما، حيث هاجمت كلينتون ترامب بسبب تصريحاته العدوانية الجنسية حول النساء في شريط فيديو تم الكشف عنه في عام 2005.
من جانبه، سعى ترامب إلى صرف الانتباه عن الانتقادات من خلال اتهام بيل كلينتون، زوج المرشحة، بارتكاب أفعال أسوأ تجاه النساء.
خلال عام 2012، واجه أوباما في مناظرته الأولى مع الجمهوري ميت رومني، مجموعة من الصعوبات، مما أثار دهشة وقلق أنصاره.
ولكن خلال المناظرة الثانية، رد رومني على سؤال حول المساواة في الأجور بين الجنسين، وقال إنه لديه “ملفات مليئة بالنساء” كمرشحات لمناصب وزارية.
واكتسبت تلك العبارة اهتمامًا كبيرًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصارت مادة للسخرية، ولكن في نهاية المطاف فاز أوباما بولاية جديدة.
شهد عام 2008 مواجهة قوية بين سارة بالين، المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع الجمهوري جون ماكين، وجو بايدن، الذي كان يخوض الانتخابات مع الديمقراطي باراك أوباما.
وشهدت المناظرة الكثير من الصدامات حول قضايا عدة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، ولكنها كنت بطريقة لائقة ومهذبة.
ووقتها تعهد بايدن وبالين بجعل السياسة الاقتصادية الأميركية أكثر ملاءمة للعمال من الطبقة المتوسطة، وفي النهاية فاز أوباما وبايدن.
في عام 2004 كانت المناظرة الأخيرة بين بوش والديمقراطي جون كيري بمثابة تناقض صارخ بين أسلوبيهما، حيث تمسك بوش بالحجج البسيطة بينما قدم كيري مجموعة من الحقائق لدعم قضيته. وأعيد انتخاب بوش.
في أول مناظرة له مع الجمهوري جورج دبليو بوش في عام 2000، أثار نائب الرئيس الديمقراطي آل جور انتقادات سلبية بسبب تنهده بصوت عالٍ أثناء حديث بوش، وفي النهاية فاز بوش بالانتخابات.
خلال عام 1996 في مناظرة مع كلينتون، سأل أحد الطلاب الجمهوري بوب دول عما إذا كان عمره البالغ 73 عامًا سيكون عائقًا أمام فهمه لاحتياجات الشباب.
ووقتها أجاب دول بأن الذكاء والخبرة التي يتمتع بها في هذا السن تعني أنه يتمتع بالحكمة.
ورد كلينتون وقتها قائلًا: “لا يسعني إلا أن أقول لك إنني لا أعتقد أن السناتور دول كبير في السن بحيث لا يمكنه أن يصبح رئيسا. وأعيد انتخاب كلينتون مرة أخرى في هذا العام.
في عام 1992 تقاسم ثلاثة مرشحين هم: بوش، والديمقراطي بيل كلينتون، والمستقل روس بيرو، المنصة خلال المناظرة الرئاسية.
وفي النهاية فاز كلينتون في الانتخابات.
في عام 1988 اشتعلت المناظرة بين نائبي الرئيس عندما قارن دان كويل، المرشح لمنصب نائب الرئيس مع بوش، نفسه سياسيًا بجون كينيدي.
ووقتها رد عليه الديمقراطي لويد بنتسن بنبرة هادئة قائلًا: “سيدي السيناتور، لقد خدمت مع جاك كينيدي. كنت أعرفه إذ إنه كان صديقي. سيدتي السيناتور، أنت لست جاك كينيدي”.
في عام 1988، افتتحت مناظرة طرفها نائب الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، والثاني الديمقراطي مايكل دوكاكيس، والذي واجه سؤالًا عما إذا كان يفضل عقوبة الإعدام لشخص اغتصب وقتل زوجته.
لقد أتاح هذا السؤال للمرشح الذي أطلق عليه منتقدوه لقب “رجل الثلج” فرصة لإظهار جانبه العاطفي. وفي النهاية فاز بوش بالانتخابات.
في عام 1984: نجح الرئيس الأمريكي وفتها رونالد ريغان، 73 عامًا، في مناظرة الديمقراطي والتر مونديل، 56 عامًا، بقوة.
وقال ريغان مازحًا: “أريدكم أن تعلموا أنني أيضًا لن أجعل السن قضية في هذه الحملة. لن أستغل، لأغراض سياسية، شباب خصمي وقلة خبرته”.
أعيد انتخاب ريغان في هذا العام.
ظهر كارتر في مناظرة ثانية مع الجمهوري رونالد ريغان في عام 1980، بعد مقاطعة الأولى بسبب ضم مرشح الحزب الثالث جون أندرسون، واتهم الرئيس ريغان بالتخطيط لخفض تمويل الرعاية الصحية للمسنين.
وفاز ريغان بالانتخابات في هذا العام.
في أول مناظرة تلفزيونية منذ 16 عامًا، واجه الديمقراطي جيمي كارتر الرئيس الجمهوري غير المنتخب وقتها جيرالد فورد في عام 1976.
وفي تصريحات اعتبرت خطأ فادحا، قال فورد: “لا توجد هيمنة سوفيتية على أوروبا الشرقية، ولن تكون هناك أبدا تحت إدارة فورد”.
ووقتها فاز كارتر في الانتخابات.
شهد عام 1960، أول مناظرة تلفزيونية بين المرشح الديمقراطي جون ف. كينيدي ونائب الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون.
ووقته كان نيكسون يتعافى من فترة قضاها في المستشفى، ورفض خلال اللقاء وضع المكياج المخصص للظهور على شاشة التلفاز.
وركز المشاهدون البالغ عددهم 70 مليونًا على ما رأوه، وليس ما سمعوه، وفي النهاية فاز كينيدي في الانتخابات.
المصدر: رويترز
