ثقافة

الحجر الأسود.. قطعة من الجنة لها قدسية في نفوس المسلمين

يُعد الحجر الأسود من أهم الأجزاء في الكعبة التي يحرص الحجاج على الاقتراب منها ولمسها خلال مناسك الحج والعمرة، تباركًا بها وبتاريخها الذي يمتد عبر قرون.

ويتسابق الحجاج والمعتمرون على تقبيل ولمس الحجر أسوة واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

أين يقع الحجر الأسود؟

يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة في إحدى زواياها، ويُعد علامة لبداية الطواف ونهايته.

مواصفات الحجر الأسود

يرتفع الحجر عن الأرض بمقدار متر ونصف، وله تجويف محاط بإطار من الفضة الخالصة بهدف حمايته.

ويظهر مكان الحجر بيضاويًا، ويوجد منه الآن 8 قطع صغيرة بأحجام مختلفة، أكبر واحدة في حجم التمرة.

وتقول الروايات إنه قطعة من الجنة أُنزل بها سيدنا جبريل على سيدنا إبراهيم عليه السلام.

الحجر الأسود.. قطعة من الجنة لها قدسية في نفوس المسلمين
تم تغيير الإطار الفضي المحيط بالحجر الأسود على مدار عهد حكام المملكة

تاريخ الحجر الأسود

كانت بداية تطويق الحجر الأسود بالفضة في عهد عبد الله بن الزبير، وتم تناقل تلك العادة في عهد الخلفاء، إذ كان يتم تغيير هذا الإطار كلما ظهرت الحاجة لذلك.

وفي شعبان 1375هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً من الفضة للحجر الأسود، ثم في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1399هـ، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1422هـ.

وتحرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على الصيانة الدورية للحجر الأسود وتنظيفه وتطييبه، وفق أحدث التقنيات وبأفضل المواد ذات المواصفات العالمية.

ويقوم على صيانة الحجر فريق مؤهل ومدرب من وكالة الرئاسة للمشاريع والدراسات الهندسية، ووكالة الشؤون الفنية والخدمية بالمسجد الحرام.

وتحرص الرئاسة على تحري الفريق الفني القائم بالصيانة أعلى معايير الدقة والجودة في الأداء والإنجاز خلال وقت قياسى، وبما يرتقي لشرف هذا الجزء من الكعبة التي شرفها الله.

ويأتي ذلك ضمن الأعمال الجليلة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في بيت الله الحرام.

الحجر الأسود.. قطعة من الجنة لها قدسية في نفوس المسلمين
توجد 8 قطع من الحجر الأسود أكبر واحدة في حجم التمرة

توثيق الحجر

من أبرز الجهود التي تبرز اهتمام قيادة المملكة بالحجر الأسود، هو تصوير وتوثيق الحجر الأسود من خلال أحدث التقنيات عالية الجودة.

وقامت بهذه الخطوة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة المشاريع والدراسات الهندسية بالرئاسة.

وخلال التوثيق تم تصوير الحجر ومقام إبراهيم عليه السلام بصور نادرة وحديثة، من خلال تقنية “Focus Stack Panorama”، والتي تعتمد على جمع الصور بدرجات وضوح مختلفة، ليتم جمعها في النهاية لإنتاج صورة واحدة بأعلى درجة وضوح.

يُعد الحجر الأسود علامة لبداية ونهاية الطواف

وتم التوثيق بالتقاط 1050 صورة للحجر ومقام إبراهيم، بوضوح قدره 49 ألف ميغا بكسل، وحجم كل صورة 160 غيغا بايت.

ومن ثم تم استخدام تقنية المسح الليزري لبناء نموذج حاسوبي عالي الدقة، إذ استغرق التقاط الصورة نحو 7 ساعات متواصلة، وأسبوع عمل لإجراء التعديلات وإنتاج الشكل النهائي.

وكانت تلك المبادرة هي الأولى لتوثيق الحجر الأسود، ولفتت انتباه العديد من وسائل الإعلام العالمية والإقليمية.

المصدر: واس