سياسة

قيادي بـ”فتح”: هكذا لعبت المملكة دورًا في اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين

على مدار عقود وضعت المملكة القضية الفلسطينية على رأس القضايا الإقليمية، وتصدرت النقاشات واللقاءات على مستوى المنطقة العربية أو في المحافل الدولية.

ومنذ الأزمة الأخيرة مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تدخر المملكة جهدًا من أجل التوصل إلى حل سلمي بين أطراف الصراع، من خلال التوسط والتواصل مع الدول الغربي المضطلعة في الأمر لتحريك المفاوضات.

وتتبنى المملكة حل الدولتين باعتباره الحل الأسلم للصراع في فلسطين، مشددة على ضرورة ضمان وجود دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المملكة والاعتراف بالدولة الفلسطينية

قال القيادي في حركة فتح، منير الجاغوب، إن المملكة رسمت مسارًا موثوقًا ينهي الصراع في غزة ويمهد الطريق إلى اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن هذا الجهد ساهم في الاعترافات الأوروبية بفلسطين من قبل النرويج وإسبانيا وأيرلندا، إلى الجانب الدول التي تسعى للاعتراف.

وتابع الجاغوب أن أمين سر اللجنة التنفيذية في القيادة الفلسطينية، حسين الشيخ، أثنى على الجهود التي تبذلها الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية، قائلًا إن الجهد الأكبر كان للخارجية السعودية.

واستكمل: “وزير الخارجية السعودي لعب دورًا كبيرًا في الحصول على الاعترافات من هذه الدول”.

وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة، قال الجاغوب إن المملكة يمكن أن تذهب إلى اتفاق ثنائي مع واشنطن، ولكنها أيضًا ما زالت أن تضع على الطاولة إنهاء الصراع في فلسطين.

وأضاف: “لا أحد يستطيع أن يتحدث عن هذا الموضوع – يقصد حل الدولتين – بسلبية، لأننا كعرب أو مسلمين التخلص من دولة الاحتلال أو القضاء عليها”.

وقف إطلاق النار في غزة

شكك الجاغوب في الرواية الأمريكية حول موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة.

وقال: “هناك بالفعل قرار فوري اتخذ بوقف إطلاق النار ولكنه لم يُنفذ، وهناك مئات القرارات على رفوف الأمم المتحدة ومجلس الأمن تخص القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “الرئيس محمود عباس قال عشرات المرات لينفذ العالم قرارًا واحدًا ضد إسرائيل من كل هذه القرارات، ولكن للأسف الشديد لم يُطبق أي قرار”.

وتابع الجاغوب: “وأعتقد أن هذا القرار مثله مثل القرارات الأخرى، ولكن المختلف فيه هو أنه لإسرائيل أسرى في قطاع غزة وهو ما يجبرها على القبول بهدنة مؤقتة ومن ثم العودة لتنفيذ مخططاتها”.

وقال إن لهذا السبب تسعى حماس لاتفاق ينص على وقف شامل لإطلاق النار وليس مؤقت، لأن المقترح الأمريكي ينص على وقف القتال في المرحلة الأولى، ومن ثم التفاوض على وقف الأعمال العدائية بشكل عام في المرحلة الثانية، بحسب قوله.

وتسائل الجاغوب عن الوضع إذا فشلت تلك المفاوضات في المرحلة الثانية من الاتفاق، قائلًا: “وقتها سنعود إلى النقطة الأولى وهي العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل في قطاع غزة”.

ووصف القيادي في حركة الفتح الوضع بـ “المعقد” وقال إنه ليس بهذه السهولة خصوصًا وأن إسرائيل لها مآرب كثيرة، واتخذت من هذه المواجهة كذريعة لتنفيذ مخططات كانت موجودة في أدراج الحكومات الإسرائيلية السابقة منذ عهد رابين، بالقضاء على قطاع غزة.

المقترح الأمريكي

كان مجلس الأمن وافق أمس الثلاثاء، على مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يهدف لوقف إطلاق النار بعد 8 أشهر من الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة.

وتمت الموافقة بأغلبية 14 عضوًا، امتنعت روسيا خلالها عن التصويت.

وينقسم المقترح الجديد إلى 3 مراحل، سيتم خلال المرحلة الأولى الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بما فيهم النساء والمسنين والجرحى، وإعادة رفات بعض الرهائن الذين قتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين.

ومن جانبها ستنسحب إسرائيل من المناطق المأهولة في غزة، وإعادة الفلسطينيين إلى منازلهم، وتوزيع المساعدات الإنسانية بما يتناسب مع الحاجة لها.

أما المرحلة الثانية فتشمل التفاوض على الوقف الدائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين في غزة، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة”.

وستكون المرحلة الثالثة بمثابة بداية “خطة كبرى متعددة السنوات لإعادة إعمار غزة”، وستتم إعادة بقايا أي من الرهائن القتلى الذين ما زالوا في غزة إلى إسرائيل.

ووفق المقترح الأمريكي فإن وقف إطلاق النار سيكون مستمرًا طالما استمرت المفاوضات.

وأعلنت قيادات حماس خارج غزة ترحيبها بهذا المقترح، ولكن الولايات المتحدة قالت إن الأمر مرهون بموافقة القيادات دخل القطاع المحاصر.

المصدر: الإخبارية