الكوابيس واحدة من الأشياء التي تحدث خلال النوم ولا أحد متأكد تمامًا من سببها، إلا أن الأبحاث تظهر أنها أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض تشخيصات الصحة العقلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
السقوط من مكان مرتفع، مطاردة حيوان مفترس، التجول تائهًا أو عاجزًا.. هذه بعض من الموضوعات الأكثر شيوعًا التي أبلغ الأشخاص عن تعرضهم لها في كوابيسهم.
لكن ماذا تعني هذه الكوابيس في الواقع.. وهل يمكن أن تكون علامة تحذير على أن هناك خطأ ما؟
ما الكوابيس الأكثر شيوعا؟
الكوابيس مثل الأحلام يمكن أن تأتي في جميع الأشكال، ولكن كما اتضح هناك بعض المواضيع المشتركة التي يبدو أن الناس يتصارعون معها عندما يواجهون الكوابيس.
دراسة واحدة من عام 2018 نُشرت في مجلة طب النوم السريري، استكشفت موضوعات الكابوس الأكثر شيوعًا في أكثر من 1200 مشارك، وجدت نتائج الدراسة عدة مواضيع مشتركة بين أولئك الذين يعانون من الكوابيس المتكررة:
– 19% وفاة أو إصابة أحبائهم
– 18% الفشل أو العجز
– 18% الاعتداء الجسدي
– 15% حوادث
– 14% مطاردون
– 11% مخاوف متعلقة بالصحة أو الوفاة
اختلاف موضوعات الكوابيس بين الجنسين
وجدت نتائج الدراسة أيضًا اختلافات عديدة في موضوعات الكابوس بين الجنسين.. على سبيل المثال، أبلغ عدد أكبر من الإناث عن تعرضهن لمواضيع مثل الاعتداء الجسدي والمخاوف المتعلقة بالصحة، في حين أبلغ عدد أكبر من الذكور عن كوابيس حول العجز والحوادث.
هل يمكن أن تكون الكوابيس تحذيرات؟
لا يزال أمام الباحثين الكثير ليتعلموه عن علم الأحلام، وهناك نظريات متعددة حول هذا الموضوع لماذا نحلم.. على سبيل المثال، تقول النظرية الديناميكية النفسية للأحلام أن الأحلام موجودة ببساطة لتحقيق رغباتنا اللاواعية، وتقول النظرية المعرفية العصبية أن الأحلام هي في الواقع نتيجة ثانوية للتطور الطبيعي للدماغ.
لا تشير أي من النظريات حول الحلم أو الكوابيس باعتبارها تحذيرات من الهلاك المحتمل أو الوشيك، ومع ذلك، هناك شيء واحد قد “تحذرنا” الكوابيس منه: صحتنا الجسدية والعقلية.
وفقًا للأبحاث، تعد الكوابيس أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالصحة العقلية، في الواقع، تشير إحدى الدراسات إلى ذلك تصل إلى 70% من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد وغير ذلك من تشخيصات الصحة العقلية يعانون من كوابيس مزمنة. يبدو أن حالة تسمى اضطراب الكابوس، على وجه التحديد، تؤثر على نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة العقلية.
ليست اضطرابات الصحة العقلية فقط هي التي يمكن أن تسبب زيادة في الكوابيس أيضًا، دراسة واحدة وجدت أن الكوابيس ترتبط عادة بعوامل أخرى مثل المشاعر السلبية والقلق ومدة النوم، وتشير الأبحاث أيضا أن بعض الحالات الصحية، مثل الصداع النصفي والربو، وبعض الأدوية يمكن أن تسبب زيادة في الكوابيس.
كيف يقرر عقلك ما الذي تحلم به؟
من الصعب أن نقول بالضبط كيف تقرر أدمغتنا ما نحلم به كل ليلة، أو ما إذا كنا سنحلم على الإطلاق. لكن في أغلب الأحيان، يعتقد الباحثون أن أحلامنا كذلك تتأثر بشدة من خلال عوامل مثل شخصيتنا وخيالنا، بالإضافة إلى الأشياء التي نهتم بها ونهتم بها.
عند الأطفال، على سبيل المثال، تميل الأحلام إلى متابعة التطور المعرفي وتصبح أكثر ارتباطًا مع تقدمهم في السن. وعند البالغين، يمكن لأشياء مثل الحالة المزاجية والصحة العقلية أن تؤثر بشكل كبير على محتوى أحلامنا الليلية.
ومع ذلك، فالحقيقة هي أن معظم الناس ليس لديهم أي سيطرة واعية على ما يحلمون به. يخلق دماغنا دون وعي أحلامًا وكوابيس لنا، وما زلنا نتعلم كيف ولماذا. وبعبارة أخرى، عندما يتعلق الأمر بالحلم، فنحن نسير على طول الطريق.