تبنى مجلس الأمن، أمس الإثنين، مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يهدف لوقف إطلاق النار بعد 8 أشهر من الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة.
واستغرقت المفاوضات حول مسودة مشروع القرار التي وافق عليها الرئيس بايدن مسبقًا، حوالي أسبوع تقريبًا من أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 عضوًا.
وكان القرار يحتاج إلى موافقة 9 أعضاء دون استخدام حق النقض “الفيتو” من قبل الدول التي تمتلك حق التصويت وهم: الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا.
وخلال التصويت امتنعت روسيا عن الإدلاء برأيها، فيما لم تتخذ الصين أي خطوة لمنع التمرير، وتمت الموافقة بأغلبية 14 عضوًا.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: “لقد صوتنا اليوم لصالح السلام”.
وفي مارس الماضي، صوتت كلا من الصين وروسيا ضد مشروع قرار أمام مجلس الأمن، وقالتا إنه سيمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة مدينة رفح.
وعلى غرار ذات السلوك، استخدمت الولايات المتحدة حقها في الاعتراض على مشروع القرار ثلاث مرات، اثنان منها كانا يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.
وفي نهاية مايو، قال بايدن إن إسرائيل قدمت مقترحًا مكونًا من 3 أجزاء يهدف إلى الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة، والذي يتضمن كشرط أساسي إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ 7 أكتوبر الماضي.
ومنذ أن شنت إسرائيل عدوانها على غزة في نفس التاريخ، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 37 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، وفق تقديرات السلطات الصحية في غزة.
وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيت إيفانز، الأحد الماضي، إن قبول حماس للصفقة التي اقترحتها إسرائيل أمر ضروروي وأنه على مجلس الأمن أن يضغط من أجل ذلك.
وأضاف: “لقد قبلت إسرائيل هذا الاقتراح وأمام مجلس الأمن فرصة للتحدث بصوت واحد ودعوة حماس إلى أن تفعل الشيء نفسه”.
هل توافق إسرائيل على المقترح؟
هناك بعض المؤشرات على أن إسرائيل قد لا توافق على هذا المقترح، خصوصًا بعد عملية إنقاذ الرهائن الأربعة الأخيرة.
وتمكنت قوات الاحتلال من إطلاق سراح 4 أسرى محتجزين لدى حماس السبت الماضي، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الإصرار على استكمال الغزو بدلًا من الموافقة على وقف إطلاق النار، حسبما قال مسؤول كبير في إدارة بايدن لشبكة “إن بي سي نيوز”.
من جهتها، قالت حماس في بيان لها، في جزء منه، إنها “ترحب بما تضمنه وأكده قرار مجلس الأمن بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار في غزة”.
ولكن عدد القتلى الكبير من المدنيين الفلسطينيين الذي نتج عن الغارة الإسرائيلية التي حررت الأسرى، كان مثار قلق بسبب التخوفات من رفض حماس لمقترح وقف إطلاق النار الجديد.
كما أشاد الاتحاد الأوروبي بالتصويت، وقالت في بيان “نحث الطرفين على قبول وتنفيذ الاقتراح المكون من ثلاث مراحل”.
تفاصيل المقترح
حسبما قالت الأمم المتحدة، فإن المقترح الجديد ينقسم إلى 3 مراحل.
خلال المرحلة الأولى، يتم الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بما فيهم النساء والمسنين والجرحى، وإعادة رفات بعض الرهائن الذين قتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين.
ومن جانبها ستنسحب إسرائيل من المناطق المأهولة في غزة، وإعادة الفلسطينيين إلى منازلهم، وتوزيع المساعدات الإنسانية بما يتناسب مع الحاجة لها.
أما المرحلة الثانية فتشمل الوقف الدائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين في غزة، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة”.
وستكون المرحلة الثالثة بمثابة بداية “خطة كبرى متعددة السنوات لإعادة إعمار غزة”، وستتم إعادة بقايا أي من الرهائن القتلى الذين ما زالوا في غزة إلى إسرائيل.
ووفق المقترح الأمريكي فإن وقف إطلاق النار سيكون مستمرًا طالما استمرت المفاوضات، وأعرب مجلس الأمن عن رفضه لإحداث أي تغيير ديموغرافي أو إقليمي في غزة.
وفي غضون التصويت على المقترح في مجلس الأمن، كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن وصل في زيارة إلى إسرائيل للقاء الجنرال المتقاعد بيني غانتس ضمن خطط أخرى.
وكان غانتس المحسوب على التيار الوسطي ضمن حكومة الحرب الإسرائيلية تقدم باستقالته يوم الأحد اعتراضًا على أداء نتنياهو في إدارة الحرب في غزة.
وحاولت إدارة بايدن إقناع غانتس بالبقاء في الحكومة لأن رحيله سيجبر نتنياهو على الاعتماد بشكل أكبر على أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الذين يعارضون أي وقف لإطلاق النار مع حماس.
سيناريوهات سيئة
وقبل مغادرته قال بلينكن إن الأمر متروك لإسرائيل ليقرروا من سيكون في حكومتهم، ولكنه في نفس الوقت حدد 3 سيناريوهات سيئة يمكن أن تحدث حال استمرار إطلاق النار.
ويحدث السيناريو الأول إذا استمر الوجود الإسرائيلي في غزة، وهو أمر تقول إسرائيل إنها لا تريد أن تفعله، ونحن نعتقد أنها لا يجب أن تفعله”.
والسيناريو الآخر هو حدوث تمرد كبير قد يستمر لسنوات عديدة.
أما السيناريو الأخير فيتضمن عودة حماس أو استمرار الفراغ التام وتحدث فوضى وانفلات أمني.
المصدر: NBC