علوم

علماء يكتشفون مادة في المطابخ قد تحد من تلوث الكوكب

اكتشف العلماء مادة شائعة الاستخدام في المطابخ، يمكن أن تحد من تلوث الكوكب الناتج عن الاحتباس الحراري وزيادة الكربون.

وقال علماء جامعة كامبريدج في إنجلترا إن تلك المادة يمكن أن تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، والذي يزيد من درجة حرارة الكوكب.

ويعلق الباحثون الآمال على هذه المادة في أن تصبح قليلة التكلفة وفعالة لإبطاء تغير المناخ وتقليل التلوق الناتج عن الكربون.

تفاصيل الدراسة

استخدم الباحثون في التجربة الفحم المنشط وهي مادة شبيهة بالإسفنج تُستخدم في مرشحات المياه المنزلية، وقاموا بشحنها على غرار البطاريات.

واعتمدت الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر هذا الأسبوع، على اختبار قدرة المادة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء.

وعلى الرغم من أن الفحم النشط يمكن أن يعمل على تنقية المياه من خلال امتصاص الشوائب الموجودة فيها، إلا إنه ليس بالضرورة أن يقوم بنفس الوظيفة مع الهواء بحجز ثاني أكسيد الكربون.

ولكن هذا الأمر تغير من خلال عملية شحن المادة، حيث تلتصق الأيونات بأقطاب البطارية باستخدام مركبات كيميائية تسمى هيدروكسيدات.

وبعد الشحن تتجمع أيونات الهيدروكسيد في المسام الصغيرة للفحم وتبدأ في تكوين روابط مع ثاني أكسيد الكربون، وتمتصه من الغلاف الجوي.

ولكن العملية كانت تتطلب وسيلة يمكن بها فصل ثاني أكسيد الكربون عن الفحم واحتجازه لمنع تسربه للهواء مرة أخرى.

ولحل تلك المشكلة، قام العلماء بتسخين الإسفنجة إلى درجة حرارة تتراوح بين 90 و100 درجة مئوية (194 إلى 212 درجة فهرنهايت)، مما أدى إلى كسر الروابط بين ثاني أكسيد الكربون وأيونات الهيدروكسيد.

علماء يكتشفون مادة في المطابخ قد تحد من تلوث الكوكب
مجموعة جامعة كامبريدج فورس، وهي فريق من الأكاديميين المشاركين في الدراسة الذين يبحثون عن مواد يمكن أن تساعد في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة

وفي حين أن تلك العملية تبدو وكأنها تستهلك الكثير من الطاقة هو أمر يتعارض مع المهمة الأساسية لها وهو إبطاء تغير المناخ، ولكن بالمقارنة بعمليات أخرى لسحب الكربون من الهواء تعتبر أقل بكثير.

ويمكن أن تصل الطرق الأخرى إلى استهلك قدره 900 درجة مئوية، وغالبًا ما يتم تشغيلها بالغاز الطبيعي وهو وقود أحفوري، على عكس الطريقة الجديدة التي يمكن أن تعمل بمصادر الطاقة المتجددة.

تحديات

ومع ذلك، تواجه الطريقة الحديثة بعض التحديات ومنها انخفاض قدرة ثاني أكسيد الكربون في الإسفنج مع زيادة الرطوبة النسبية.

ويحاول العلماء إيجاد طرق أخرى لزيادة قدرة الإٍسفنجة على امتصاص كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه أساليب احتجاز الكربون التقليدية انتقادات واسعة، بسبب تكلفته الكبيرة واستهلاكها الكثير من الطاقة والمواد وعدم تفعيلها على نطاق واسع.

ووفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، وهي هيئة موثوقة في علوم المناخ، فإن إزالة ثاني أكسيد الكربون من الكوكب ستكون خطوة ضرورية لتحقيق صافي صفر انبعاثات.

علماء يكتشفون مادة في المطابخ قد تحد من تلوث الكوكب
إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء ستكون خطوة ضرورية لتحقيق صافي صفر انبعاثات

وبحسب ما نقلته شبكة CNN عن المؤلف الرئيسي للدراسة، ألكسندر فورس، فإن العالم بحاجة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بكل الطرق الممكنة، وهو ما يبرز الحاجة إلى تقنيات وطرق لا تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون.

وتُشير بيانات تقرير حديث صادر عن جامعة أكسفورد، إلى أنه تتم سنويًا إزالة ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام، أغلبها من الطرق التقليدية مثل زراعة الأشجار.

في نفس الوقت تساهم التقنيات الحديثة، مثل احتجاز الكربون، بأقل من 0.1% من إجمالي كمية ثاني أكسيد الكربون التي تتم إزالتها.

ويأمل فورس أن يتم استخدام طريقتهم الجديدة في مجموعة من التطبيقات ويمكن توسيع نطاق استخدامها في العالم الحقيقي. وتتطلع جامعة كامبريدج الآن إلى تسويق هذه التقنية.

المصدر: CNN