كشف رئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستوره، اليوم الخميس، عن الأسباب وراء اعتراف دولته بدولة فلسطين في وقت سابق هذا الأسبوع.
كانت النرويج اعترفت بفلسطين، وأكدت أن الفلسطينيين لديهم حق أصيل في تقرير المصير، وأن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين الحق في العيش بسلام وأمن في دولتيهما.
نحو السلام في الشرق الأوسط
وقال ستوره، إن النرويج تعتقد اعتقادًا راسخًا بأنه لا سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين، وهو خيار لا يمكن تحقيقه دون وجود دولة فلسطينية.
وأضاف: “بعبارة أخرى، فإن الدولة الفلسطينية تشكل شرطًا أساسيًا لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط”.
وأشار ستوره إلى أن المتعارف عليه منذ اتفاقيات أوسلو في نهاية القرن الماضي قبل 30 عامًا، هو أن الاعتراف بفلسطين سيحدث بعد أن يتم إقرار سلام شامل في المنطقة.
وتابع: “ولكن الآن يبدو أنه لم يعد بوسعنا الانتظار حتى يتم حل الصراع في الشرق الأوسط أولًا، ثم نعترف بدولة فلسطين”.
ولفت رئيس الوزراء النرويجي إلى أنه في ظل غياب السلام والحل السياسي للصراع، بدأت الحياة اليومية في التدهور، ولم يعد الفلسطينيون أو الإسرائيليون قادرون على العيش في سلام.
وأشار ستوره إلى أن اعترافهم بدولة فلسطين – في وجهة نظره – يمكن أن يدعم الجهود التي تسعى إلى لتحقيق حل الدولتين، مؤكدًا أن البديل سيكون العنف وانعدام الأمن للطرفين، بما يمحي أي فرصة للأمل في المستقبل.
5 أسباب وراء الاعتراف النرويجي بفلسطين
حدد رئيس الوزراء النرويجي 5 أسباب وراء أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في هذا التوقيت وهي:
*أثبتت الحرب الدائرة الآن وهي أقل مستوى ضمن التطورات التي يشهدها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أن حل القضية الفلسطينية أمر لا مفر منه، خصوصًا وأن الوضع في الشرق الأوسط لم يكن بتلك الخطورة من قبل.
*الاتجاه الدولي والدعم الواضح للفلسطينيين والاعتراف بحقهم في أن يكون لهم صوت سياسي، وأكبر دليل على ذلك هو تصويت 143 دولة لصالح قرار يدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة في 10 مايو.
*الاعتراف النرويجي بفلسطين يدعم خطة السلام العربية التي يعمل عليها لاعبون أساسيون في المنطقة منذ فترة، كما أنه يمهد – وفق ستوره – إلى مزيد من التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وتعمل النرويج على حشد الدعم الأوروبي لهذه الخطة.
*الدعم المتزايد في أوروبا لقيام دولة فلسطينية، وهو ما دفع دول أخرى غير النرويج مثل إسبانيا وأيرلندا لاتخاذ خطوة مماثلة بالاعتراف بفلسطين.
*يشكل الاعتراف الرسمي بفلسطين كدولة خطوة طبيعية في السياسة التي اتبعتها النرويج لعقود من الزمن، والتي تمنحها وزنًا أكبر لتشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بها.
اتجاه أوروبي نحو الاعتراف بفلسطين
في الوقت الحالي تسعى دول أوروبية أخرى للاعتراف بدولة فلسطين، وتظهر المملكة المتحدة كأبرز تلك الدول حتى الآن، على الرغم من معارضتها لهذه الخطوة في الماضي مثل الولايات المتحدة.
وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في فبراير الماضي، “ما يتعين علينا القيام به هو إعطاء الشعب الفلسطيني أفقًا نحو مستقبل أفضل، مستقبل أن يكون له دولة خاصة”.
ووقتها كتب كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمرز، توماس فريدمان، أن التحرك نحو إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح في الوقت الحالي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويحتاج لمزيد من الجهود من اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط.
من جانبها، تُبدى الولايات المتحدة مؤخرًا تراجعًا في مواقفها الداعمة بشكل مباشر ومطلق لإسرائيل في حربها على غزة، وهو ما خلق نوعًا من التوترات بينها وبين حليفها الأول في الشرق الأوسط.
ولذلك قال الخبراء إنه ينبغي توخي الحذر من التصريحات التي تصدر عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتي يمكن أن يتم تفسيرها على أنها وسيلة للضغط على الحكومة الإسرائيلية.
وعندما طلب منهما التوضيح، قال المتحدثون باسم الولايات المتحدة إن سياسات الحكومة لم تتغير في الوقت الحالي.