سياسة أحداث جارية

صحيفة إسرائيلية تكشف عن محاولات نتنياهو لعرقلة صفقة تبادل الأسرى

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن محاولة رئيس الوزراء نيامين نتنياهو عرقلة المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لاستئناف المفاوضات مع حماس، تدفع بمقترح واحد فقط وهو اتفاق شامل لإعادة المختطفين كافة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار قولهم إنه في الوقت الذي يسعى فيه مجلس الحرب الإسرائيلي إلى مناقشة المرحلة الأولى من الصفقة، يحاول نتنياهو بكل جهوده نسف الصفقة قبل ولادتها.

وقال أحد المسؤولين إن نتنياهو لا يقوم بذلك بشكل مباشر، ولكنه يسعى لذلك قبل أن تتبلور الصفقة، ويحاول تفويت جميع الفرص.

ومنذ بداية الحرب يُصر نتنياهو على مواصلة القصف والعمليات العسكرية، ويرفض وقف إطلاق النار، كما أنه انتقد أكثر من مرة فريق التفاوض وقال إن الإحاطات التي يقدمها تزيد من تشبث حماس بموقفها.

ويقول مراقبون إن نتنياهو يحاول طمأنة عائلات الأسرى المختطفين من خلال رسائل عديدة، ولكن تلك الخطابات لا تقف على أساس راسخ مع استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي برفضه مناقشة شروط حماس، وبالتالي لا حلول قريبة تلوح في الأفق.

صحيفة إسرائيلية تكشف عن محاولات نتنياهو لعرقلة صفقة تبادل الأسرى
يحاول نتنياهو طمأنة أهالي الأسرى ولكن الوقت ينفد من الرهائن وفق مسؤولين إسرائيليين

مطالب حماس

في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى فقط، تُصر حماس على اتفاق أساسه وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال بالكامل من غزة، وهو ما يعارضه نتنياهو بشدة.

وكانت حماس قد وافقت على اتفاق بشأن هدنة طويلة الأمد قبل أسبوعين، ولكن نتنياهو رفض هذا المقترح المصري ضمن المفاوضات التي انطلقت الشهر الماضي.

ولكن مؤخرًا قررت حكومة الاحتلال العودة إلى طاولة المفاوضات وتوسيع نطاق صلاحياتها، كما تم عقد قمة نهاية الأسبوع في باريس بمشاركة رئيس الموساد ديدي بارنيا ورئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد الثني.

ومن المقرر أن يتم استئناف التفاوض يوم الثلاثاء المقبل وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مصدر مصري مطلع، ولكن في نفس الوقت من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على المشاركة أم لا.

وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية على لسان وسطاء عرب الثلاثاء الماضي قولهم إنه تمت دعوة حماس بالفعل للمفاوضات، ولكن المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان قال لشبكة الجزيرة الثلاثاء “لم يبلغنا الوسطاء بأي شيء يتعلق باستئناف المفاوضات”.

وقالت الصحيفة إن المفاوضات من المقرر أن تركز على مقترحات جديدة لا زالت غير واضحة التفاصيل.

صحيفة إسرائيلية تكشف عن محاولات نتنياهو لعرقلة صفقة تبادل الأسرى
اتفق مجلس الحرب الإسرائيلي بالأغلبية على ضرورة توسيع صلاحيات فريق التفاوض في ظل رفض نتنياهو

ولكن لماذا تتعثر المفاوضات؟

هناك محل خلاف واضح حول صيغة الاتفاق لدى كل من حماس وإسرائيل، وفق ما أوضحه مراسل “يديعوت أحرونوت” رونين بيرغمان في مقالته أمس الأحد.

ويقول بيرغمان إن الصفقة المقترحة تتم على 3 مراحل، الأولى منها خلال 42 يومًا وهي “الفترة الإنسانية” التي يتم فيها إطلاق سراح المجندات الإسرائيليات الخمس المخطوفات، ثم الإفراج عن المختطفين من الجنود الرجال في المرحلة الثانية، على أن تشهد المرحلة الثالثة تبادل الجثث.

وبعد إتمام الصفقة ستتولى مصر وقطر والأمم المتحدة إعادة إعمار القطاع.

ولكن حماس لا تملك الثقة الكافية في إسرائيل لإتمام الصفقة، وتطالب بأن تكون هناك ضمانات أمريكية كافية بأن وقف إطلاق النار سيكون ركن أساسي ضمن الاتفاق، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

وترفض إسرائيل هذا المقترح بشدة، وحاولت خلال الفترة الماضية اقتراح صيغ بديلة معقدة للاتفاق للالتفاف عليه ما يسمح لها بالعودة للحرب مرة أخرى.

وحماس تعي ذلك جيدًا وتعلم أن نتنياهو على استعداد لدفع أي ثمن باهظ حتى يتم الإفراج عن الأس ولكنه لن يتخلى عن فكرة العودة للحرب.

وقال أحد ممثلي الدول الوسيطة إن حماس تخشى الوقوع في الفخ والتصحية بورقة المساومة الأخيرة لديها وهم المختطفين، في الوقت الذي لا يعبأ نتنياهو بالتضحية بجنوده الرجال في سبيل تحقيق النصر.

صحيفة إسرائيليةة تكشف عن محاولات نتنياهو لعرقلة صفقة تبادل الأسرى
يحاول نتنياهو عرقلة اتفاق الأسرى بما يضمن له الاستمرار في حربه على قطاع غزة

توسيع الصلاحيات

خلال الأسبوع الماضي شهدت النقاشات التي دارت داخل مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي اتفاق واسع على توسيع صلاحيات فريق التفاوض.

وكان المجلس يرى أن إتاحة المزيد من الصلاحيات للفريق من شأنه أن يحقق انفراجة في المفاوضات المتعثرة بالأساس.

ولكن قالت مصادر مطلعة على النقاشات إن نتنياهو حضر إلى هذا الاجتماع وهو يتبنى موقف حازم بمنع المزيد من الصلاحيات، ولكنه رضخ في النهاية أمام الإجماع الكبير من أعضاء المجلس.

وبشكل عام، لم يحصل فريق التفاوض على الصحيات التي كان يتوقعها بالكامل، وقال المسؤول عن الجهود الاستخباراتية لإعادة المختطفين، نيتسان ألون، إن الهدف الأساسي هو محاولة التوافق مع حماس.

المصدر: يديعوت أحرونوت