كشف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، الدكتور محمد محسن أبو النور، عن عدة دلائل تُشير إلى تورط إسرائيل في حادث إسقاط الطائرة الرئاسية الإيرانية.
وقال خلال مداخلة على قناة “الغد”، إن تنفيذ تلك العملية في منطقة حدودية قريبة من أذربيجان يحاط بعلامات الاستفهام، خصوصًا وأن الإعلام الإيراني كثيرًا ما أشار إلى أن هذه الدولة تفتح مجالها الجوي للموساد الإسرائيلي للقيام بعمليات ضد إيران.
وأضاف: “وبالتالي أن أغلب الظن أن هذه العملية كانت إسقاط متعمد للطائرة الرئاسية الإيرانية، خصوصًا وأن هناك تأكيدات في الإعلام الرسمي الإيراني طوال الوقت بأن إيران مخترقة أمنيًا، وأن لديها مشكلة ما فيما يتعلق بالتأمينات والترتيبات الأمنية وهذا يُقال في الإعلام المحافظ الحكومي”.
وأوضح أبو النور: “وفق تحليلي فهذه العملية مُدبرة ولا يمكن أن تكون طبيعية، وأقول ذلك لعدة مؤشرات أولها أن أذربيجان لديها علاقات أمنية معقدة جدًا مع إسرائيل”.
وتابع: “كما أن وصول الطائرات الأخرى ضمن الموكب بسلام، يُعد دليلًا آخرا على أن إسقاط تلك الطائرة التي تواجد على متنها عدد كبير من أهم المسؤولين الإيرانيين بمثابة تحقيق النصر لإسرائيل”.
وقال أبو النور إن ذهاب الرئيس الإيراني لحضور قمة إيرانية أذربيجانية في تلك المنطقة الحدودية البعيدة الوعرة، كان أحد الأمور الغريبة، خصوصًا مع النقاط السابقة الخاصة بالعلاقات الأمنية غير المستقرة بين البلدين.
لماذا تُشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل؟
وعن علاقة إسرائيل بالحادث، يقول أبو النور: “لا يوجد طرف في الإقليم يقوم بعمليات ضد إيران داخلها وخارجها إلا إسرائيل، وهي أعلنت من قبل أنها اخترقت قلب إيران وسرقت الأرشيف النووي الإيراني، كما تم اغتيال محسن فخري زاده أبو البرنامج النووي الإيراني في إيران، كما تم قصف القنصلية الإيرانية في دمشق وبداخلها مسؤولون كثيرون”.
وأضاف: “وبالتالي الطرف الوحيد الذي توجه إليه أصابع الاتهام تاريخيًا هي إسرائيل، كما أن نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر اتهم إسرائيل صرحة بأنها المسؤولة عن تفجير كرمان الذي تم قبل عدة أشهر وسقط به مئات القتلى الإيرانيين”.
لماذا تنفذ إسرائيل تلك الخطوة الآن؟
يوضح أبو النور أن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل تريد أن تنجو بأي شكل، فهي تشعل الحرائق في الإقليم لتظل هي بمنأى عنها.
وقال: “الحكومة الإسرائيلية تريد شراء الوقت لأن نتنياهو يعلم أن عدم وجود حكومته في السلطة تعني تعرضه للمحاسبة والمساءلة القانونية، ولذلك بالتأكيد فهو يريد أن يشعل صراعات خارجية بعيدة عن غزة”.
وفي مداخلة أخرى مع قناة المشهد، قال أبو النور إن عملية اغتيال الرئيس الإيراني مشابهة لعملية اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، عندما عُرف أنه بصحبة عدد من المسؤولين في مكان واحد.
واستبعد المحلل السياسي وجود أي خلافات داخلية بين المرشد الأعلى والرئيس الراحل إبراهيم رئيس، قائلًا: “بالعكس التنسيق بينهما على أعلى مستوى وهما صديقان مقربان جدًا”.
وأوضح: “في اعتقادي أن أحد المسؤولين الإسرائيليين كان متواجدًا في أذربيجان عندما علم بأمر طائرة الرئيس الإيراني البدائية والمسؤولين المتواجدين عليها، وبالتالي تم ترتيب عملية الاغتيال”.
وأشار أبو النور إلى أن إسرائيل لن تتبنى هذا الحادث، لأنها لو فعلت ذلك فسيكون بمثابة إعلان الحرب على إيران.
وقال أبو النور إنه على الرغم من أن الإيرانيين حريصون جدًا، إلا أنهم في بعض الأحيان يرتكبون أخطاء أمنية واستراتيجية أعلى مستوى.
المصدر: قناة الغد