سياسة

الطلاب المتضامنون مع فلسطين في “هارفارد” ينهون احتجاجهم لهذا السبب

قرر الطلاب في جامعة هارفارد يارد المتضامنون مع فلسطين، أمس الثلاثاء، إنهاء احتجاجهم طوعًا، والذي استمر لأسابيع أقاموا خلالها داخل خيام في الحرم الجامعي.

ومنذ بداية الربيع، عمت الاحتجاجات الجامعات الأمريكية والتي طالب خلالها الطلاب المحتجون مسؤولي الجامعات بوقف الدعم المقدم لإسرائيل من خلال الاستثمار في شركات الأسلحة.

وشهد الحرم الجامعي في العديد من الجامعات اشتباكات مع قوات الشرطة واعتقالات للطلاب المتظاهرين، وهو ما أسهم في تأجيج المشهد وجذب المزيد من المتضامنين.

ولكن لماذا أنهى الطلاب في هارفارد احتجاجهم؟

اتخذ الطلاب خطوة تفكيك الخيام بعدما وافقت إدارة الجامعة على مناقشة أسئلتهم التي تدور حول صراع الشرق الأوسط بين حماس وإسرائيل تحديدًا.

وقالت جامعة هارفارد إن رئيسها وعميد كلية الآداب والعلوم، هوبي هوكسترا، سيجتمعان مع المتظاهرين لمناقشة التساؤلات.

وأكد الطلاب الأمر نفسه، وقالوا إنهم سيناقشون مع مسؤولي الجامعة إلى جانب شركة هارفارد للإدارة التي تشرف على أكبر وقف أكاديمي في العالم، والذي تبلغ قيمته حوالي 50 مليار دولار.

وبحسب بيان أصدره المتظاهرون، فإنهم وضعوا مسودة لأبرز الأسئلة التي سيطرحونها على إدارة الجامعة ومن بينها سياسة الإفصاح وسحب الاستثمارات وإعادة الاستثمار وإنشاء مركز للدراسات الفلسطينية.

طلاب هارفارد المتضامنون مع فلسطين ينهون احتجاجهم لهذا السبب
روتيم شبيغلر، خريج جامعة هارفارد، يقف بالقرب من مخيم أقيم في الجامعة للاحتجاج على الحرب في غزة

وقال الطلاب أيضًا إن جامعة هارفارد عرضت سحب قرار إيقاف أكثر من 20 طالبًا وطالبًا عاملاً والتراجع عن الإجراءات التأديبية التي يواجهها 60 آخرون.

وأضاف المتحدث باسم المتظاهرين أن المخيم الذي تم نصبه قبل أكثر من 3 أسابيع تمكن من تحريك المياه الراكدة فيما يخص سحب استثمارات الجامعة.

كان احتجاج الطلاب بدأ على خلفية اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة والذي قتل حتى الآن أكثر من 35 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب الدمار والخراب الذي حل بالقطاع وتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية هناك.

ردود فعل

وأعرب الطلاب من غير المشاركين في الاحتجاج عن سعادتهم لإنهاء الاعتصام، وقالوا إنه من غير المناسب أن تتم مكافأة المحتجين على ما كانوا يفعلونه من تخريب.

وقال أحد الطلاب ويُدعى شبيغلر: “كان ينبغي أن يحدث ذلك منذ فترة، وكان ينبغي أن يعانوا من عواقب ما كانوا يفعلونه هنا، منتهكين المساحة المخصصة للجميع وعدم احترام أي من قواعد الجامعة التي تم تعديلها حتى أثناء ذهابهم”.

ويرى أعضاء هيئة التدريس الذين دعموا المحتجين في هارفارد إن الطلاب حققوا خطوة مهمة نحو سحب الاستثمارات من إسرائيل وتحرير فلسطين.

وأبدى أعضاء هيئة التدريس دعمهم للطلاب الذين عرّضوا مستقبلهم للخطر في سبيل تضخيم الدعوة العالمية حول القضية الفلسطينية، وسط المحاولات الدولية لقمعها من قبل بعض قادة العالم.

طلاب هارفارد المتضامنون مع فلسطين ينهون احتجاجهم لهذا السبب
الطلاب المحتجون على الحرب في غزة داخل خيام في ساحة هارفارد قبل فض الاعتصام

وبالمثل، بدأ الطلاب المحتجون في جامعة كاليفورنيا في إزالة خيامهم، بعد تعهدات مماثلة من قبل إدارة الجامعة بإجراء نقاشات معهم.

وجاءت الموافقة ضمن خطاب أرسلته مستشارة الجامعة، كارول كريست، إلى المتظاهرين، أبدت فيه موافقتها على إجراء فحص شامل وصارم لاستثمارات الجامعة إلى جانب استراتيجيتها المسؤولة اجتماعيًا.

وفي جامعة هارفارد، قالت الطالبة كلوي غامبول إن أكبر إنجاز لاحتجاجات كامبريدج كان مجرد تسليط الضوء على الوضع في غزة.

وأشارت غامبول إلى أن الهدف الأساسي من الاحتجاج كان إثارة الجدل واتخاذ موقف واضح، وأنها تعتقد أنه حقق مبتغاه.

من ناحية اخرى، عبر أحد كبار الباحثين في جامعة هارفارد، هوارد سميث، عن سعاته برؤية المعسكر ينهار،

وقال إن الطلاب كانوا مضللين وغير أخلاقيين، معبرًا في نفس الوقت عن سعادته بأن الوضع في الجامعة لم يكن خطيرًاا على غرار الجامعات الأخرى.

المصدر: AP