ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق فعاليات الدورة الـ77 لمهرجان كان السينمائي، والتي من المقرر أن تستمر حتى 25 مايو الجاري.
وتستعد مدينة كان لاستقبال تلك المناسبة السنوية المهمة، إذ يتم إضافة التجهيزات الأخيرة لهذا الحفل الذي يستضيف أكثر من 35 ألفًا من النجوم والمشاهير من كل مكان في العالم.
ويعرض المهرجان خلال 12 يومًا من فعالياته العديد من الأفلام، إلى جانب الحفلات والتجمعات الأخرى لمشاهير عالم الفن.
مشاركة المرأة في مهرجان “كان”
ومن بين الأشياء التي يركّز عليها المراقبون والمحللون الفنيون في كل دورة من المهرجان هو حجم مشاركة المرأة الذي حظي بالعديد من الانتقادات منذ إطلاق الدورة الأولى للمهرجان.
وبحسب موقع Statista، فإن نسخة هذا العام ليست مختلفة عن السنوات السابقة التي كانت تشهد مشاركة نفس المخرجين، في ظل غياب المخرجات أو تواجد عدد قليل منهن.
ومن بين الأفلام الروائية الاثنين والعشرين المتنافسة، أربعة فقط أخرجتها نساء وهم: “All We Imagine As Light” للمخرجة الهندية بايال كاباديا، و”Bird” للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد.
كما تشارك المخرجة الفرنسية أجاث ريدنجر بفيلم “Diamant Brut”، والمؤلفة كورالي فارجيت بفيلم “The Substance”.
وبقياس المشاركة، ستكون نسبة النساء المشاركات في فعاليات “كان” لا تتعدى الـ 18.2% من الاختيار الرسمي للمهرجان هذا العام.
ولذلك فهناك تراجعًا هذا العام مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ عدد الأفلام التي أخرجتها نساء والمشاركة فيه 6 من أصل 19 فيلمًا مشاركًا.
ويوضح الرسم البياني التالي نسبة الحضور النسائي في فعاليات مهرجان كان بين عامي 1946 إلى عام 2024.
وحتى القرن الحادي والعشرين، كانت مشاركة النساء في لجنة تحكيم المهرجان ضعيفة، وخلال العقد الأول من القرن الحالي أصبحن 4 من بين 9 مُحكمين.
ومنذ ذلك الحين، تم احترام التكافؤ بشكل عام بين المُحكّمين، لكن هذا لا يزال بعيدًا عن أن يكون هو الحال عندما يتعلق الأمر بصانعي الأفلام المختارين.
وفي حين أن هناك تناميًا ملحوظًا في التواجد النسائي ضمن مشاركات المهرجان، إلا أن وجود المخرجات في الاختيارات الرسمية يظل أقلية بنسبة بلغت 12% فقط من الأفلام المقدمة في المهرجان بين عامي 2003 و2023.
ولكن فيما يخص المخرجات اللاتي فُزن بالسعفة الذهبية، فلا يزال عددًا صغيرًا، إذ فازت مخرجتان فقط خلال 70 عامًا.
وفي عام 2021، حصلت الفرنسية جوليا دوكورنو على الجائزة المرموقة عن فيلمها الطويل الثاني “Titane”، بعد خمس سنوات من فوز فيلمها الطويل الأول “Grave” بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما في مهرجان كان السينمائي 2016.
وكانت النيوزيلندية جين كامبيون أول امرأة تفوز بالسعفة الذهبية عام 1993 عن فيلمها “The Piano Lesson” وهي الجائزة التي تقاسمتها مع المخرج الصيني تشن كايغي عن فيلم “Farewell My Concubine”.
أول عمل سعودي في المهرجان
من المقرر أن يُشارك فيلم “نورة” لكاتب والمخرج توفيق الزايدي، للمشاركة ضمن مسابقة “نظرة ما” ضمن فعاليات المهرجان وهو أول عمل سعودي ينافس في المهرجان.
وتدور أحداث الفيلم في قرية بعيدة في المملكة خلال فترة تسعينيات القرن الماضي، حيث تقضي الشخصية الرئيسية في العمل معظم وقتها بعيدًا عن مسكنها.
ويصل نادر، المعلم الجديد، إلى قرية نائية ويلتقي “نورة”، الشابة الشجاعة، التي تلهمه وتوقظ موهبته وشغفه بالفن.
بالمقابل يقدم نادر لنورة عالمًا أوسع من الاحتمالات خارج القرية، وتدرك أنه عليها الآن أن تترك عالمها بعدما تكتشف أن نادر ليس فقط مدرس جديد في القرية، لتجد مكانًا تحقق فيه ما تريد، وتتغير علاقتهما للأبد.
والفيلم من كتابة وإخراج وإنتاج توفيق الزايدي، ويشارك في بطولته النجم الصاعد يعقوب الفرحان المعروف عن دوره في مسلسل “رشاش”.
كما يضم طاقم عمل الفيلم الوجه السينمائي الجديد ماريا بحراوي، والممثل المعروف عبد الله السدحان عن دوره في مسلسل “طاش ما طاش”.
المصدر: Statista