رغم تعهد الرئيس جو بايدن بمنع المساعدات العسكرية عن إسرائيل حال تنفيذ خطتها باجتياح رفح، قال شهود، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال حشدت الدبابات وفتحت النار بالقرب من مناطق سكنية في المدينة الجنوبية في غزة.
واشتبكت القوات التابعة لحركة حماس مع القوات الإسرائيلية على الشمارف الشرقية لرفح، وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، في الوقت الذي تستمر فيه محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 3 فلسطينيين وإصابة آخرين بالقرب من مسجد في الحي الشرقي في المدينة الوحيدة التي لم تغزُها القوات الإسرائيلية.
وقال السكان إن طائرات بدون طيار حلقت فوق أسطح المنازل في الطرف الشرقي لرفح، فيما فتحت طائرات أخرى النيران على المدنيين.
وتزعم إسرائيل أن رفح تضم مقاتلي حركة حماس في المدينة التي تؤوي أكثر من مليون نزح من المناطق الشمالية في القطاع، وأنها تسعى للقضاء عليهم بغرض حماية أمنها.
ضغوط أمريكية
تتواصل الاجتماعات الخاصة بمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القاهرة، وكان آخرها اجتماع بين مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، اليوم الخميس مع بعض الوسطاء بعد زيارة قام بها إلى القدس، وفق ما نقلته رويترز عن مصادر أمنية مصرية.
وقال بيرنز إن إسرائيل لم تقدم خطة مقنعة لحماية المدنيين، وأصدر تحذيرًا قويًا بخصوص غزو رفح بالكامل.
وأوردت شبكة “سي إن إن” على لسان بايدن قوله: “لقد أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح.. فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة”.
وكانت إسرائيل سيطرت على معبر رفح البري المشترك مع الحدود المصرية، ما أدى إلى قطع منفذ المساعدات الرئيسي إلى القطاع المتداعي، ودفع 80 ألف شخص إلى النزوح مرة أخرى هذا الأسبوع، وفق الأمم المتحدة.
وبحسب ما قالته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأنروا” في منشور على موقع X فإن الخسائر التي لحقت بهذه العائلات لا تطاق، ولا يوجد مكان آمن.
ومنذ بداية الحرب في غزة قبل 7 أشهر، كانت الولايات المتحدة ومازالت أكبر مقدم مساعدات إلى إسرائيل بما فيها الأسلحة.
وخلال الفترة التي تلت العدوان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، سرّعت أمريكا من عمليات تسليم الأسلحة وقدمت مؤخرًا مساعدات بقيمة 26 مليار دولار.
واعترف بايدن بأن القنابل الأمريكية قتلت مدنيين فلسطينيين خلال الهجوم المستمر منذ سبعة أشهر.
ونقلت وسائل إعلام عن بعض المسؤولين الأمريكيين إن واشنطن منعت تسليم شحنة مكونة من 1800 قنبلة تزن 2000 رطل و1700 قنبلة تزن 500 رطل إلى إسرائيل بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين في غزة.
واعترفت إسرائيل على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، بأن القرار الأمريكي سيترتب عليه إضعاف قدرة إسرائيل على تنفيذ خطة القضاء على حماس، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية.
وعلى الرغم من ذلك، لم توقف إسرائيل ضرباتها وقصفها على قطاع غزة، وتوغلت القوات الإسرائيلية في حي الزيتون ما دفع مئات الأسر إلى الفرار.
وتزعم الاستخبارات الإسرائيلية أن هذا الحي يضم ما يقرب من 25 “إرهابيًا” بحد وصفها، ولذلك فهي تقوم بتأمين المنطقة.
هل تستجيب إسرائيل للضغوط؟
وحتى الآن لا تزال جهود مفاوضات القاهرة والتي تضم وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، التوصل إلى اتفاق من أجل فرض الهدنة.
وتقول المؤشرات الأولية وفق ما نقلت قناة “القاهرة” التابعة للدولة المصرية نقلًا عن مصدر مطلع، إن المفاوضات أدت إلى حل نقاط الخلاف وبدأ الاتفاق يلوح في الأفق.
ويأتي ذلك بعد أن وافقت حماس هذا الأسبوع على مقترح قدمته مصر وقطر بوقف إطلاق النار ورفضته إسرائيل.
ويقول عضو المكتب السياسي لحماس في قطر، عزت الرشق، في بيان في وقت متأخر من مساء الأربعاء إن الحركة لن تتخلى عن اقتراح وقف إطلاق النار الذي قبلته يوم الاثنين الماضي.
وبموجب الاقتراح سيتم إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين في غزة والنساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.
واتهم الرشق إسرائيل بأنها “غير جادة” في التوصل إلى اتفاق، وأنها تستغل المفاوضات كستار لغزو رفح واحتلال المعبر.
وقام بيرنز من وكالة المخابرات المركزية بجولات مكوكية بين القاهرة والقدس، حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء.
وتقول واشنطن إن حماس وإسرائيل على مقربة من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافيين قبل ساعات.
تدهور الأوضاع في القطاع
مع استمرار القصف لليوم الـ216 على التوالي، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية ليصل إلى 34,904 آلاف شهيد، و78.514 جريحًا؛ معظمهم من النساء والأطفال.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن عدد الشهدات خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ 60 فلسطينيًا، وأُصيب نحو 110 آخرين.
وتتدهور الأوضاع في القطاع الذي يعتمد بالأساس على المساعدات الإنسانية الخارجية، إذ يعاني أكثر من نصف السكان من جوع كارثي.
وتزامنًا مع تلك الأوضاع، اقتحم مستوطنون اليوم باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل الانتشار المكثف على مداخل مدينة القدس المحتلة.
واقتحم الباحة نحو 264 مستوطنًا، بحسب دائرة الأوقاف ومنعوا المصلين من الوصول إلى المسجد.
من ناحية أخرى، أدانت المملكة الاعتداء السافر على مقر وكالة “الأنروا” لإغاثة وتشغيل اللاجئين في القدي المحتلة، وحمّلت إسرائيل الجرائم التي تثرتكب بحق المدنيين العُزّل والعاملين في المنظمات الإنسانية.