تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل اهتمامًا عالميًا كبيرًا كونها حدثًا دوليًا مهمًا يؤثر على السياسة العالمية.
وعلى مدار 9 أشهر، قدم تيموثي ميلون تبرعات بقيمة 5 ملايين دولار بالتناوب بين لجان العمل السياسي الكبرى التي تدعم روبرت إف كينيدي جونيور المرشح المستقل ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، فمن هو المتبرع الذي يمول ترامب ومنافسه معًا؟
المصرفي الثري
تيموثي ميلون هو وريث ثروة عائلة رجل الأعمال المصرفي والصناعي أندرو ميلون، ولقد تبرع بشكل كبير للعديد من المبادرات المناهضة للهجرة، وكان مساهم رئيسي في صندوق بناء الجدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك، الذي يقوده في ولاية تكساس.
قدم ميلون منذ عام 2023 مبلغ قدره 20 مليون دولار للجنة العمل السياسي الكبرى التي تدعم كينيدي، و15 مليون دولار للجنة العمل السياسي الكبرى التي تدعم ترامب، وكان قد دعم ترامب سابقًا في عام 2020.
ويحتفظ ميلون، الذي يعيش في ولاية وايومنغ، بخصوصيته ونادراً ما يتم تصويره، وهو طيار هاوٍ يستثمر في شركات النقل، بما في ذلك شركة Pan American World Airways، وتقدر مجلة فوربس ثروة عائلة ميلون بنحو 14.1 مليار دولار.
وكان ميلون قد نشر سيرته الذاتية في عام 2016، وانتقد فيها السود الذين يستخدمون برامج الخدمة الاجتماعية، مقارنًا استخدام هذه البرامج بالعبودية الحكومية، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
التبرعات ليست متناقضة
أثار تبرع ميلون على مدار الأشهر التسعة الماضية استغراب المتابعين حيث قدم ميلون مبلغ 5 ملايين دولار في شكل تبرعات متناوبة بين منظمة القيم الأمريكية 2024 التي تدعم كينيدي المحسوب على الديمقراطيين لأنه نجل سيناتور ديمقراطي سابق وابن شقيق رئيس ديمقراطي سابق، وبين شركة “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” التي تدعم ترامب.
أشارت تحليلات الخبراء إلى أن تبرعات ميلون ليست متناقضة لأن المرشح كينيدي أكثر تقاربًا مع أفكار الجمهوريين في العديد من القضايا، حيث يتضمن برنامجه وقف تمويل الحرب في أوكرانيا، وهو موقف يحظى بشعبية كبيرة بين اليمين المتطرف، وهو يدعو إلى إغلاق الحدود، وهي نقطة رئيسية يؤيدها اليمين.
كما كان كينيدي بارزًا في الدعوة ضد تطعيمات لقاح فيروس كورونا، ويتوافق هذا الموقف أكثر مع الجمهوريين، الذين تقل احتمالية حصولهم على اللقاح بشكل كبير مقارنة بالديمقراطيين.
استياء ديمقراطي من كينيدي
يقول العديد من الديمقراطيين إن كينيدي يمكن أن يساعد في انتخاب ترامب إذا أدلى بعض الناخبين بأصواتهم له كبديل للرئيس جو بايدن، وعلى الرغم من أن أفراد عائلة كينيدي رفضوا حملته وأيدوا بايدن رسميًا في أبريل، لكن استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة FiveThirtyEight تظهر أن كينيدي يحظى بدعم حوالي 10% من الناخبين المؤهلين.
ويؤكد الديمقراطيون أن كينيدي قادر على جذب أصوات من ناخبي بايدن، حيث أظهرت نتائج استطلاع للرأي في أبريل، أن ترامب يتفوق على بايدن في سيناريو ثلاثي يشمل كينيدي.
ووصف مات كوريدوني، المتحدث باسم المتحدث باسم اللجنة الوطنية الديمقراطية، كينيدي بأنه مفسد للسباق وقال إنه “ليس من قبيل الصدفة” أن يتشارك هو وترامب في المانح.
المصدر: