نجح فريق دولي من العلماء في تطوير علاج جديد للجروح المزمنة يعتمد على استخدام غاز مؤين لتنشيط ضمادات الجروح، بدون الحاجة إلى مضادات حيوية. يعتمد هذا العلاج على تنشيط ضمادات الهيدروجيل، المستخدمة عادة في تضميد الجروح، بواسطة خليط فريد من المؤكسدات الكيميائية التي تُثبت فعاليتها في إزالة التلوث وتسريع عملية شفاء الجروح المزمنة.
تفاصيل أكثر عن الدراسة
شارك في الدراسة التي قادتها جامعة شيفيلد وجامعة جنوب أستراليا، الباحث البروفيسور روب شورت، أستاذ الكيمياء بجامعة شيفيلد، الذي أشار إلى أن الجروح المزمنة مثل قروح القدم السكري تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وتعتبر تحديًا صحيًا واقتصاديًا ضخمًا، إذ تتطلب الابتكار في إدارة الجروح وعلاجها.
التأثير الاقتصادي والفوائد السريرية
تتجاوز تكلفة إدارة الجروح المزمنة مثل قروح القدم السكري 17 مليار دولار أمريكي سنويًا. وقد أثبتت التجارب السريرية فعالية غاز البلازما في السيطرة على العدوى وتحفيز الشفاء من خلال مزيج قوي من الأكسجين والنيتروجين.
البلازما حلاً واعدًا للتحديات الحالية
أوضح الدكتور إندري سيلي من جامعة جنوب أستراليا، أن المضادات الحيوية والضمادات التي تحتوي على الفضة تُستخدم عادة لعلاج الجروح المزمنة، ولكن كلاهما يحمل عيوبًا، مثل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وخطر التسمم الناتج عن الفضة. وقال الدكتور سيلي إن استخدام الضمادات البلازمية يمكن أن يكون حلاً واعدًا للتحديات الحالية.
فعالية تقنية البلازما
أظهرت الدراسة أن البلازما التي تنشط ضمادات الهيدروجيل تتيح للضمادات قدرة أكبر على قتل البكتيريا الشائعة. يمكن استخدام هذا العلاج لعلاج جميع أنواع الجروح المزمنة والالتهابات الداخلية، بما في ذلك قروح القدم السكري.
أكد الدكتور سيلي أن التحدي الأكبر كان كيفية تحميل ضمادات الهيدروجيل بتركيزات كافية من المواد المؤكسدة الفعالة، وقد تم تجاوز هذا التحدي باستخدام تقنية جديدة تعزز فعالية تنشيط الضمادات.
الآفاق المستقبلية
أشار الدكتور سيلي إلى أن تقنية العلاج بالبلازما لديها إمكانيات ضخمة في مجال الطب، وأن هذه الدراسة هي مجرد بداية. يخطط الباحثون لإجراء تجارب سريرية لتطوير التقنية لاستخدامها في علاج المرضى.
وأضاف أن البلازما قد يكون لها دور أكبر في المستقبل، ليس فقط في علاج الجروح المزمنة ولكن أيضًا في مجموعة واسعة من التطبيقات الطبية الأخرى.