تتوسع رقعة الصراعات أكثر فأكثر في الوقت الذي يعاني فيه العالم من نزاعات تهدّد السلام العالمي، وما يلحق به من استقرار اقتصادي ومجتمعي وما إلى ذلك، وعلى رأسها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والعدوان على غزة، ويضاف إليها الآن الانفلات الذي تعيشي هايتيـ الدولة الكائنة في منطقة البحر الكاريبي.
الجوع يضرب هايتي
يتزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في هايتي، كما يحذر عمال الإغاثة والأطباء، في الوقت الذي تكافح فيه الدولة الكاريبية لإيجاد طريق للخروج من المأزق السياسي ووباء عنف العصابات المميت.
وفي الشهر الماضي، تم الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء، أرييل هنري، بسبب العصابات التي تدعي أنها تحاول تخليص البلاد من الفساد.
وفي الوقت الحالي، تقوم العصابات بعزل العاصمة بورت عن بقية العالم، مما يجعل من غير الممكن تقديم المساعدة إلى ما لا يقل عن 58 ألف طفل يعانون من أخطر مستويات سوء التغذية، وفقاً لليونيسيف.
وفقًا للأمم المتحدة، يعاني ما يقرب من 5 ملايين شخص في هايتي من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهي عبارة تعبر عن الحالة عندما تشكل عدم قدرة الشخص على استهلاك ما يكفي من الغذاء خطرًا مباشرًا على حياتهم أو سبل عيشهم.
وقال جان مارتن باور، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في هايتي: “هذه أسوأ أزمة إنسانية في هايتي منذ زلزال عام 2010”.
أغلقت العصابات الطرق المؤدية إلى مدينة بورت وخارجها، كما تم إغلاق مطار المدينة الدولي ومينائها بالمثل، وتعرضت المستشفيات للتخريب، وتم اقتحام المستودعات والحاويات التي تخزن المواد الغذائية والإمدادات الأساسية.
وفي الشهر الماضي، تعرضت محطة حاويات رئيسية مهمة للغاية لسلسلة توريد الواردات الغذائية في هايتي للهجوم والنهب .
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، إن “آلاف الأطفال على حافة الهاوية، في حين أن الإمدادات المنقذة للحياة جاهزة للتسليم إذا توقف العنف وفتحت الطرق والمستشفيات”.
ومما يزيد المخاوف من الجوع في البلاد أن المزارعين من أرتيبونيت، المعروفة باسم سلة الخبز في هايتي بسبب أراضيها الخصبة وحقول الأرز، يكافحون من أجل زراعة وبيع محاصيلهم وسط انعدام الأمن.
وكشف تحليل أجراه برنامج الأغذية العالمي في 15 مارس عن تقلص إنتاج الغذاء، حيث يقول المزارعون إنهم يخشون الذهاب إلى الحقول لأن قطاع الطرق يسرقون محاصيلهم.
وشهدت مقاطعة أرتيبونيت وحدها ما يقرب من 100 هجوم مسلح على مدى العامين الماضيين، وهو ثاني أكبر عدد من حوادث العنف من هذا القبيل في البلاد بعد بورت.
وتوجد في هايتي الآن حكومة انتقالية أدت اليمين يوم الخميس الماضي، للعمل على مهمة تعيين رئيس جديد للحكومة ومجلس للوزراء، وتنسيق وصول قوة أمنية متعددة الجنسيات لاستعادة العاصمة.
وفي المقابل، تحذّر العاصبات في هايتي أنها ستعيد الكرة مرة أخرى إذا لم يتم تمثيلها في المشهد السياسي الجديد.
المصادر: