تسعى المملكة باستمرار لاتخاذ خطوات واضحة في سبيل تعزيز السلامة والصحة المهنية في المنطقة، بما يتفق مع المعايير العالمية.
وتمتلك السعودية مكانة رائدة إقليميًا ودوليًا في مجال تعزيز بيئة العمل وضمان سلامة وصحة العاملين في قطاعات سوق العمل كافة.
وبمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، نسلط الضوء على أبرز جهود المملكة المبذولة في هذا الجانب.
استراتيجية مُحكمة
تعمل المملكة في مجال تعزيز السلامة المهنية من خلال استراتيجية واضحة تتكون من عدة محاور من أهمها: تحديث القوانين واللوائح، وتعزيز الرقابة والإشراف على الممارسات الصحية.
كما تشمل المحاور تطوير برامج التدريب والتأهيل في هذا المجال، لدعم التعامل مع مخاطر العمل واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
أبرز المبادرات والمشروعات
في هذا الإطار أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مجموعة من المبادرات والمشروعات التي تساهم في دعم حقوق العامل في بيئة عمل صحية، ومن أبرزها:
مبادرة “كوادر السلامة والصحة المهنية”
وتهدف تلك المبادرة إلى صقل مهارات الكوادر البشرية، من خلال اتجاهين وهما أن يكون الشخص ممارسًا ومحترفًا، ما يضمن تعزيز تطبيق ممارسات السلامة والصحة المهنية في المنشآت.
مشروع “انشاء مركز الدراسات والبحوث والابتكار في السلامة والصحة المهنية”
يأتي بالتعاون مع جامعة “أم القرى” وهو عبارة عن مركز مختص بالبحث والتطوير والابتكار، ويستهدف رفع مستوى البحوث التقنية وطرح كل ما هو جديد في هذا المجال.
مشروع “الخدمات الصحية المهنية”
يستهدف المشروع سن تشريعات تخدم مجال السلامة المهنية، وكذلك تطوير خدماتها على المستوى الوطني لحماية العاملين من الأمراض التي قد تصيبهم أثناء العمل.
مشروع “تنظيم العمل في المهن ذات المخاطر العالية”
الهدف منه هو تحديث قائمة المهن التي تتضمن مخاطر عالية، وتقديم التوعية للعاملين بها من خلال البرامج التدريبية.
كما يُتيح المشروع اختبارات لعمل في المهن ذات المخاطر العالية، والحصول على ترخيص يمكّن العاملين من امتهانها.
مشروع “تنظيم وتسجيل البلاغات”
تسعى الوزارة من خلال هذا المشروع إلى رصد البلاغات وإجراء التحقيق في الحوادث الخاصة بإصابات العمل والأمراض المهنية، بهدف منع تكرارها.
ويعمل على أتمتة النماذج التشغيلية للتبليغ عن حوادث العمل، وتنمية قدرات الكوادر العاملة في مجال التحقيق في الحوادث المهنية، بهدف تعزيز بيئة العمل ورفع مستوى الصحة فيها.
تعاون دولي
لا تعمل المملكة على المستوى المحلي فقط، بل تمتد جهودها بشكل دولي من أجل تبادل الخبرات والمعرفة مع الدول الصديقة، والمساهمة في الجهود الدولية لدعم الصحة المهنية.
وتشارك المملكة أيضًا في الاحتفال باليوم العالمي للصحة المهنية، بهدف تطوير المعايير الوطنية في هذا المجال ولتتماشى مع المعايير العالمية وتعزز مكانتها الرائدة عالميًا.
ومنذ عام 2018، تنظم المملكة مؤتمرًا سنويًا للصحة والسلامة المهنية، من خلال وزارة الموارد البشرية والتنيمة الاجتماعية.
ومن المقرر أن يُطلق المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، المؤتمر الدولي السادس للسلامة والصحة المهنية لعام 2024، خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو المقبل، تحت شعار “استكشاف الأفق”.
دور المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية
يقوم المجلس بعدة أدوار رئيسية وهي:
*مراجعة التشريعات والأنظمة واللوائح والبرامج وأي أدوات تنظيمية أخرى، واقتراح التعديلات اللازمة في شأنها وفق الإجراءات التنظيمية.
*تنسيق الأدوار والمسؤوليات بين الجهات الحكومية ذات العلاقة، لتفادي ازدواجية الأدوار.
*العمل على نشر التوعية بأهمية السلامة والصحة المهنية، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
*تطوير برنامج وطني شامل للتبليغ عن حوادث وإصابات العمل والأمراض المرتبطة بالمهن وتوثيق البلاغات ونتائج التحقيقات المتعلقة بها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
*المساهمة في رفع امتثال المنشآت، لضمان سلامة وصحة العاملين وحمايتهم من الإصابات والأمراض المهنية.
أرقام من الإنجازات
وفق المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، فإن إصابات العمل في المملكة خلال عام 2023 تراجعت بنسبة 8.5% قارنة بعام 2022.
وتُشير الأرقام إلى أن عدد المشتركين في نظام التأمينات الاجتماعية وصل إلى أكثر من 10.8 ملايين مشترك، فيما بلغ عدد المنشآت لذات الفترة أكثر من 1.3 مليون منشأة مسجلة لدى المؤسسة.
وفيما يخص إصابات العمل فبلغت 27,133 إصابة خلال العام الماضي، كان للمشتركين من الذكور النسبة الأكبر من تلك الإصابات بواقع 26,114 إصابة.
وخلال العام الماضي، أجرت المؤسسة أكثر من 280 ألف زيارة ميدانية لأصحاب العمل، فيما أصدر أصحاب العمل من خلال خدمات المؤسسة الإلكترونية أكثر من 58 ألف شهادة سلامة وصحة مهنية.
وشملت تلك الفترة أيضًا إصدار أكثر من 11 ألف قرار طبي من اللجان الطبية.
كما قدمت المؤسسة الدعم لأكثر من 21 ألف منشأة صغيرة ومتوسطة في مجال السلامة والصحة المهنية.
وعلى مدار السنوات الست الماضية، انخفض معدل الإصابات في أماكن العمل داخل المملكة من 416.1 إلى 287.8 لكل 100 ألف عامل.
وانخفض كذلك معدل الوفيات من 3.828 إلى 1.12 لكل 100 ألف عامل.
وفيما يخص الوظائف، تم استحداث أكثر من 11,171 وظيفة جديدة في المجال خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
كما تم إطلاق 16 برنامجًا توعويًا متخصصًا في المجال بهدف زيادة الوعي والتثقيف، ونجحت هذه البرامج في تحقيق نسبة وعي تقدر بنسبة 79٪ من العاملين بالسلامة والصحة المهنية.
المصدر: وزارة الموارد والتنمية البشرية