انخفض عدد طلبات الحصول على تأشيرات منطقة شنغن الأوروبية على مر السنين مع ارتفاع معدلات الرفض.
وعلى الرغم من التقييد الأوروبي لجميع الطلبات، فإن نظام التأشيرات أكثر صرامة تجاه المتقدمين للحصول عليها من الأفارقة من أولئك القادمين من مناطق أخرى.
وتثير هذه القضية تساؤلات بشأن التزام أوروبا بالمشاركة النشطة في الأعمال التجارية وتعزيز العلاقات مع دول أفريقيا.
الأرقام تبيّن حجم التمييز
تصدرت بلدان قارة أفريقيا قائمة الدول الأكثر رفضًا للحصول على تأشيرة شنغن في عام 2022، حيث تم رفض 30% من الطلبات، وكان هذا أعلى بنسبة 12.5% من المتوسط العالمي.
وعلى الصعيد العالمي، انخفض العدد المطلق لطلبات تأشيرة شنغن من 16.7 مليون في عام 2014 إلى 7.6 مليون في عام 2022، وهو ما يمثل انخفاضًا بنحو 9 ملايين طلب.
وخلال الفترة نفسها، انخفض العدد المطلق لطلبات تأشيرة شنغن في أفريقيا من 2.22 مليون في عام 2014 إلى 2.05 مليون في عام 2022، أي بانخفاض قدره 171 ألف طلب تقريبًا أو 7.7%.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في كل من العدد المطلق والنسبة المئوية لطلبات تأشيرة شنغن، فقد ارتفع معدل رفض طلبات تأشيرة شنغن بشكل ملحوظ.
لتوضيح حجم الفجوة، يتضح من الأرقام أنه قد تم رفض حوالي ثلاثة من كل عشرة من المتقدمين للحصول على تأشيرة شنغن من أفريقيا، مقارنة بواحد من كل عشرة متقدمين في جميع أنحاء العالم.
شكلت أفريقيا 7 من الدول العشر الأولى التي لديها أعلى معدلات رفض تأشيرة شنغن في عام 2022، والتي على رأسها الجزائر بمعدل رفض 45.8%، وغينيا بيساو (45.2%)، ونيجيريا (45.1%)، وغانا (43.6%)، والسنغال (41.6%)، وغينيا (40.6%)، ومالي (39.9%).
وعلى النقيض من ذلك، تم رفض واحد فقط من كل 25 متقدمًا يقيم في الولايات المتحدة أو كندا أو المملكة المتحدة، وواحد من كل 10 من روسيا.
وكما هو موضح، يواجه الجزائريون معدل رفض أكبر بعشر مرات من معدل المتقدمين في كندا، في حين أن احتمال رفض الغانيين أكثر بأربع مرات من الروس.
ويواجه النيجيريون ما يقرب من ثلاثة أضعاف معدل رفض المتقدمين في تركيا ومرتين مقارنة بالإيرانيين.
ويواجه عدد قليل من البلدان الأفريقية، مثل جنوب أفريقيا، وبوتسوانا، وناميبيا، معدل رفض منخفض نسبيًا يقل عن 7%.
العلاقة بين قوة جواز السفر ورفض التأشيرة
وتشير الأرقام أيضًا أن الحصول على تأشيرات شنغن يتوافق مع القوة الاقتصادية وقوة جواز السفر لبلد جنسية مقدم الطلب، فكلما كانت دولة الجنسية فقيرة، كلما ارتفع معدل الرفض.
وتتمتع العديد من البلدان الأفريقية بتصنيف منخفض من إجمالي الدخل القومي للفرد، كما أنها تحتل مرتبة منخفضة في مؤشر “هينلي” لجوازات السفر، الذي يقيس عدد الوجهات التي يمكن لحامل جواز السفر الدخول إليها بدون تأشيرة.
ويكشف مؤشر “هينلي” لجوازات السفر أن انخفاض قوة جوازات السفر في العديد من الدول الأفريقية، الناجم عن محدودية الوصول إلى التأشيرات العالمية وفرص التنقل المحدودة داخل أفريقيا، يزيد من تفاقم التحديات التي يواجهها المتقدمون الأفارقة.
المصادر: