علوم

هل نحن على أعتاب الانقراض الجماعي السادس؟

على مر العصور، سجل العلماء خمسة حوادث رئيسية لانقراض الكائنات الحية على الأرض، حيث تنقرض ثلاثة أرباع الحياة على الأقل. ولكن مع تدمير البشر للموارد الطبيعية، وإبادة الأنواع، وتغيير المناخ، هل نحن الآن في حالة انقراض جماعي؟

يزعم العديد من الباحثين أن الانقراض الجماعي السادس قائم، حيث وصف أحد الفرق “الفناء البيولوجي” و “تشويه شجرة الحياة” في دراستهم العلمية. ومع ذلك، يعارض البعض الآخر هذا الادعاء.

حالة الانقراض الجماعي وقيودها

يقول البروفيسور روبرت كاوي، أستاذ البحوث في جامعة هاواي، إنه بالمعنى الدقيق، لا يمكن القول إن هناك انقراضا جماعيا حتى يحدث فعلا – بمجرد انقراض 75% من الأنواع.

في دراسة أجراها كاوي ونشرت في مجلة Biological Reviews في عام 2022، تقدر نسبة تدمير الأنواع المعروفة بحوالي 13% منذ عام 1500 – وهو رقم يقل بشكل كبير عن حد الانقراض الجماعي البالغ 75%.

بعض الباحثين قد توقعوا أن نصل إلى حد الانقراض الجماعي بحلول عام 10000، بينما تشير دراسات أخرى إلى أننا قد نصل إلى هذا العتبة القاتمة في بضعة قرون فقط – مع إمكانية حدوث ذلك في فترة زمنية أقصر إذا تدهور الوضع.

خطورة فقدان التنوع البيولوجي

الدراسات تقدر أن الأنواع تواجه الانقراض بين 100 و 1000 مرة أسرع من معدل الانقراض الطبيعي. وقد تم وصف هذه الوتيرة بأنها “سرعة مضاعفة” في انقراض الكائنات الحية.

البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة تشير إلى أن الأنواع الفقارية للثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك قد انخفض بنسبة متوسطة قدرها 69% بين عامي 1970 و 2018.

كما أن البيانات لا تشمل الأنواع اللافقارية الأكثر شيوعًا، وتواجه بعض الفئات خسائر مدمرة. على سبيل المثال، قامت دراسة في عام 2015 بتسليط الضوء على انخفاض حاد في الأفواج المحلية للقواقع في هاواي بسبب الأنواع الغازية وفقدان المواطن الطبيعي.

استنتاج الباحثين

يعتقد الباحثون أنه لا يزال هناك فرصة لإنقاذ معظم الأنواع المهددة بالانقراض، وبالتالي تجنب الوصول إلى عتبة الانقراض الجماعي السادس. ومع ذلك، فإن نافذة الفرصة لهذا الأمر تضيق بسرعة.

يقول البروفيسور أنتوني بارنوسكي : “على الرغم من أننا نقوم بتدمير الأنواع بشكل مذهل، إلا أننا لم ننجز المهمة بعد. لا تزال هناك فرصة لتحويل الأمور، ولكن نافذة الفرصة لذلك تغلق بسرعة”.