كشفت صحيفة “ديلي ميل” عن تعاون بين أمريكا والصين لتخليق سلالة جديدة قاتلة من إنفلونزا الطيور، بما يهدد بجائحة محتملة.
وتقدم 18 عضوًا في الكونغرس الأمريكي باستجواب إلى وزارة الزراعة حول المشروع، والذي تكشف عنه صحيفة ديلي ميل لأول مرة.
ويبحث المشرعون عن ردود لأسئلتهم، بعد اكتشافهم أن الولايات المتحدة ترسل أموال الضرائب إلى مختبر تابع للجيش الصيني، لتطوير فيروسات أنفلونزا الطيور بما يُشكّل خطورة أكبر على البشر.
ويأتي المشروع ضمن تعاون بين وزارة الزرعة الأمريكية والأكاديمية الصينية قيمته مليون دولار.
وكانت الأكاديمية مسؤولة عن الإشراف على مختبر ووهان، في الوقت التي تم اتهام مختبرها بتسريب فيروسات فيروس كورونا.
تهديد للأمن القومي!
في رسالتهم إلى وزير الزراعة، عبر المشرعون من الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي، عن تخوفات بشأن تطوير سلالات فيروسية جديدة والذي من شأنه أن يهدد الأمن القومي والصحة العامة، وفق الصحيفة.
وتزامنت تلك المخاوف مع بداية اكتشاف حالتين مصابتين بإنفلونزا الطيور H5N1 في الولايات المتحدة هذا الشهر، كان آخرها عامل في إحدى مزارع تكساس.
وبحسب ما أوردته “ديلي ميل” فإن حكومة الولايات المتحدة استخدمت مليون دولار من أموال دافعي الضرائب في فبراير الماضي، وحولتها لأحد المختبرات الصينية لإجراء التجارب على إنفلونزا الطيور بهدف جعل الفيروس شديد العدوى.
وتقول الصحيفة إن بداية التعاون كانت في أبريل 2021، ومن المقرر أن يستمر حتى مارس 2026، بحسب بيانات السجلات الحكومية.
وكانت وزارة الزراعة الأمريكية صرحت لموقع الصحيفة من قبل بأنه تم التقدم بطلب للحصول على المشروع في عام 2019 وتمت الموافقة عليه في عام 2020.
طبيعة البحث
يقوم الباحثون خلال تجربتهم بحقن البط والأوز بسلالات مختلفة من فيروس إنفلونزا الطيور بهدف جعلها أكثر عدوى، واختبار قدرتها على إصابة مضيفي الثدييات.
وجاءت تلك المعلومات في وثائق البحث التي حصلت عليها مجموعة المراقبة White Coat Waste Project، وحصلت ديلي ميل على نسخة منها.
ويتعاون بشكل أساسي في البحث الذي تموله وزارة الزراعة الأمريكية كل من: أبحاث الدواجن التابع لوزارة الزراعة الأمريكية في جنوب شرق البلاد، والأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد روزلين بجامعة إدنبرة وهو شريك مختبر ووهان.
ولم تؤثر الاتهامات التي واجهتها الصين ومختبر ووهان في فترة فيروس كوفيد في 2022 على إجراء البحث، بل إنه استمر على الرغم من المخاوف من أن المختبر الصيني قد يكون السبب في تفشي جائحة كورونا.
جهود مضادة
من ناحية أخرى، أعلنت إدارة بايدن الثلاثاء الماضي، أنها تبذل جهودًا بالتعاون مع 50 دولة لتحديد الأمراض المعدية والاستجابة لها، من أجل ضمان عدم تحول الوباء الذي يمكن أن ينشأ عن أبحاثها.
وتضمنت رسالة للنائب الجمهوري نيك لانجوورثي، أحد الأعضاء في لجنة الزراعة بمجلس النواب، تعبير عن الانزعاج من هذا التعاون الصيني الأمريكي.
وقال إن هيئة المستخلصات الأمريكية CAS هي المنظمة الأم لـ WIV وقد مُنعت سابقًا من تلقي أموال الحكومة الأمريكية بسبب “الانتهاك الصارخ لسياسات المنح والسلامة الحيوية”.
كما أشار النائب، وفق الصحيفة، إلى رفض الهيئة مشاركة دفاتر الملاحظات المخبرية وغيرها من البيانات، وعرقلة التحقيقات في الدور المحتمل لفيروس كورونا الخطير في المختبر البحث في أصل كوفيد-19.
وتابعت الرسالة: “اعترافًا بالسلوك الإشكالي لـ CAS، دعا زملاؤنا في مجلس النواب ومجلس الشيوخ إلى فرض عقوبات على CAS والشركات التابعة لها وخفض تمويل دافعي الضرائب لجميع الأبحاث المتعلقة بـ CAS”، وفق الصحيفة.
وطالب المشرعون بإجابات حول 7 أسئلة أساسية تدور حول الأبحاث ونتائجها، والرقابة التي تفرضها وزارة الزراعة على CAS، وما إذا كان هناك تقييمًا للمخاطر من مكتب التحقيقات الفيدرالي.
مخاوف الوباء
تتصاعد في الوقت الحالي المخاوف من انتشار فيروس إنفلونزا الطيور بعد اكتشاف حالتين في الولايات المتحدة، وخصوصًا من تطور المرض وتحوره لسلالة أشرس.
وانتقل الفيروس للعامل الأخير عن طريق بقرة مصابة، وهي المرة الأولى التي يتم اكتشاف المرض فيها في الماشية.
وحتى الآن لا توجد مؤشرات أو دلائل على أن المرض ينتشر من شخص لآخر، وهو الأمر الذي يفرض القليل من الطمأنة حول عدم تطور الأمر إلى وباء.
وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى وجود مخاطر “منخفضة” على الصحة العامة، وفق ديلي ميل.
ولكن على الناحية الأخرى، فالمرض منتشر بين الطيور البرية، في ظل وجود إصابات متفرقة في الدواجن والثدييات.
ونقلت “ديلي ميل” عن بعض الخبراء أن فيروس فيروس H5N1 قادر على إثارة جائحة جديد، عن طريق ارتفاع الإصابات التي من شأنها تحوير الفيروس.
المصدر: Dailymail