رياضة

تتابع الشعلة الأولمبية.. ما المقصود به ومتى ظهر؟

رحلة تتابع الشعلة الأولمبية من الأحداث التي ينتظرها عشاق الألعاب الأولمبية ويسبق كل دورة، وستبدأ الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 رحلة استثنائية تستغرق شهرين، بداية من 8 مايو المقبل، عبر محتلف المناطق الفرنسية.

وجرى إيقاد الشعلة الأولمبية يوم 16 أبريل في مدينة أولمبيا القديمة، مهد الألعاب في اليونان، قبل أن تصول إلى مدينة مرسيليا الساحلية ومنها إلى بقية مدن فرنسا، التي تستضيف الألعاب الأولمبية 2024 في الفترة ما بين 26 يوليو و11 أغسطس من العام الحالي.

الشعلة الأولمبية

تجولت حول العالم وذهبت إلى الفضاء وتسلقت جبل إيفرست، على مدى السنوات الـ80 الماضية، حمل الشعلة الأولمبية مئات الآلاف من الأشخاص وسافروا بكل أشكال النقل التي يمكن تصورها، ولو أن الشعلة الأولمبية كانت في الأغلب سيرًا على الأقدام.

أصبحت الشعلة الأولمبية لأول مرة تقليدًا للألعاب الأولمبية الحديثة عندما تم إيقاد الشعلة الأولمبية وظلت مشتعلة عند مدخل الاستاد الأولمبي طوال دورة ألعاب أمستردام عام 1928.

استحوذت إضاءة الشعلة على خيال الجمهور وظلت احتفالًا تقليديًا لحفل افتتاح الألعاب، كما ترأست المشهد في ملعب لوس أنجلوس الأولمبي بعد 4 سنوات، وهذه المرة في الجزء العلوي من بوابة الساحة، التي تشبه قوس النصر.

مسيرة الشعلة الأولمبية

تتابع الشعلة الحديث، الذي ابتكره الدكتور كارل ديم من ألمانيا، مستوحى من الرسومات اليونانية القديمة وكتابات بلوتارخ. أنشأ ديم أول تتابع من أولمبيا إلى برلين كجزء من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية لعام 1936.

كما هي العادة اليوم، جرى إشعال الشعلة في مدينة أولمبيا بنفس الطريقة التي كانت عليها في العصور القديمة، بمساعدة مرآة مكافئة تعكس أشعة الشمس.

تتابع الشعلة الأولمبية

في السنوات التي تلت ذلك، بدأت قصة الشعلة الأولمبية تتكشف وكأنها رواية ملحمية، حيث تنتج كل دورة أولمبية حكاياتها الفريدة، التي يؤديها فريق من مئات الآلاف من العدائين عبر المسافات الكبيرة والصغيرة وعلى كل شكل ممكن من أشكال الرياضة.

ومن جانبها، تم الانتهاء من مسيرة تتابع الشعلة في لندن عام 1948 بالكامل تقريبًا سيرًا على الأقدام، حيث حمل 1416 حاملًا الشعلة من أولمبيا إلى كورفو ثم إلى إيطاليا، من باري في الجنوب إلى ميلانو في الشمال.

وبعد عبور الحدود السويسرية وصلت إلى لوزان، حيث أقيمت مراسم خاصة أمام قبر دي كوبرتان، ومن هناك، انتقلت الشعلة إلى شرق فرنسا، ولوكسمبورج، وبروكسل، وكاليه، حيث استقلت قاربًا عبر القناة، ونزل في دوفر، ووصل أخيرًا إلى لندن في 29 يوليو. شهدت المرحلة الأخيرة من التتابع نقلها من ملعب ويمبلي، حيث أشعل المرجل، إلى توركواي، مكان مسابقات الإبحار.

وهكذا تنطلق الشعلة الأولمبية من يد عداء إلى أخرى حتى تصل إلى البلد المنظم، تشق طريقها وتُضاء بها الشعلة الأكبر في نهاية مسارها الذي يمثل بداية دورة جديدة من الألعاب الأولمبية.