أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً أشار إلى اتساع فجوة الدخل بين الدول الأكثر فقراً والغرب الغني.
وأفاد التقرير الذي حمل عنوان: “الانتكاسات الكبرى: الآفاق والمخاطر والسياسات في البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية”، أن نصف بلدان العالم الأشد ضعفاً وتعرضاً للمخاطر وعددها 75 بلداً تواجه فجوة في الدخل آخذة في الاتساع مقارنة بالبلدان الأكثر ثراءً للمرة الأولى في هذا القرن رغم إمكاناتها العالية لتعزيز الرخاء العالمي.
فجوة لافتة
وكشف البنك الدولي عن تعطل جهود الحد من الفقر في البلدان الأكثر فقرًا حول العالم نتيجة ما وصفه بـ “التأثير المدمر للوباء”، والذي قال إنه أدى إلى اتساع فجوة الدخل مع دول الغرب الغني.
وقال إن نصف الدول الأكثر فقرًا في العالم – والتي يبلغ مجموعها 75 دولة – شهدت ارتفاعًا في دخل الفرد بوتيرة أبطأ من الدول المتقدمة خلال السنوات الخمس الماضية.
وحث البنك الحكومات والقطاع الخاص على بذل المزيد من الجهد للمساعدة في معالجة “الانتكاسة الكبيرة”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أنه منذ عام 2019 زاد انعدام الأمن الغذائي وتفاقمت أزمة الديون.
وأظهرت بيانات البنك أن واحدًا من كل ثلاثة بلدان مؤهل للحصول على المنح والقروض الميسرة من وحدة التنمية التابعة له، كان أفقر مما كان عليه قبل جائحة “كوفيد- 19”.
وذكر التقرير أنه منذ فترة السنوات الخمس الأخيرة من القرن العشرين، لم يشهد دخل الفرد في نحو نصف البلدان الأكثر فقرًا نموًا أبطأ من نظيره في البلدان المتقدمة.
ويعاني أكثر من نصف هذه البلدان بالفعل من خطر كبير يهدد ببلوغها مرحلة المديونية الحرجة أو أنها بلغت هذه المرحلة بالفعل. وباستثناء مجموعة البنك الدولي وغيرها من الجهات الإنمائية المانحة متعددة الأطراف، فإن مؤسسات الإقراض الأجنبية من القطاع الخاص والحكومات تتخلى عن مساعدة هذه البلدان.
معدلات الفقر
وأضاف أن معدل الفقر المدقع في البلدان الأكثر تضررًا كان أكثر من ثمانية أضعاف المتوسط في بقية العالم، وأن رُبع الأشخاص في البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية يعيشون بأقل من 2.15 دولار في اليوم، وهو حد الفقر العالمي.
ويقع أكثر من نصف البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية – 39 من أصل 75 بلدًا – في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وتقع 14 دولة (جزر صغيرة) في شرق آسيا، و8 في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وقال البنك إن 31 دولة من البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية يقل دخل الفرد فيها عن 1315 دولارًا سنويًا، في حين أن هناك 33 دولة هشة ومتأثرة بالصراعات.
من جانبه، قال إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول للرئيس: “لا يستطيع العالم تحمل تكلفة التخلي عن مساعدة البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية، وتحقيق الرفاهة لهذه البلدان غاية في الأهمية كي تتسع آفاق الرخاء العالمي على المدى الطويل”.
أضاف: “ثلاثة من القوى الاقتصادية في العالم اليوم – الصين والهند وكوريا الجنوبية – كانت ذات يوم من البلدان المقترضة من المؤسسة الدولية للتنمية. وازدهرت هذه البلدان الثلاثة على نحو أدى إلى خفض معدلات الفقر المدقع ورفع مستويات المعيشة. وبفضل المساعدات الخارجية، يمكن لهذا العدد من البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة اليوم أن يكون لديها القدرة أن تسير على درب هذه القوى الاقتصادية”.
اقرأ أيضاً: