في الوقت الذي تدعو فيه القوى الغربية إسرائيل لضبط النفس بشأن الرد على الهجمات الإيرانية الأخيرة، خرج نتنياهو ليؤكد أن دولة الاحتلال ستتخذ قرارات الدفاع عن نفسها دون مساعدة.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع أنها تدرس تشديد العقوبات على إيران، بهدف تهدئة إسرائيل وإرجاعها عن الرد.
كانت إيران أطلقت مطلع الأسبوع الجاري 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتحاج إسرائيل، في أول رد مباشر وغير مسبوق على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قنصليتها في سوريا.
وقتلت إسرائيل 16 ضابطًا بارزًا في سفارة إيران، مطلع الشهر الجاري، إثر غارة على مبنى القنصلية العامة الإيرانية في دمشق.
قرارات منفردة
وكان نتنياهو وجه الشكر لكل من وزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا، خلال استقبالهما في تل أبيب عقب هجمات إيران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي لكلا من ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك، الذين قاما بالزيارة بهدف منع التصعيد في المنطقة، إن إسرائيل “ستتخذ قراراتها بنفسها”.
وأضاف نتنياهو: “ستبذل دولة إسرائيل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها”.
وتخشى الدول الغربية من تصعيد المواجهات بين إسرائيل وإيران في المنطقة، إذا ما قررت الأولى الرد على هجمات الأخيرة.
وقالت بيربوك: “التصعيد لن يخدم أحدا، لا أمن إسرائيل، ولا العشرات من الرهائن الذين ما زالوا في أيدي حماس، ولا السكان الذين يعانون في غزة، ولا الكثير من الناس في إيران الذين يعانون هم أنفسهم في ظل النظام، وليس الشعب الإيراني الذي يعاني”.
وأشارت بيربوك إلى أن هناك دول أخرى في المنطقة تريد أن تعيش بسلام.
كبح التصعيد
وتسعى الدول الغربية إلى منع التصعيد في المنطقة التي تشهد حربًا بين حماس وإسرائيل منذ أكثر من 6 أشهر.
ويسعى الوسطاء إلى تجنيب المنطقة حربًا مباشرة بين إسرائيل وإيران.
وكانت إسرائيل قالت إنها أسقطت 99% من الصوارئخ التي أطلقتها إيران، ولم تسفر إلا عن خسائر طفيفة.
ولكن دولة الاحتلال ترغي في نفس الوقت في الرد حتى تحفظ ماء وجهها، ومصادقية وسائل الردع لديها.
من جانبها، قالت إيران بعد 5 ساعات من الهجوم إن الأمر منته، ولكنها لن تترد في الهجوم مرة أخرى إذا ردت إسرائيل.
وتقول واشنطن إنها تخطط لفرض عقوبات جديدة تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيراني في الأيام المقبلة.
وتتوقع الولايات المتحدة أن يسير حلفاؤها على نفس النهج، ومن المقرر أن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي العقوبات في قمة في بروكسل، كما أن العقوبات مدرجة أيضًا على جدول أعمال محادثات مجموعة السبع في إيطاليا.
التطورات في غزة
على الجانب الآخر، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، إن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن تمر “بمرحلة حساسة”.
وقال المسؤولان القطريان إنهما يحاولان معالجة الأمر قدر الإمكان، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
واستنكر رئيس الوزراء القطري سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها دولة الاحتلال تجاه سكان غزة في إطار حربها مع حماس.
وتستمر الوسطاة القطرية والمصرية من أجل وقف إطلاق النار، في ظل الأزمة الإنسانية في القطاع، نتيجة نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية.
المصدر: رويترز