تغيّرت معدلات انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم على مدى القرون الماضية، وما يظل ثابتًا هو أن الاقتصادات الأكبر كانت هي المصدر الرئيسي لمشكلة الاحترار منذ القرن التاسع عشر.
نظرة إلى الماضي
باعتبارها رائدة الثورة الصناعية، أمضت المملكة المتحدة معظم القرن التاسع عشر على قمة تصنيف انبعاثات الكربون.
ولكن في عام 1888، تجاوزت الولايات المتحدة المملكة المتحدة لتصبح أكبر مصدر لانبعاثات الكربون.
ومن المثير للاهتمام أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أمريكا في ذلك الوقت كانت صغيرة مقارنة بالانبعاثات اليوم: على سبيل المثال، الانبعاثات الحالية في كاليفورنيا أكبر من انبعاثات البلاد بأكملها في عام 1888.
طوال العقود الخمسة الأولى من القرن العشرين، سيطرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا على قمة التصنيف.
وفي الخمسينيات، ومع زيادة حركة التجارة، أصبح قطاع الشحن أحد المساهمين الرئيسيين في انبعاثات الكربون.
وخلال الفترة نفسها، ومع توسع الاتحاد السوفييتي، تجاوزت روسيا ألمانيا لتصبح ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الكربون، كما صعدت الصين لتحتل المركز الرابع.
في عام 1850، أنتجت المملكة المتحدة 122.4 مليون طن من الانبعاثات، مقارنة بـ 19.8 مليون طن للولايات المتحدة، و19.6 مليون طن لفرنسا، و15.1 مليون طن لألمانيا.
الصين تتصدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ عام 2006
في تسعينيات القرن الماضي، شهدت الصين ارتفاعًا كبيرًا في انبعاثات الكربون بسبب النمو الصناعي، في حين شهد الشرق الأوسط ارتفاعها بسبب الطلب العالمي القوي على النفط .
وفي عام 2006، تجاوزت الصين الولايات المتحدة باعتبارها الدولة صاحبة أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، وأصبح قطاع الطيران أيضًا واحدًا من أكبر 15 مصدرًا للانبعاثات في نفس العقد.
في الوقت الحالي، يبلغ حجم انبعاثات الكربون في الصين أكثر من ضعف نظيره في الولايات المتحدة، ولكن تاريخيا، أصدرت الولايات المتحدة المزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالقيمة التراكمية.
وفقًا لبيانات العام 2022، أنتجت الصين ما يقدر بحوالي 11,396 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، تليها الولايات المتحدة بـ 5,057 مليون طن، بينما سجلت الهند 2,829 مليون طن.
وأنتجت منطقة الشرق الأوسط بأكملها 2,677 مليون طن، في مقابل 1,652 مليون طن لروسيا، و1,053 مليون طن لليابان.
وتجاوزت إيران وألمانيا وقطاع الشحن 600 مليون طن على مدى العام، بينما أنتجت كندا والمكسيك ما يقل عن 550 مليون طن لكل منهما.
وتسبب قطاع الطيران في 424.9 مليون طن من الانبعاثات، تليه إيطاليا 338.1 مليون طن، وبولندا 323.1 مليون طن، والمملكة المتحدة 318.7 مليون طن.