توعدت إسرائيل بالرد على هجوم إيران على الأراضي المحتلة مساء أمس السبت، بعد أن أطلقت الأخيرة أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة.
ووفق ما أعلنه جيش الاحتلال، فإن نظام القبة الحديدة تمكّن من اعتراض جميع الصواريخ تقريبًا من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب المملكة المتحدة والأردن.
ولكن جيش الاحتلال أشار إلى أن أحد الصواريخ ضربت منطقة في جنوب الأراضي المحتلة، ما أدى إلى إصابة طفلة وخسائر طفيفة وفق تقديره.
وخلال الليل، دوت صافرات الإنذار للغارات الجوية في أنحاء الأراضي المحتلة وتل أبيب، وعاشت إسرائيل ليلة صاخبة، واضطر الناس للاحتماء في الملاجئ.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم جاء ردًا على الهجوم على قنصليته في سوريا مطلع أبريل الجاري، والذي أودى بحياة 16 شخصًا من بينهم جنرالات إيرانيين.
وهذه المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجومًا عسكريًا مباشرًا على إسرائيل، على الرغم من التوترات المستمرة منذ عقود من الزمن.
وتقول إيران إن نصف الرشقات الصاروخية التي أطلقتها باتجاه الأراضي المحتلة أصابت أهدافها.
انتقادات ودعم
علق الرئيس جو بايدن على الأحداث، مجددًا دعمه الكامل إلى إسرائيل، فيما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ما وصفه بالتصعيد الخطير من جانب إيران.
ودعا غوتيريش مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ، كما أدانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك الهجوم، قائلة إنه قد يغرق المنطقة بأكملها في الفوضى.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني، ريتشي سوناك، الهجوم بأنه متهور، وتعهد بالدفاع عن أمن إسرائيل.
وعلى الرغم من انتهاء الهجوم وإعادة فتح المجال الجوي، إلا أن إسرائيل لازالت في حالة تأهب.
ولكن كيف سترد إسرائيل على الهجوم؟
وفق ما أوردته شبكة دويتشه فيله، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجروا مكالمة هاتفية مساء أمس في أعقاب الهجوم.
وبدا أن الولايات المتحدة لا ترغب في تصعيد الأمور إقليميًا، إذ أشارت أن مساعدتها لإسرائيل في إسقاط تلك الصواريخ يجب أن يُنظر إليها على أنه نجاحًا.
وفي الوقت الحالي يتوقف أمر الرد على ما سيقرره مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي للخطوات التالية.
والرد الإسرائيلي مرهون برئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إذ ما قرروا الانتقام على اعتبار أن هجوم إيران كان بمثابة اعتداء على سيادة أراضيهم.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيجتمع مع دول مجموعة السبع للتخطيط لرد دبلوماسي على الهجوم الإيراني.
ويرغب بايدن في تنفيذ ردود مدروسة، وليس مجرد انتقام إسرائيلي قد يدفع المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع.
وكان بايدن قطع إجازته الأسبوعية فور العلم بالهجوم، وعادل ليتواصل مع فريق الأمن القومي والمسؤولين الإسرائيليين.
وعلى الرغم من أن بعثة إيران في الأمم المتحدة أعلنت انتهاء الرد وأنها لا ترغب في مواصلة الهجوم، إلا أن بايدن يسعى لإغلاق هذا الملف حتى لا تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
ويتوقع مراقبون ألا تقوم إسرائيل برد فعل فوري على الهجوم الإيراني، ولكن القرار الأخير لا يزال حبيس الغرف المغلقة.
ويقول أحد كبار مديري مشروع مكافحة التطرف، هانز ياكوب ساندلر، إنه إذا ردت إسرائيل على الطريقة الكلاسيكية الأمريكية، بالهجوم على إيران أو المنشآت العسكرية التي تم إطلاق الصواريخ والمسيرات منها، سيعتبر بمثابة هجوم مباشر.
وربما تتجه إسرائيل لمحاولة إيجاد حل للتهديد الرئيسي والاستراتيجي من جانب إيران وهو الهجوم على منشآتها النووية، وهو ما سيمثل تصعيد كبير آخر.
ما الدعم الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل؟
وفق المعلومات المتاحة، فإن أمريكا لن تورط نفسها في اشتباكات مباشرة على الأرض نيابة عن إسرائيل من خلال قواتها الموجودة في الشرق الأوسط.
ولكن قد يقتصر الأمر على دعم استخباراتي ومعلوماتي عن طريق الرادارات وأجهزة المخابرات، وبحد أقصى اعتراض بعض الصواريخ مثلما حدث أمس.
من ناحية أخرى تقدم الولايات المتحدة الدعم الدبلوماسي، من خلال التواصل مع جميع الشركاء والحلفاء سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط في محاولة لخفض التصعيد.
المصدر: DW