صحة

3 طرق لزيادة الذكاء العاطفي لدى طفلك

يعتبر دعم الأطفال في تطوير الذكاء العاطفي، وخاصة في فهم التفاصيل العاطفية، أمرا بالغ الأهمية، فالتفاصيل العاطفية تعني القدرة على التعبير بدقة عن المشاعر باستخدام الكلمات، ويمكن أن تسهم هذه المهارة بشكل كبير في تحسين كيفية تعامل الأطفال مع التحديات التي تواجههم في الحياة.

تعلم فهم العواطف

قالت الدكتورة ليزا فيلدمان باريت المتخصصة في علم الأعصاب المعرفي، والعلم الانفعالي في جامعة نورث إيسترن إن الأطفال لا يولدون بفهم فطري للعواطف، بل يتعلمون هذه المفاهيم تدريجيًا، غالبًا من خلال التفاعل مع مقدمي الرعاية، وهذه العملية التعليمية تستمر طوال الحياة، فعندما تقوم أدمغتنا بدمج التجارب السابقة، يتكون فهم جديد ويمكن للوالدين دعم هذه العملية.

وأضافت أنه بناء على تجربتها الشخصية مع التعقيدات العاطفية تسلط الضوء على أهمية هذه المهارة، لافتة أنه عندما أثرت سلوكيات طفلها على مشاعرها بطرق مختلفة، لاحظت أن مفرداتها العاطفية محدودة، وأدركت أهمية تطوير ذكائي العاطفة بالنسبة لها أيضًا.

أهمية النواحي العاطفية في تطوير الأطفال

سلطت الدراسة التي أجرتها باريت، الضوء على أهمية النواحي العاطفية في تطوير الأطفال، حيث أكدت على أن فهم العواطف يعزز التواصل والتفاهم الجيد بين الأطفال ومحيطهم الاجتماعي، ويعمل أيضاً على تطوير مفرداتهم العاطفية وتقليل مستويات التوتر وتعزيز التنظيم العاطفي، مما يقلل من خطر التصرفات الضارة.

كما يساهم تعزيز النواحي العاطفية في تحسين الصحة العقلية عن طريق تقليل معدلات الاكتئاب والقلق الاجتماعي لدى الأطفال، وكذلك تحسين جودة التواصل بينهم وبين آبائهم، حيث يخلق بيئة داعمة تجعل الأطفال يشعرون بالاحترام والاهتمام.

وأشارت إلى أنه مع وجود مستويات منخفضة من التفاصيل العاطفية عند الأطفال، يواجه الآباء تحدياً في فهم مشاعرهم الدقيقة، مما قد يؤدي إلى توتر في العلاقة الأسرية، في حال عدم قدرة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، قد يجد الآباء صعوبة في تقديم الدعم والمساعدة المناسبة، مما يؤثر سلباً على العلاقة بينهم، حيث إن تنمية مفردات الأطفال العاطفية ليست مجرد تطوير لغوي، بل تعتبر أساسية لتنظيم عواطفهم وتعزيز استراتيجيات التعامل معها بفعالية.

خطوات لتعزيز الذكاء العاطفي لدي طفلك

1 – استخدم قائمة المشاعر

قائمة المشاعر هي أداة عملية للأطفال لتنمية مفرداتهم العاطفية، حيث تساعد هذه القوائم الأطفال على تسمية مشاعرهم وفهمها بشكل أفضل، ويمكن عرضها على الثلاجة لتكون مرجعا مناسبا.

في كثير من الأحيان يشعر الطفل الصغير بالإرهاق أو الإحباط أو الغضب لدرجة أنه لا يستطيع التعبير عن هذه المشاعر بالكلمات، ويكون قادرًا على التعبير عنها من خلال الإشارة إلى الصورة.

كما يساعد دمج الكلمات العاطفية في المحادثات اليومية على تطبيع التعبير العاطفي، ويشجع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكل أكثر فعالية، حيث تؤهل هذه الألفة الأطفال للتعبير عن تجاربهم الداخلية بثقة ووضوح .

2 – الدخول في حوارات مفتوحة حول المشاعر

اسأل طفلك عن عواطفه في جميع المواقف، على سبيل المثال إذا كان طفلك منزعجًا لأن أحد الأصدقاء لم يلعب معه، اسأله “كيف تشعر؟” أو “لماذا تشعر بهذه الطريقة؟” إذا لم يستجيبوا، يمكنك الافتراض: “أتساءل عما إذا كنت تشعر بالانزعاج؟” “هل تشعر بالإحباط أو الغضب الآن؟”، حيث يسهم هذا النهج في بناء جسور التواصل العاطفي بين الأطفال ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح ومفيد.

3 – اكتشاف العواطف من خلال القصص

بدلاً من مجرد قراءة قصص ما قبل النوم مباشرة، استخدمها كأداة لاستكشاف المشاعر مع طفلك، حيث يمكنك التوقف مؤقتًا عند اللحظات الرئيسية في القصة وطرح أسئلة مثل “كيف تشعر الشخصية الآن؟” أو ” لماذا تعتقد أنهم يشعرون بهذه الطريقة؟” مما يتيح الفرصة للطفل للنمو العاطفي والتعلم.

المصدر:

psychologytoday