توصل العلماء في دراسة معملية إلى عامل مهم لم يكن يؤخذ بعين الاعتبار من قبل فيما يتعلق بحدوث نوبات الربو، ويقولون إن هذا الاكتشاف قد يفتح المجال أمام علاجات جديدة تمامًا.
في دراسة مختبرية أجريت على الفئران وأنسجة الرئة البشرية، كشف الباحثون عن كيفية قيام نوبات الربو بقتل الخلايا في مجاري التنفس داخل الرئتين.
ووجدوا أنه عندما تنقبض مجاري التنفس أثناء نوبة الربو، فإن الطبقة الرقيقة من الخلايا التي تبطن هذه الممرات – والتي تسمى الخلايا الظهارية – تصبح مزدحمة للغاية، مما يتسبب في خروج بعض الخلايا من الأنسجة وتموت.
ووفقًا للبحث الجديد الذي نُشر في دورية Science في الرابع من أبريل، فإن هذا الحاجز الواقي في الرئتين يتضرر نتيجة لذلك، مما يؤدي إلى التهاب وإفراز مخاط يمنع مجاري التنفس ويعيق التنفس.
فهم كيفية حدوث نوبات الربو
وقال جودي روزنبلات، المؤلف المشارك الأول للدراسة وأستاذ علم الأحياء الخلوي في كلية كينجز لندن، في بيان: “بدون هذا الحاجز، يكون المصابون بالربو أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب طويل الأمد و التئام الجروح والالتهابات التي تسبب المزيد من النوبات”. وذلك لأن المواد المسببة للحساسية نتيجة لعدم وجود حاجز، يمكن أن تصل إلى أماكن في الرئتين لم تكن لتصل إليها عادة.
كما وجد الباحثون في تجاربهم طرقًا لإيقاف هذه السلسلة من التفاعلات والحفاظ على الخلايا في مكانها داخل أنسجة الرئة.
وكتب الدكتور جيفري درازين وجيفري فريدبرج من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد في تعليق على الدراسة: “قد يكون لهذا النهج العلاجي القدرة على كسر حلقة الالتهاب وإحداث ثورة في علاج الربو”.
علاجات الربو الحالية تسيطر فقط على أعراضه.
على سبيل المثال، يفتح دواء ألبوتيرول مجاري التنفس أثناء النوبة، بينما تعمل الستيرويدات القشرية المستنشقة على التهدئة من الالتهاب لتقليل فرص حدوث النوبة. لا تمنع هذه الأدوية النوبات من خلال معالجة أسبابها الكامنة.
وقال كريس برايتلينج، المؤلف المشارك الأول للدراسة وأستاذ طب الجهاز التنفسي في جامعة ليستر بالمملكة المتحدة، في بيان: “إن فهم أفضل لكيفية حدوث نوبات الربو يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة لهذا المرض”.
وللوصول إلى هذا الفهم، قام برايتلينج وزملاؤه بتقليد نوبات الربو في المختبر عن طريق معالجة أنسجة الرئة من الفئران بمادة كيميائية تحفز انقباض الخلايا العضلية التي تبطن مجاري التنفس. ولاحظوا تحت المجهر أن هذا الانقباض يتسبب في خروج الخلايا الظهارية عن مكانها وموتها، وهذا ما أدى إلى الالتهاب وإفراز المخاط الذي يحدث عادة خلال نوبات الربو.
كما لوحظت هذه الخصائص أيضًا في عينات الأنسجة من مرضى الربو البشري الذين تم علاجهم بالكورتيكوستيرويدات. وتعزز هذه النتيجة فكرة أن ضغط الخلايا هو أساس أمراض هذا المرض.
علاجات جديدة محتملة
في دراسة سابقة، اكتشف الفريق أن السائل عديم اللون الذي يُسمى جادولينيوم، والذي يُستخدم عادةً لتحسين وضوح فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، يمكن أن يمنع خروج الخلايا الظهارية من مكانها.
ووجدت الدراسة الجديدة أن الجادولينيوم قادر على منع تلف الخلايا الظهارية والالتهاب وإفراز المخاط في أنسجة رئة الفئران، مما يوحي بأنه قد يكون خيار علاج جديد للربو لدى الأشخاص.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من البحث لنقل هذه النتائج إلى علاجات جديدة ومحسنة للربو للعديد من المصابين بهذا الاضطراب.
نقلا عن LiveScience