كشف رئيس منتدى الخبرة السعودي، الدكتور أحمد الشهري، عن أبرز المتغيرات والثوابت في السياسة السعودية التي دفعتها للدخول في عصر دبلوماسي جديد.
وقال خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن السياسة السعودية تنقسم إلى شقين، أحدهما ثابت منذ عهد الملك عبد العزيز إلى يومنا هذا، والآخر متغير.
وتابع الشهري: “الشق الثابت هو الذي أعطى المملكة هذه المكانة على مستوى العالم، والذي يشمل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، والوقوف على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع على مستوى العالم”.
وفيما يتعلق بالسياسات المتغيرة، قال إنها تتغير على حسب كل مرحلة، مضيفًا: “نجد في عهد الملك سلمان وولي عهده أن السياسة المتغيرة اتخذت شكلًا جديدًا تقوم على المصلحة كما هو معمول به في كل بلدان العالم”.
وأشار إلى أن السياسات المتغيرة تتضمن أيضًا مصالح المنطقة سواء كانت الخليج أو المنطقة العربية بشكل أوسع.
وتابع: “هذا لمسناه خلال أزمة غزة، والرفض المتواصل من جانب المملكة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل رغم المحاولات الخارجية من الولايات المتحدة وغيرها”.
ولفت الشهري إلى ميزة أخرى ظهرت في السياسة الخارجية السعودية على مدار السنوات الثلاث الماضية وهي الفصل بين المسارات الثلاثة التي كانت في وقت من الأوقات في سلة واحدة.
وتابع: “وهي المسار السياسي والاقتصادي وملف الطاقة، وهذه المسارات أعطت للمكلة قوة على المستوى الدولي، خصوصًا وأن كل مسار يشهد اختلافات في وجهات النظر بين القوى الدولية المختلفة”.
فيديو | ما المتغيرات والثوابت في السياسة السعودية؟
شاهد إجابة رئيس منتدى الخبرة السعودي د. أحمد الشهري pic.twitter.com/6rnPcinVMN
— هنا الرياض (@herealriyadh) April 8, 2024
سياسة استباقية
قال الشهري إن المملكة خلال السنوات الماضية ركّزت على تنويع مصادر الدخل، مستشهدًا بالميزانية الأخيرة التي وصل الناتج المحلي غير النفطي فيها لأكثر من 48%.
وأضاف: “هذا التنوع والذهاب إلى مناطق أخرى مثل الطاقة المتجددة والنظيفة، جعل المملكة لاعب دولي على صعيد الاقتصاد العالمي وملف الطاقة”.
وتابع الشهري:”لذلك تجد أن المملكة دخلت إلى المعترك الدولي من خلال ملف الطاقة والملف الاقتصادي الذي يعتبر المحرك الدولي الآن للعلاقات الدولية”.
واستكمل: “أضف إلى ذلك التوازنات الدولية وعدم الانحراف والانجراف إلى المعسكرات، وبالتالي وجه البوصلة السعودية 180 درجة وهو أمر نادر في السياسات، في ظل اتجاه العديد من الدول لاتجاه واحد فقط”.
وأوضح الشهري: “المملكة لديها علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي”.
وتابع: “هذه السياسة الاستباقية التي يتبعها الأمير محمد بن سلمان، مكنت المملكة من أن تكون حليفًا موثوقًا في جميع الأزمات، ومن بينها الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث استضافت جدة الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى حل”.
الجغرافيا السياسية المتغيرة
قال الشهري إن المملكة تأخذ المتغيرات السياسية العالمية بعين الاعتبار، في ظل الصراعات التي يعيشها العالم والانقسامات الشديدة داخل مجلس الأمن ما أثر على التعاطي مع القضايا العالمية مثل الحرب على غزة.
وعلى الجانب الآخر، تمكنت المملكة من توحيد المنظومة الخليجية والعربية، هذا إلى جانب أفريقيا التي اتجهت المملكة إليها من خلال القمة التي جمعت 50 دولة، وكذلك القمة الإسلامية، بسحب الشهري.
واختتم الشهري: “استضافة المملكة لإكسبو 2030، وكأس العالم 2034، وهذا الإجماع العالمي على اختيار المملكة هو استفتاء عالمي على نجاح السياسية اخارجية للمملكة”.
فيديو | مجلة أميركية تقول بأن السعودية أصبحت “أكثر استباقية واستقلالية”
رئيس منتدى الخبرة السعودي د. أحمد الشهري يفسر هذا الوصف pic.twitter.com/b97bLpJZii
— هنا الرياض (@herealriyadh) April 8, 2024
عصر دبلوماسي جديد
كانت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية قالت في مقال لها إن المملكة تدخل إلى عصر دبلوماسي جديد.
وأضافت أن ولي العهد يقود المملكة إلى مستقبل ما بعد النفط والاستفادة من موارد البلاد.
وأشارت المجلة إلى أن السعودية اتخذت نهجًا دبلوماسيًا أكثر استباقية واستقلالية صاغه ولي العهد، كما أن دبلوماسيتها الجديدة تقدم المصالح الوطنية على علاقاتها الخارجية.
وتابعت المجلة: “السعودية تعي أن العالم أصبح متعدد الأقطاب، وتبرز كقوة واثقة من نفسها، وأن الرياض تُعيد تشكيل المنطقة بما يتوافق مع مصالحها وتلعب دورًا مؤثرًا عالميًا”.
ولفتت المجلة إلى أن المملكة تعمل على تعزيز مكانتها واقتصادها ليزدهر رغم تقلبات الطاقة العالمية، وأن الرياض تعمل مع كوكبة واسعة من الشركاء لتحريك الأسواق وترتيب أوراق العالم.
وكشفت المجلة أن الزخم والتأييد الذي حظيت به الوساطة السعودية في حرب أوكرانيا لم تحظ به أي من الدول الأخرى.
ووصفت “ناشيونال إنترست” المملكة بأنها القوة الرائدة في العالم العربي واللاعب البارز في الدبلوماسية الدولية، وأنها قطعت شوطًا طويلًا برؤيتها لتعميق علاقاتها مع آسيا بما فيها الصين”.
وقالت: “الرياض تتوسط بفعالية في أكثر الصراعات استعصاءً على الحل في المنطقة، وأن المبادرات الدبلوماسية لحل الصراعات تبرز المملكة كصانع للسلام في العالم”.
المصدر: قناة الإخبارية