يحرص السياسيون في أوروبا منذ وقت ليس ببعيد على التواجد بين جمهور منصة “TikTok”، على الرغم من مخاوفهم الأمنية منها، فما الذي غيّر موقفهم؟
الشباب يغيرون وجهة السياسيين
عندما أصبح سايمون هاريس رئيس وزراء أيرلندا في مارس الماضي، لجأ إلى منصة “TikTok” للاحتفال مع متابعيه البالغ عددهم 95 ألفًا.
وفي مقطع فيديو مكتوب عليه “شكرًا لكم”، أخبر متابعيه بقصة صعوده من “مراهق متقلب المزاج” يشعر بالقلق من نقص المساعدة التعليمية لأخيه المصاب بالتوحد.
ويعد “هاريس” من بين طليعة السياسيين الأوروبيين الذين يتبنون منصة التواصل الاجتماعي المملوكة للصين، ويرون أن الحاجة إلى الوصول إلى الناخبين الشباب تفوق المخاوف الأمنية.
ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية في يونيو، يشعر الساسة في السلطة بالقلق من فقد مناصبهم لصالح الأحزاب الهامشية التي نجحت في استغلال المنصة.
ويخضع “TikTok” للتدقيق في الغرب بسبب مخاوف من أن تنتهي بيانات المستخدم من التطبيق المملوك لشركة “ByteDance” ومقرها بكين في أيدي الحكومة الصينية.
على سبيل المثال، حذرت وكالات الأمن الألمانية من استخدام التطبيق بسبب مخاوف من إمكانية مشاركة البيانات مع الحكومة الصينية.
وتقول منصة “TikTok” إن التحذيرات الأمنية غير مبررة وأنها لا تجمع معلومات أكثر من التطبيقات الأخرى.
وفي محاولة لتهدئة المخاوف، أطلقت المنصة موقعًا لتخزين بيانات المستخدمين الأوروبيين في دبلن العام الماضي واستأجر شركة أمنية تابعة لجهة خارجية لمراقبة تدفقات البيانات.
ونفت ByteDance استخدام منتجها للتجسس، بينما نفت الحكومة الصينية أيضًا أي نية من هذا القبيل.
ويمتلك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حسابًا يضم 4 ملايين متابع حصدهم طوال 4 سنوات منذ إطلاقه في 2020.
وفي ألمانيا، يعد احتضان كبار السياسيين لتطبيق “TikTok” اتجاهًا رائجًا، حيث أصبح وزير الصحة كارل لوترباخ أول وزير في البلاد يفتح حسابًا في مارس.
وانضم إليه هذا الأسبوع رئيسه المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي قال عبر منصة “X” تعليقًا على هذا الإجراء: “لن أرقص. وعد”.
ويعد الوصول إلى الناخبين الشباب أمرًا ملحًا بشكل خاص حيث يمكن للأطفال البالغين من العمر 16 عامًا في ألمانيا التصويت في الانتخابات الأوروبية في يونيو.
المصادر: