أحداث جارية سياسة

الكونغرس يبرز مخاوف من توجهات “الطاقة الدولية” أثارها وزير الطاقة قبل عامين

عبر الكونغرس الأمريكي عن قلقه العميق من توجهات الوكالة الدولية للطاقة، التي يرون أنها تنحرف عن مهمتها الجوهرية في دعم أمن الطاقة العالمي.

ويأتي ذلك بعد عامين من تصريح لوزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي انتقد فيه تقارير الوكالة الدولية للطاقة وقال إنها من “عالم الخيال”.

ووجه الأعضاء في خطاب حديث انتقادات إلى الوكالة، متهمين إياها بالحياد عن أهداف الانتقال إلى الطاقة النظيفة، والسعي نحو خفض الانبعاثات الكربونية.

ولفتوا إلى أن ذلك يمكن أن يعرض إمدادات الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز الطبيعي للخطر.

ومن ناحية أخرى، ركّز الخطاب على تحليل الافتراضات والمنهجيات التي تستخدمها الوكالة في نماذجها التنبؤية للطلب على الطاقة.

كما سلط الضوء على ما يعتبر تقديرات متحفظة للطلب المستقبلي على الغاز الطبيعي.

انتقد وزير الطاقة أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأرقام التي تصدرها بشأن قطاعي النفط والغاز

وحث الخطاب الوكالة على استعادة موقفها المحايد، وتقديم بيانات شفافة وموضوعية، كمصدر معلومات موثوق لصنّاع القرار.

وأشار إلى أن هناك توتر قائم بين تحقيق أهداف السياسية البيئية وضمان استمرارية وأمن إمدادات الطاقة، مؤكدًا على أهمية تحقيق التوازن بين الإثنين لدعم النمو الاقتصادي العالمي.

وخلص الخطاب إلى ضرورة الحصول على ردود واضحة ومفصلة عن استفسارات الكونغرس ومستقبل الطاقة النظيفة.

حياد مفقود

قال المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، الدكتور محمد الصبان، إن وكالة الطاقة الدولية لم تنجح في اتباع الحياد.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “بل بالعكس منذ نشأتها في نهاية عام 1973، كردة فعل لخطوة حظر البترول العربي، كانت تحارب النفط بصورة صريحة تحت مظلة أمن الطاقة”.

وتابع: “هذا بخلاف إيمانها بأن دول الشرق الأوسط بالتحديد ليست آمنة”.

واستكمل الصبان: “وحينما انتهى هذا المنطق، وظهر أن دول الشرق الأوسط آمنة في وصول الإمدادات، ظهرت مسألة تغير المناخ، وتم اتخاذها من قبل الوكالة كغطاء لتحرير الغرب من استهلاك النفط، ولكنهم لن ينجحوا أيضًا في هذا المجال”.

 

تحذيرات مهملة

فسر الصبان سبب إثارة الكونغرس لهذه المخاوف في الوقت الحالي على الرغم من تجاهلها لتصريحات وزير الطاقة السعودي قبل عامين.

وقال: “إثارة الموضوع في هذه الفترة كانت بسبب توقعات وكالة الطاقة الدولية بانخفاض الطلب العالمي على الغاز، مقارنة بالسيناريوهات الأخرى السائدة التي تتوقع بارتفاع الطلب العالمي عليه”.

وتابع: “وبالتالي انزعجت الولايات المتحدة وهي التي تصدر الغاز الطبيعي إلى أوروبا وغيرها من الدول خلال السنوات الأخيرة”.

وأشار الصبان إلى أن هذه التوقعات إذا ما تم الاعتماد عليها ستؤثر في قرارات الإدارة الأمريكية حول مدى الحاجة إلى زيادة الصادرات من الغاز الطبيعي أو تخفيضها”.

واختتم: “إثارة الأمر يخدم الولايات المتحدة فقط، ولا ينظر إلى مصالح الدول الأخرى المنتجة للوقود الأحفوري والذي يشمل الغاز والنفط”.

المصدر: قناة الإخبارية