علوم

كيف تقوم القوات البحرية بتحييد الألغام في البحر؟

يعد اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام مناسبة عالمية تهدف إلى جذب الانتباه إلى التحديات والمخاطر التي تفرضها الألغام على الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

 يقام هذا اليوم سنويًا في الرابع من إبريل، لنشر الوعي حول الخطر الذي تشكله الألغام والمتفجرات غير المنفجرة على السلام والأمن الإنساني، وكذلك على التنمية المستدامة.

والألغام ليست مقتصرة على اليابسة، بل تمثل تهديدًا خطيرًا في المحيطات أيضًا. فهي تزرع في المياه العميقة والمناطق الساحلية لتعرقل حركة السفن والقوارب، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للأنشطة البحرية والتجارية

 الألغام البحرية

تشكل الممرات البحرية الشريان الحيوي لحركة البضائع في الحياة اليومية، حيث يتم نقل نحو 90% من التجارة العالمية عبر السفن.

وينطبق هذا أيضًا على القوات العسكرية، حيث تعتمد التنقل في كثير من الأحيان على الممرات البحرية، إذ تتمكن الطائرات من نقل كميات محدودة من البضائع والوقود والذخائر، ولكن في الغالب، تحتاج الحركة الكبرى لسلاسل التوريد إلى البحر.

في حالات الحرب، يمكن زرع الألغام البحرية لعرقلة الوصول إلى الموانئ أو لإغلاق القنوات والمضائق، ومن هنا تكمن أهمية القوات البحرية الحديثة في تطهير الممرات البحرية من تلك الألغام، وضمان فتح الممرات لنقل البضائع والأفراد.

سفن التدابير المضادة للألغام

عادةً ما تكون سفن التدابير المضادة للألغام صغيرة الحجم، ولكنها مصممة بعناية لتنفيذ مهمتها في الحفاظ على سلامة الممرات البحرية، تتميز هذه السفن ببنيتها القوية وتجهيزاتها المتقدمة التي تمكّنها من التنقل بأمان بالقرب من حقول الألغام، كما تحتوي على المعدات والفرق اللازمة لاكتشاف وتحديد مواقع الألغام وتعطيلها.

كما تتميز سفن التدابير المضادة للألغام أيضًا بتصميمات متطورة تهدف إلى تقليل تأثيرها الصوتي والمغناطيسي، وذلك لجعلها أقل وضوحًا للألغام البحرية.

 يتم تصنيع هذه السفن عادةً من مواد مثل الخشب أو البلاستيك المقوى بالزجاج، أو يتم تعديل هياكلها الفولاذية بحيث تتم إزالة المغناطيسية أو يتم تقليلها بشكل كبير.

أساليب القضاء على الألغام البحرية

تتنوع الألغام الحديثة في أنواعها وآليات تشغيلها، حيث يمكن أن تُطلق عن طريق مختلف الآليات مثل ملامسة اللغم أو كشف المواد المغناطيسية أو تغييرات في الضغط في الماء، بينما تُثبت بعض الألغام بقاع البحر، بينما تطفو الأخرى بحرية أو ترتبط بألغام أخرى بأشكال متنوعة.

ولمواجهة تنوع الألغام البحرية، تعتمد سفن التدابير المضادة للألغام على مجموعة واسعة من التقنيات والمعدات لاكتشاف وتحديد وتعطيل الألغام. تختص بعض السفن في إزالة الألغام، حيث تستخدم معدات متطورة مثل سحب السلك أو الأدوات الأخرى لقطع حبال الألغام وجلبها إلى السطح لتدميرها.

 بينما تتخصص سفن أخرى في اكتشاف الألغام مباشرة باستخدام التقنيات المتطورة مثل السونار ومركبات التحكم عن بعد للعثور على الألغام وتحديد مواقعها. ومن الممكن لبعض السفن أيضًا أداء كل من مهام إزالة الألغام واصطيادها.

تعتمد بعض الأنظمة مثل نظام MCM الدنماركي على استخدام طائرات دون طيار لتحديد مواقع الألغام، تليها المركبات عن بُعد لتفجيرها. وفي بعض الحالات، يتطلب التعامل مع بعض الألغام نهجًا يتطلب تواجد غواصين لتعطيلها بمجرد تحديدها.

المصدر:

mc.nato.int