صحة

المنبه الكلاسيكي VS الهاتف المحمول.. الأفضلية للأول!

رغم التقدم التقني الذي جعل من هواتفنا المحمولة أجهزة لا غنى عنها في العديد من الاستخدامات ومنها “تنبيه الاستيقاظ”، إلا أن العودة للمنبه الكلاسيكي يبدو أنها باتت ضرورية.

قد يبدو الأمر غريبًا عند الحديث عن استعادة المنبهات التقليدية للاستيقاظ من النوم، ولكن الهاتف لم يعد الخيار الأفضل لهذه المهمة.

وفق تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” بناء على تجربة شخصية، فإن المنبه التقليدي كان يضمن توقف جرس التنبه بمجرد ضغطة واحدة على زر التحكم.

ولكن في وقتنا الحالي ومع تزايد الاعتماد على الهواتف المحمولة، بات المستخدم عُرضة للغرق في عشرات الإشعارات على الشاشة بمجرد حمل الهاتف لإسكات الصوت المزعج.

ها الأمر جعل الحديث عن العودة للمنبه الكلاسيكي يبرز مرة أخرى، لما يحققه من مميزات لم تعد موجودة.

عادات جديدة

كشف تقرير صادر عن شركة ديلويت في عام 2018، أن مستخدمي الهواتف الذكية الأمريكيين يتحققون من هواتفهم حوالي 14 مليار مرة على مدار اليوم.

ويأتي الرقم مقارنة بـ9 مليارات مرة لتقرير مماثل في عام 2016، بما يراه خبراء الصحة أنه تطور سلبي وذو تأثير ضار على الروتين الصباحي.

وتوضح مدربة الصحة العقلية والرفاهية، ليلى سيلفرتون، أن الشخص يحتاج إلى قليل من الوقت بمجرد استيقاظه لاستجماع قوته العقلية، قبل الانخراط فيما يحدث في العالم.

وأشارت إلى أنه على مدار التاريخ، لم يكن الإنسان يتعرض لمثل هذا النوع من جذب الانتباه كما هو عليه الآن.

يدفع استخدام منبه الهاتف المحمول الشخص للتعرض إلى مزيد من الإشعارات بمجرد لمس الهاتف

مراحل تطور “المنبه”

قبل المنبه كانت هناك صور مختلفة من أجهزة التنبيه، ومنها الديوك وأجراس الكنائس والأشخاص المكلفين بإيقاظ الآخرين من خلال اطرق على الأبواب والشبابيك مقابل أموال مدفوعة.

وكانت تلك الطرق شائعة حتى سبعينيات القرن الماضي في بريطانيا الصناعية.

ويعود الفضل في اختراع أول منبه في العالم إلى ليفي هاتشينز من كونكورد، نيو هامبشاير، في عام 1787.

وكان المنبه مصممًا لإصدار جرس التنبيه مرة واحدة فقط في الساعة الرابعة صباحُا، وهو وقت مناسب للاستيقاظ خلال هذا العصر.

وقال هاتشينز إن فكرة تصميم ساعة يمكنها إصدار إنذار كانت أصعب من تنفيذها، ولم يحصل ليفي على براءة اختراع أو تصنيع للساعة من هذا النوع.

وكانت براءة الاختراع لساعة تحتوي على منبه من نصيب المخترع الفرنسي أنطوان ريدييه، والذي اخترع ساعة منبه ميكانيكية قابلة للتعديل في عام 1874.

ودفع هذا الاختراع صانعي الساعات في الولايات المتحدة للبدء في تصنيع ساعات منبهة صغيرة، وتبعهم المنصعون الألمان.

وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، كان المنبه الكهربائي متوفرًا في المتاجر في الكثير من المناطق حول العالم.

يمنح المنبه الكلاسيكي فرصة أكبر لاستعادة الوعي بهدوء دون تشتيت الانتباه

المنبه الحديث

ظل المنبه في أشكال ونغمات محدودة طول عقود منذ اختراعه، حتى بدأ يتخذ أشكالًا أخرى في العصر الحديث.

ويأتي المنبه في وقتنا الحالي في صورة روبوتات وبوم وأرانب، كما أن نغماته باتت أكثرًا تطورًا ويمكن التحكم في تغييرها بسهولة.

وتتضمن بعض تصميمات المنبه في الوقت الحالي أضواءً ليلية، وأجهزة عرض يمكنها عكس صورة الساعة على السقف أو الحوائط.

وتوفر بعض المنبهات الأخرى ميزات مثل التحكم في درجة الحرارة والرطوبة بل واهتزازات عند الرنين.

وفي العام الماضي، تعاونت علامة Off-White للراحل فيرجيل أبلوه مع براون لإصدار زوج من المنبهات الأنيقة ذات الإصدار المحدود باللونين البرتقالي والأزرق.

ويعتمد التصميم على ساعة المنبه الكلاسيكية BC02 الخاصة بالعلامة التجارية والتي تتميز ببساطتها اللافتة للنظر، وقد ابتكرها في الأصل ديتر رامز وديتريش لوبس في الثمانينيات.

وأصدرت ماركة الأزياء Paul Smith أيضًا نسختها من الساعة في عام 2020.

وتقول سيلفرتون أن التقنية تلعب على نقاط الضعف النفسية لدى الإنسان، وبمجرد الابتعاد عنها يمكن للشخص اختيار روتين أقل صخبًا لنفسه.

وبمجرد التخلي عن الهاتف المحمول والاعتماد على المنبه، ستظهر مساحة من الوقت لم تكن موجودة مع استخدام الهاتف، ولن يكون الشيء الأول الذي يبحث عنه الأشخاص بمجرد الاستيقاظ.

وبدلًا من الاصطدام برسالة بريد إلكتروني دفعت لمزيد من التوتر والقلق بمجرد الاستيقاظ من النوم، يكون لديك الوقت للتفكير فيما تود أن تفعله في يومك بهدوء أكبر.

المصدر: CNN