أحداث جارية علوم

كسوف الشمس.. لماذا ستطلق ناسا 3 صواريخ تزامنًا معه الأسبوع المقبل؟

في الثامن من أبريل 2024 ستدخل أجزاء من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في الظلام، بينما ينزلق القمر بشكل مثالي أمام الشمس، ما يمثل كسوفًا كليًا للشمس.

الملايين من المتفرجين ليسوا وحدهم المتحمسين، يخطط مهندسو ناسا في فرجينيا لتحقيق أقصى استفادة من دقائق الظلام القليلة الثمينة من خلال إطلاق الصواريخ مباشرة في ظل الكسوف.

 

كسوف الشمس وإطلاق الصواريخ

تُعد عمليات الإطلاق هذه ذات أهداف علمية مهمة، تساعد العلماء على فهم كيفية تأثير الانخفاض المفاجئ في ضوء الشمس على الغلاف الجوي لكوكبنا.

ومن المعروف أن التحول المفاجئ من النهار إلى الليل يسبب انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، بل ويخدع الحيوانات للانخراط في سلوكيات ليلية.

لكن العلماء لا يفهمون سوى القليل عن كيفية تأثير لحظات الظلام الوجيزة على الحدود بين الغلاف الجوي العلوي والسفلي للأرض، والتي تسمى الأيونوسفير، والتي تمتد بين 90 إلى 500 كيلومتر فوق سطح الكوكب.

هنا، تقوم الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس بشكل روتيني بإبعاد الإلكترونات عن الذرات، ما يشكل جسيمات وفيرة مشحونة كهربائيًا تنفخ الغلاف الجوي العلوي، وتتضاءل عند غروب الشمس حيث تتجمع هذه الأيونات مجددًا في ذرات محايدة، ليتم تمزيقها مرة أخرى في الفجر التالي.

كسوف الشمس وجمع البيانات 

وقال أرو بارجاتيا، أستاذ الهندسة والفيزياء في جامعة إمبري ريدل للطيران، في مقال: “إذا كنت تفكر في الغلاف الأيوني باعتباره بركة بها بعض التموجات اللطيفة، فإن الكسوف يشبه زورقًا آليًا يمزق فجأة عبر الماء.. إنه يخلق أثرًا أسفله وخلفه مباشرة، ثم يرتفع منسوب المياه للحظات أثناء اندفاعه مرة أخرى”.

لذلك من خلال إطلاق ثلاثة صواريخ قبل وأثناء وبعد تحول ظل القمر من النهار إلى الليل في 8 أبريل، يأمل مهندسو ناسا في جمع بيانات كافية للتنبؤ بمثل هذه الاضطرابات، والتي من المعروف أنها تتداخل مع الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية.

لذلك سيطلق بارجاتيا وفريقه 3 صواريخ من منشأة والوبس للطيران التابعة لناسا في جزيرة والوبس بولاية فيرجينيا، في هذه المنشأة، سيحجب القمر 81.4% فقط من ضوء الشمس، لكن الفريق يأمل في استخدام التعتيم المؤقت لفهم مدى انتشار “الاستيقاظ” الناتج عن كسوف الشمس.

وقام نفس الفريق من المهندسين بتجربة مماثلة خلال كسوف الشمس الجزئي “حلقة النار” في أكتوبر الماضي، عندما حجب القمر 90% كحد أقصى من ضوء الشمس.

وكشفت نتائج عمليات الإطلاق هذه أن انخفاض ضوء الشمس تسبب في اضطرابات قادرة على التأثير على الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية، ما يؤكد الحاجة إلى تحسين القدرة على التنبؤ بها.

واختتم بارجاتيا بيان ناسا قائلاً: “نحن متحمسون للغاية لإعادة إطلاق الصواريخ خلال الكسوف الكلي، لمعرفة ما إذا كانت الاضطرابات تبدأ على نفس الارتفاع وما إذا كان حجمها وحجمها يظلان كما هو”.