في بعض الأحيان يكون مرض الشخص أو إعاقته فرصة ذهبية لكسر القواعد، وقصة ساتوشي تاجيري المصاب بالتوحد أبرز مثال على ذلك.
ويُعد تاجيري الذي كان وراء لعبة “بوكيمون” الشهيرة، مثالًا بارزًا يُظهر قدرة المصابين بالتوحد على تحقيق إنجازات مذهلة في عالم الأعمال.
في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد الذي يصادف 2 أبريل من كل عام، نسلط الضوء على رحلة تاجيري في صنع ألعاب الفيديو.
صناعة ألعاب الفيديو
خلال فترة الطفولة المبكرة، أظهر تاجيري سمات للمصابين بالتوحد، ولم تكن المدرسة من مفضلاته ولكن كان لديه هواياته واهتماماته الخاصة.
وفي فترة الشباب كان مهووسًا بجمع الحشرات، حتى إن أصدقاءه أطلقوا عليه لقب دكتور Bug أي دكتور الحشرات.
وكان ساتوشي تاجيري يبحث دائمًا عن أنواع جديدة من الحشرات لضمها إلى مجموعته، حتى برز اهتمام آخر وهو ألعاب الفيديو.
طغى هذا الاهتمام الجديد على جميع هوايات تاجيري، وبدأ يتغيب عن المدرسة من أجل اللعب في صالة الألعاب.
ومن خلال تمرسه وخبرته المتراكمة في ألعاب الفيديو، أنشأ تاجيري وهو بعمر الـ17 عامًا مجلة تتضمن نصائح واستراتيجيات للتعامل مع هذه الألعاب.
وكان شكل المجلة في البداية بدائي مجرد صفحات من الورق مجمعة معًا، ولكنه بعد ذلك أبرم شراكة مع فنان يُدعى كين سوجيموري لرسم رسومات توضيحية مخصصة للمجلة.
وبمرور الوقت بدأت المجلة التي أطلق عليها Game Freak في الازدهار، حتى بات يتابعها أكثر من 10 آلاف قارئ.
وفي هذه المرحلة اكتشف تاجيري أن الأمر من الممكن أن يذهب لأبعد من مجلة وتقديم بعض النصائح، وقرر إنشاء شركة إبداع لصناعة ألعاب الفيديو.
لعبة بوكيمون
طوّر تاجيري هواية جمع الحشرات إلى لعبة يمكن للأشخاص فيها جمع شخصيات مختلفة ومشاركتها مع الآخرين.
وفي البداية تمت تسمية اللعبة باسم “Capsule Monsters”، وهي مستوحاة من موضة يابانية لألعاب الوحوش في كبسولات دائرية صغيرة متاحة في آلات البيع.
وبعرض المشروع على مجموعة من المتخصصين في بداية التسعينيات، شعر الكثيرون أن شركة تاجيري أصغر من أن تنتج لعبة على هذا النحو.
ولكن كان هناك شخصًا واحدًا مؤمنًا بفكر تاجيري وهو مبتكر سلسلة ألعاب الفيديو “دونكي كونغ”، شيجيرو مياموتو.
بدأ تاجيري العمل في مشروعه، وكان يعمل لفترات طويلة تصل إلى 24 ساعة، ثم فترة راحة ونوم لمدة 12 ساعة، وهو ما دفع زملائه للاعتقاد بأنه غريب الأطوار.
وكان شغف تاجيري باللعبة واضحًا خلال فترة التطوير، واستعان وقتها بمساعدة كين سوجيموري، الفنان من شركة Game Freak، لتصميم الشخصيات.
وبمجرد إصدار اللعبة، حققت نجاحًا باهرًا في اليابان، ثم بدأت الزحف لتصل إلى الجمهور الأمريكي.
ولكن بسبب حقوق النشر، كان اسم اللعبة مشكلة كبيرة، فتم اختصاره لما تُعرف عليه الآن بـ “بوكيمون”.
ما هي لعبة بوكيمون؟
هي لعب فيديو يتمكن اللاعبون فيها من استكشاف عالم خيالي من خلال البحث عن مخلوقات بوكيمون والحصول عليها وتدريبها.
ويبدأ المتنافسون في إنشاء منافسة بين مخلوقات البوكيمون الخاصة بكل منهم، والتي تؤدي على أسوأ تقدير لإغماء المخلوقت لفترة ولكنها لم تمت أبدًا.
انتشار اللعبة
خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انتشرت اللعبة بشكل كبير في الولايات المتحدة وحول العالم، وانتقلت من مجرد لعبة إلى ظهور البوكيمون في سلاسل القصص وقصص مصورة وتطبيقات ومسلسل رسوم متحركة.
وكانت من بين أسماء أبطال الشخصيات الرئيسية للعبة هو Ash الذي يقابل في اليابانية اسم ساتوشي على اسم تاجيري.
ومنافس Ash في المسلسل هو Gary، المعروف باللغة اليابانية باسم Shigeru، تكريمًا لمياموتو، معلم تاجيري الذي آمن بالمشروع لأول مرة.
جاءت لعبة بوكيمون مدعومة بشغف وهوايات تاجيري لجمع الحشرات في صغره، وتطورت لتصبح لعبة تُدر مليارات الدولارات.
المصدر: Ameridisability