بدأ العد التنازلي لظاهرة كسوف الشمس الكلي يوم 8 أبريل الجاري، وهي ظاهرة استثنائية من المقرر أن تبدو الألوان فيها مختلفة.
وتُشير التوقعات إلى أن الكسوف الكلي المنتظر سيتفوق على كسوف كلي آخر نادر حدث في أغسطس 2017، اجتاح عظم أنحاء الولايات المتحدة.
وخلال الظاهرة سيقف القمر بين الشمس والأرض بما يحجب ضوءها تمامًا، لفترة تمتد لأكثر من 4 دقائق وهو حدث يتكرر كل 54 عامًا.
وسيرى نحو 40 مليون شخص الكسوف الكلي للشمس عبر مناطق متعددة ممتدة بين المكسيك وكندا.
تأثير “بوركينغي”
وخلال مشاهدة الكسوف تظهر الألوان بطرق مختلفة أو ما يُعرف بتأثير بوركينغي، أو التحول الطبيعي في إدراك اللون الناجم عن تقلب مستويات الضوء.
وهذه الظاهرة تفسر كيف تظهر الألوان أغمق أو مختلفة تحت باختلاف الإضاءات وتحت مستويات مختلفة من السطوع والظلام.
ففي الضوء الساطع، تكون الألوان مثل الأحمر والبرتقالي غنية وحيوية للعين البشرية، مقارنة باللونين الأزرق والأخضر.
وعلى العكس، فإن الألوان مثل الأحمر والبرتقالي تكون داكنة في الضوء الخافت، بينما يسطع اللون الأرجواني والأزرق والأخضر.
يمكن أن يؤدي التعتيم السريع والمثير لأشعة الشمس خلال كسوف الشمس الكلي إلى زيادة هذه الظاهرة، مما يجعل مثل هذه الأحداث أكثر سريالية.
تقول عالمة الكواكب، تريسي غريغ، والتي ترأس قسم الجيولوجيا في جامعة بوفالو، إن إدراكنا لهذا التحول اللوني ينشأ من التشريح المحدد لأعيننا.
وأشارت إلى أن هناك نوعين من الخلايا داخل شبكية العين، وهي المنطقة الموجودة في الجزء الخلفي من العين وتتفاعل مع الضوء.
وقالت إن النوعين هما الخلايا المخروطية التي توفر رؤية ضوئية، أو القدرة على الرؤية بوضوح وإدراك الألوان في المساحات المضاءة جيدًا.
أما النوع الآخر فهو الخلايا العصوية التي توفر رؤية سكوبية، أو القدرة على الرؤية في الضوء الخافت ولكن بألوان أقل بكثير.
وقالت إن الظروف الاستثنائية مثل كسوف الشمس، تدفع أعيننا لاتخاذ اتجاه وسطي في الرؤية، حيث يعمل النوعين من الخلايا معًا.
“رؤية هجينة”
من جانبه، يرى أستاذ طب العيون في جامعة واشنطن، غاي نيتز، إن الرؤية خلال عمل نوعي الخلايا لن تكون واضحة تمامًان ولكنها ستخلص نوعًا من الرؤية الهجينة التي يمكن للعين من خلالها إدراك بعض الألوان فقط.
ويوضح نيتز أن الخلايا المخروطية والعصوية لا تمتلك مسارات إشارات مختلفة إلى الدماغ، ولذلك فإن المدخلات الواردة من كل منهما تتشارك نفس المجموعة من الألياف، بما ينتج عنه إشارات متنافسة في نفس المسار.
وتحتوي شبكية العين البشرية على ثلاثة أنواع من المخاريط الحساسة للألوان: الأحمر والأخضر والأزرق، والتي تسمح برؤية جميع ألوان قوس قزح في وضح النهار.
وحول سبب بروز اللونين الأزرق والأخضر خلال فترة الشفق أو الكسوف، يقول نيتز إنها ناتجة عن فقدان الإشارات الصادرة عن المخاريط الحمراء.
وبالنسبة للحيوانات، فإن تأثير بوركينغي يكون أكثر حدة، وفق الأستاذة المساعدة في طب العيون في كلية الطب البيطري بجامعة ويسكونسن ماديسون، فريا موات.
ولدى الطيور مخروط رابع يتيح لها رؤية الضوء فوق البنفسجي.
وقال موات: “من الصعب أن نقول بالضبط كيف سيؤثر تغير الضوء المفاجئ أثناء كسوف الشمس على رؤية الطيور، لكن من الممكن أن تكون ظلال اللون الأرجواني أكثر حيوية ومربكة”.
على الرغم من ذلك تظل ظاهرة الكسوف فرصة جيدة لرؤية شيء جديد والاستمتاع ببعض المرح.
وتنصح شركة Solar Eyeglasses، المتخصصة في بيع ظلال الكسوف الواقية للعين ، بأن يرتدي المتفرجون المتجمعون في مجموعات اللون الأحمر والأخضر للحصول على أكبر قدر من التباين البصري.
المصدر: Livescience