تكتسب الحرب الرقمية أبعادًا جديدة باستمرار، ومن بينها الجرائم الإلكترونية التي تضرب أهدافًا في مختلف القطاعات.
وباتت الهجمات السيبرانية ذراعًا رئيسية للحرب الباردة بين دول مختلفة، لتكمل مسيرة صراعات خاضتها على الأرض قبل سنوات دول مثل روسيا والولايات المتحدة.
وتقوم على هذه الهجمات السيبرانية جماعات ترعاها الدول أو تتبع لها، تلعب أدوارًا بارزة في مسرح الحرب الرقمية.
كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرضتا عقوبات، الإثنين الماضي، على مجموعة القرصنة Advanced Persistent Threat 31.
وبحسب تقرير حديث لوكالة رويترز، تم توجيه الاتهام إلى سبعة من أعضائها.
وأشار التقرير إلى “موجة تجسس استمرت لأكثر من عقد من الزمن تهدد مقاولي الدفاع والمنشقين ومجموعة متنوعة من الأشخاص” في الشركات الأمريكية، من الشركات الأمريكية، بما فيها الصلب والطاقة والملابس.
ويُقال إن تلك المجموعة على علاقة بالحكومة الصينية، التي تنفي ادعاءات السلطات الأمريكية والبريطانية.
وبعيدًا عن الصين، تستهدف تلك الادعاءات في الأغلب المجموعات الروسية والكورية الشمالية، والتي ارتبط العديد منها أيضًا بسرقة العملات المشفرة التي يقال إنها تمول البرنامج النووي للبلاد .
أكثر القطاعات تأثرًا بالهجمات السيبرانية
يأتي قطاع البنية التحتية الحيوية على رأس القطاعات الأكثر تأثرًا بالجرائم الإلكترونية، والذي شهد وحده 500 هجمة في عام 2023.
ومنذ بداية عام 2024 وحتى الآن، تعرض القطاع إلى 89 هجمة سيبرانية، وتنوعت الحوادث ما بين الطاقة والاتصالات والنقل والصحة.
يأتي ذلك وفق البيانات المستمدة من قاعدة البيانات المفتوحة للمستودع الأوروبي للحوادث السيبرانية “EuRepoC “، ضمن تقارير الضحايا أو المهاجمين أو السلطات أو شركات الأمن أو وسائل الإعلام أو أطراف ثالثة.
وفي المركز الثاني بين القطاعات الأكثر تأثرًا، تأتي الهجمات الإلكترونية على مؤسسات الدولة أو الأنظمة السياسية بواقع 376 هجمة في عام 2023، و82 هجمة في عام 2024.
وجاء قطاع الأهداف المؤسسية في المرتبة الثالثة، بإجمالي 113 هجمة خلال عام 2023، و10 هجمات منذ بداية العام الحالي.
وسجل السمتودع 895 عملية إلكترونية في عام 2023، حيث تضمنت العديد من العمليات المذكورة أكثر من حادثة واحدة.
واعتبارًا من 26 مارس، تم العثور على 171 هجمة سيبرانية تم الإبلاغ عنها في عام 2024 في قاعدة بيانات المستودع.
وقد تتسبب الهجمات على الشركات والمؤسسات العادية في أقصى تقدير في خسائر مالية أو تسريب بيانات سرية.
ولكن بالنسبة للهجمات على محطات الطاقة وشبكات الاتصالات يمكن أن تتطور إلى تهديد للأمن القومي.
وهذا يجعل الأمن السيبراني ليس ضروريًا فحسب، بل سوقًا مربحًا وتنافسيًا.
وبحسب تقديرات مصادر مختلفة مثل Statista Market Insights وIDC، تراوح الإنفاق العالمي المقدر على الأمن السيبراني لعام 2023 بين 160 و220 مليار دولار.
والسوق لديها استعداد للنمو بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
المصدر: Statista
اقرأ ايضاً :
اتحاد العمالقة.. شراكة ثورية بين “Google” و”Apple” في مجال الذكاء الاصطناعي
