عالم

لماذا يعتبر شرق المتوسط الكعكة الأشهى للقوى الإقليمية المختلفة؟

شرق المتوسط ليس مسطحًا مائيًا عاديًا بل مركز ثروة نفطية ضخمة، تتصارع عليها دول وقارات فما الحكاية؟.

بدأت الحكاية عام 2009، عندما اكتشفت إسرائيل مخزونًا ضخمًا للغاز الطبيعي في أعماق البحر، شرق المتوسط.

بعد هذا الاكتشاف بدأت إسرائيل التنقيب في المياه بشكل كبير، قبل أن تلحق بها تركيا والتي قامت بدورها بمنح ترخيص لشركة Turkish Petroleum، للتنقيب عن النفط في المياه، قرب الشطر المسيطر عليه من قبل تركيا و تحديدًا عامي 2009 و2012.

122 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي

في عام 2010 جاء الخبر السار  لدول شرق المتوسط، حيث كشفت دراسة أن المسطح المائي يحتوي على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و 1.7 مليار برميل احتياطي من النفط، هذا وإن كانت بعض المصادر قد توقعت أرقام أعلى من ذلك.

أصبحت التوقعات بوجود نفط حقيقة على أرض الواقع، فسال لُعاب دول حوض المتوسط، ونشبت منافسة أوروبية تركية حول التنقيب في المسطح المائي.

ومن جانبها رفضت اليونان ومن بعدها بروكسل خطوات تركيا وقيامها بالتنقيب قرب حدودهما البحرية، لكن أنقرة استمرت في عملها متجاهلة الموقف اليوناني.

[two-column]

الاتفاقية التركية الليبية أغضبت الجانب الأوروبي و راحت العلاقات تتدهور فتُرجم التصعيد لمناورات عسكرية متبادلة بين الطرفين.

[/two-column]

صراع تركي أوروبي

زادت المنافسة بين تركيا و الاتحاد الأوروبي، فيما احتدمت بين لبنان و إسرائيل، وراحت بيروت تتحدث عن مخاوف من مصادرة ثروتها الغازية من قبل اسرائيل، فوقعت عام 2018 اتفاقية للتنقيب عن الغاز مع ائتلاف “كونسورتيوم”، إيطالي و فرنسي و روسي.

وبعد توقيع لبنان للاتفاقية قسمت منطقتها البحرية إلى 10 “بلوكات”، ثم نشب صراع بين الطرفين اللبناني و الإسرائيلي على الحدود المائية بينهما وتحديدًا حول البلوك 9 و 10 فجلس الطرفان في حوار رعته الأمم المتحدة دون الوصول لاتفاق حتى الآن.

في عام 2019 اكتشفت “إكسون موبيل”، و”قطر للبترول” إحتياطيًا ضخمًا من الغاز الطبيعي، قبالة ساحل قبرص، وقدر بـ 85 تريليون قدم مكعب من الغاز.

كان لبنان و إسرائيل يخوضان الحوار، فيما كانت تركيا تستمر بالتنقيب عن النفط في سواحل قبرص التركية، وتوقع مع حكومة الوفاق الليبية اتفاقية بحرية، تسمح لها بالتنقيب بشكل أكبر و بمساحة أوسع.

الاتفاقية التركية الليبية أغضبت الجانب الأوروبي و راحت العلاقات تتدهور فتُرجم التصعيد لمناورات عسكرية متبادلة بين الطرفين.

لا يزال الطريق إلى الأمام في شرق البحر المتوسط ​​محفوفًا بالمخاطر، والمطلوب هو حل المشاكل من خلال التفاوض، حيث يتطلب الأمر الاحترام المتبادل بين جميع الأطراف واللجوء إلى الأساليب والوسائل السلمية لحل النزاعات.