صحة

العلماء يطورون جسمًا جديدًا مضاد لسم الأفاعي

تمكنت مجموعة من العلماء من تطوير جسم اصطناعي جديد مضاد للأفاعي، والذي يمكن من خلاله تحييد السم الناتج عن اللدغة.

ويستهدف الجسم الجديد وقف السم المسبب للشلل، ألناتج عن  لدغات المامبا السوداء والكوبرا الملكية وأنواع أخرى من الثعابين.

طبيعة الجسم الجديد

يتكون الجسم المضاد من بروتين يتم تصنيعه في المختبر، وتم تجريبه على الفئران بعد تعرضها لجرعات مميتة من السموم.

وقال الباحث سكريبس للأبحاث في لا جولا بكاليفورنيا، جوزيف جاردين، إن هذا الجسم المضاد “سيكون عنصرًا حاسمًا مضاد السموم في نهاية المطاف”.

وأوضح أن الثعابين السامة تختلف في نوعية السموم التي تبثها، ولكن تنتمي جميعًا إلى عائلة صغيرة.

ويرى جاردين أنه إذا تمكن العلماء من مزج الأجسام المضادة الخاصة بكل أنواع السموم، فمن المحتمل أن يتمكنوا من إنشاء “قارورة واحدة من مضادات السموم التي تعمل ضد أي ثعبان في العالم”.

ولكنه في نفس الوقت يقول إن هذا الهدف ربما أمامه سنوات طويلة حتى يكون ممكنًا.

ويوجد حول العالم العديد من أنواع الثعابين ذات اللدغات القاتلة، ومنها الأفعى النافخة في أفريقيا، وأفعى ذات حراشف منشارية في جنوب آسيا.

وتقتل لدغات الثعابين السامة ما يصل إلى 140 ألف شخص سنويًا، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

ويقول جاردين إن هناك مضادات سموم موجودة بالفعل، ولكنها تعتمد على تقنات تعود لقرن ماضي.

كيف يتم إعداد السم المضاد؟

يتم في هذه التقنية حقن الخيول والأغنام بسم الأفعى، ثم جمع الأجسام المضادة التي يكونها الجسم من خلال جهاز المناعة.

وهذه المواد التي سيتم جمعها ستستخدم فيما بعد لعلاج مريض لدغات الأفاعي.

ويكمن العيب في هذه التقنية في أن جسم الحيوان ينتج أجسامًا مضادة لنوع واحد فقط من السم.

هذا بخلاف الآثار الصحية لمضاد السموم نفسه، خصوصًا وأن الأجسام المضادة يتم نقلها من حيوان إلى بشر والذين قد يصابون بصدمة أو حساسية.

وخلال البحث الذي قام به العلماء، بحثوا في مجموعة مكونة من أكثر من 60 مليار جسم مضاد تم تصنيعها في المختبر.

وتركّز بحث العلماء على الجسم المضاد الذي يمكنه استهداف أحد السموم الشديدة الذي تستخدمه بعض الثعابين وهي “سموم ألفا العصبية”.

وتبدو سموم ألف العصبية وكأنها يد صغيرة بثلاثة أصابع، وفق وصف عالم التكنولوجيا الحيوية أندرياس لوستسن كيل، من الجامعة التقنية في الدنمارك في كونجينز لينجبي.

وعندما تدخل سموم ألفا إلى جسم الشخص، يخترق الإصبع الأوسط مادة البروتين اللازمة للحركة، مما يؤدي إلى إيقاف العضلات وشل الجسم.

ويقول لوستسن إن الأجسام المضادة يمكنها أن تعرقل عمل السم، وأن مجموعته البحثية قامت بالفعل قبل ذلك بتطوير جسم مضاد.

وعاد لوستسن وأكد أن الجسم المضاد الجديد “يبدو أنه أفضل من جسمنا”، مؤكدًا أنه يستحوذ على مجموعة واسعة من السموم وبقبضة أكثر إحكامًا.

فعالية الجسم الجديد

يقول فريق جاردين إنه في الفئران التي أعطيت سمًا من المامبا السوداء والكوبرا الهندية الباصقة، أنقذ حقن الجسم المضاد حياة القوارض.

 ويعمل الباحثون الآن على تطوير أجسام مضادة تستهدف السموم السامة الأخرى.

ولكن لوستس يرى أن فكرة إنشاء مضاد واحد لكل أنواع السموم ربما تكون غير منطقية.

وبدلًا من ذلك يتوصر لوستس أنه يمكن إنشاء مضادات للسموم مخصصة لكل منطقة محددة.

ويقول جاردين إن الأبحاث المتعلقة بلدغات الأفاعي في العموم تعاني بشدة من نقص التمويل.

وأشار إلى أن لدغات الأفاعي لا تحظى بأولوية طبية، ولا تنظر إلى الأسر التي تعتمد على أشخاص يعملون في الزراعة وفقدوا أطرافه أو حياتهم بسبب لدغات الثعابين.

المصدر: Sciencenews

إقرأ ايضًا

في اليوم العالمي للتوعية بها.. كيف تنجو من “لدغات الأفاعي”؟

7 معلومات غريبة لم تكن تعرفها عن قط الرمال

الكائنات الأكثر فتكًا بالبشر حول العالم