أحداث جارية سياسة

لماذا يُصر “نتنياهو” على مواصلة الحرب رغم فشل أهدافه؟

وسط الآمال التي يعلقها الأهالي في غزة وإسرائيل على عقد هدنة جديدة، يرفض نتنياهو بشكل قاطع وقف إطلاق النار، ويُصر على مواصلة الحرب.

من ناحيتها تتشبث حماس بشروطها من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة تمتد لشهرين، وانسحاب القوات البرية الإسرائيلية من القطاع والإفراج عن الأسرى من الطرفين.

ويأتي الرفض بعد ما يقرب من 4 أشهر من القصف الإسرائيلي المتواصل على المدنيين في قطاع غزة، والذي خلّف ما يصل إلى 25 ألف شهيد.

وجاء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مخيبًا لآمال الكثيرين، وخصوصًا سكان المستوطنات الذين مازال ذويهم رهائن لدى حماس في غزة.

وقال نتنياهو إن الموافقة على تلك الصفقة تعني الانصياع لحماس وإعلان الهزيمة والاستسلام.

ولكن هذا القرار أدى إلى انقسام الشارع الإسرائيلي إلى قسمين.

وتباينت الآراء بين غاضبين من قرار نتنياهو بمواصلة الحرب والذين يرغبون في حلول سريعة للإفراج عن الأسرى، وآخرين رافضين لوقف إطلاق النار حتى القضاء على حماس.

أهداف فاشلة

قال الباحث السياسي، حمود الرويس، إن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من حرب غزة وهي ترحيل أهالي القطاع والقضاء على حماس.

وأضاف الرويس خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن العملية الإسرائيلية في قطاع غزة فاشلة حتى ولو استمرت لشهور أخرى.

وأشار إلى أن نتنياهو سيحاول مواصلة الحرب بأي شكل، ولكن ذلك وسط ضغوط من الشارع الإسرائيلي والولايات المتحدة وكذلك أوروبا التي بدأ موقفها في التغير.

وبشكل عام، يبدو أن هناك أوساطا في اليمين المتطرف الإسرائيلي لا يبالون بالأسرى أو الجنود أو حتى المجتمع الدولي ويدعمون مواصلة الحرب.

ويؤيد هذا الفريق استمرار الحرب لأنها الوسيلة الوحيدة لاستمرار البقاء في السلطة، وهي الاتهامات ذاتها التي توجه إلى نتنياهو الآن.

ويرى الكثيرون أن انتهاء الحرب ستكون سببًا في محاسبة نتنياهو، بل ويمكن أن تنتهي به في السجن.

ضغط داخلي

يقول الرويس: “الآن يتم استدعاء جنود الاحتياط لأن الجيش الإسرائيلي من الجيوش التي لا تستطيع القتال لأيام طويلة، وهذا الأمر يضغط عليهم داخليًا”.

وتابع: “هذا بخلاف أهالي الجنود الذين يضغطون من أجل عودة أبنائهم، إلى جانب الضربات التي توجهها حماس إلى إسرائيل”.

وأشار الرويس إلى التضارب في التصريحات حول عدد المصابين من الجنوب، فبينما يقول نتنياهو إنهم 2000 جريح، تقول وزارة الصحة الإسرائيلية إنهم نحو 6 آلاف.

واستكمل: “هذا التضارب يؤكد أن هناك المزيد من الضغط على المؤسسة العسكرية لتخفيف هذه العمليات أو إنهائها”.

وقال الرويس: “لذلك رد فعل الشارع الإسرائيلي الغاضب بدأ يشبه كرة الثلج التي تزيد يومًا تلو الآخر”.

وأوضح أن الجيل الجديد من الإسرائيليين لم يكن معتادًا على تلك الأجواء المصاحبة للحروب، وكل ذلك يؤدي للضغط على الحكومة.

ولفت الرويس إلى أن ضغوط الشارع لا تحقق أهدافها مبكرًا، ولكن مع الوقت تزداد قوة تأثيرها.

وأشار إلى أن هناك عوامل مختلفة تضغط على الحكومة الإسرائيلية ومنها ترحيل سكان غلاف غزة للإقامة في الفنادق، وكذلك سكان الأراضي المحتلة على الحدود مع لبنان.

من ناحية أخرى، تم استدعاء جنود الاحتياط، إلى جانب التأثير السلبي على الاقتصاد الإسرائيلي، وكلها عوامل تدفع لغليان الشارع تجاه الحكومة، وفق الرويس.

وأوضح أن الشارع الإسرائيلي يعيش في ثبات منذ حرب 1973، ولكن الآن كل ساكن من سكان المستوطنات يشعر وأن الحرب أمام باب بيته.

واستكمل: “لذلك فالشارع الإسرائيلي يهدف لإيقاف الحرب أيصا كان الثمن، سواء الاصطدام بالحكومة أو اليمين المتطرف”.

اقرأ أيضًا:
“نتنياهو” يهدد بالتحرك عسكريا ضد الحوثيين في اليمن
نتنياهو يعتزم إخضاع وزرائه لاختبار كشف الكذب.. فما السبب؟
ما هي التعديلات القضائية التي تثير الجدل في إسرائيل ولماذا يصر نتنياهو عليها؟