أفادت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية، اليوم السبت، أنها فتحت تحقيقاً في حادث تعطل محرك طائرة شحن من طراز بوينج 747، تابعة لشركة “أطلس إير” الأمريكية فوق مطار ميامي، مما أجبرها على الهبوط الاضطراري.
وذكر تقرير لإدارة الطيران الاتحادي، أمس، أن محرك الطائرة تعطّل بعد وقت قصير من إقلاعها، ووفقاً لتقرير التحقيق المبكر، تم العثور على ثقب بحجم الكرة اللينة فوق المحرك رقم 2، وقالت إدارة الطيران إنها ستجري مزيداً من التحقيقات، حسبما أفادت وكالة “رويترز” للأنباء.
فيما نشرت وسائل إعلام أمريكية مقطع فيديو منتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اشتعال النار في محرك الطائرة خلال تحليقها في السماء.
حظر تحليق طائرات بوينج
فيما ذكرت قناة الحرة الأمريكية، أن هذا التحقيق يأتي بالتزامن مع حظر تحليق طائرات من طراز بوينج (737 ماكس 9) بعد انفجار أجبر طائرة ركاب تابعة لشركة ألاسكا إيرلاينز على الهبوط اضطرارياً.
وأعلنت شركة “أطلس إير” الأمريكية، أن طائرة شحن من طراز (بوينغ 747) تابعة لها هبطت اضطراريا يوم الخميس الماضي في ميامي، بعد تعطل المحرك عقب إقلاعها، مؤكدة أن الطاقم اتبع كافة إجراءات السلامة المعتمدة، وعاد بسلامة إلى مطار ميامي.
وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد طالبت من شركة “بوينج” تقديم بيانات إضافية قبل أن توافق على إجراءات التفتيش والصيانة التي يجب على شركات الطيران إكمالها من أجل استئناف الرحلات الجوية عبر طائراتها من طراز “بوينج 737 ماكس 9”.
ومنعت إدارة الطيران الاتحادية 171 طائرة من طراز ماكس 9 من التحليق الأسبوع الماضي، فيما أكدت شركة الطيران التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أنه “في أطلس، السلامة هي دائما أولويتنا القصوى وسنجري فحصا شاملا لتحديد السبب”.
حوادث طائرات بوينج
ويمثل هذا الحادث يمثل انتكاسة أخرى لشركة “بوينج”، التي سلطت عليها الأضواء خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب مخاوف تتعلق بالجودة والسلامة.
وفي تقرير لها حول مشاكل السلامة المتعلقة بطائرات بوينج، بعد الحوادث الأخيرة التي شهدتها طائراتها، قالت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية: “يعد انفجار جزء من جسم الطائرة على متن طائرة بوينج 737 ماكس التي كانت تحلق فوق ولاية أوريغون الأحدث في سلسلة من مشاكل السلامة – بما في ذلك حادثين مدمرين – لشركة الطيران العملاقة”.
وأضافت الوكالة في تقريرها أنه: “تتعلق أخطر المشكلات بطائرة 737 ماكس، أحدث نسخة من طائرتها الموقرة 737، التي تعد بمثابة العمود الفقري لطيران الركاب.
وفي عام 2018، توفيت امرأة عندما انفصلت قطعة من غطاء المحرك عن طائرة تابعة لشركة طيران ساوثويست 737 وحطمت النافذة التي كانت تجلس بجوارها.
الأعطال
بدأت بوينج العمل على ماكس في عام 2011 كإجابة على نموذج جديد أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من منافستها الأوروبية إيرباص. ووصفتها الشركة بأنها طائرة 737 محدثة ولن تتطلب الكثير من التدريب الإضافي للطيارين – وهي نقطة بيع رئيسية لما أصبح طائرة بوينج الأكثر مبيعًا.
لكن الطائرة ماكس تضمنت تغييرات مهمة، قللت شركة بوينج من أهمية بعضها، وأبرزها إضافة نظام آلي للتحكم في الطيران مصمم للمساعدة في حساب المحركات الأكبر للطائرة. ولم تذكر شركة بوينغ هذا النظام، المسمى MCAS، في أدلة الطائرات، ولم يكن معظم الطيارين على علم به، حسب تقرير الـAP.
تشيف الوكالة في تقريرها: “وقد تورط هذا النظام في حادثين أسفرا عن مقتل 346 شخصًا. حدث الأول عندما سقطت طائرة ماكس 8 تابعة لشركة ليون إير الإندونيسية في بحر جاوة في أكتوبر 2018، والثاني عندما تحطمت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية 737 ماكس 8 مباشرة في أحد الحقول بعد ست دقائق من إقلاعها من أديس أبابا”.
حرائق المحرك
لا يزال مسؤولو السلامة الفيدراليون يحققون في حريق في المحرك تم اكتشافه على متن طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز بوينج 737 ماكس بعد هبوط الطائرة في نيوارك بولاية نيوجيرسي في يونيو. لاحظ طاقم الطائرة إشارة تحذير من الحريق أثناء تحرك الطائرة وأغلقت المحرك وأفرغت مادة إخماد الحريق. ولم يكن هناك دخان أو حريق واضح، لكن فرق الصيانة وجدت تسربًا للوقود بالإضافة إلى أضرار بالسخام والحرارة.
ويجري التحقيق أيضًا في الأسباب التي أدت إلى الهبوط الاضطراري في ويتشيتا بولاية كانساس لرحلة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز المتجهة إلى دنفر في 14 ديسمبر. وأفاد الركاب أنهم سمعوا صوت هدير واكتشف حريق في المحرك بعد هبوطها. لم يصب أحد.
في عام 2021، انكسرت شفرة مروحة المحرك اليمنى لطائرة بوينغ 777 بعد وقت قصير من إقلاعها من دنفر وعلى متنها 239 شخصًا. لم يصب أحد. ألقى NTSB باللوم على الفحص غير الكافي لشفرات المروحة بالإضافة إلى “التكرار غير الكافي” لتوصية الشركة المصنعة بإجراء عمليات التفتيش.
اقرأ أيضاً:
بعد الأزمة الأخيرة لشركة بوينج.. كم طائرة سلمتها خلال آخر 10 أعوام؟
كوارث بوينج مستمرة.. شرخ في النافذة يجبر رحلة يابانية على العودة