قام العلماء بإنشاء أول نموذج ثلاثي الأبعاد للملتحمة البشرية – الغشاء الخارجي الشفاف والواقي للعين – في المختبر، حيث يتمكن حتى من إنتاج دموعه الخاصة، إذ يقول الباحثون إن النموذج الجديد يمكن استخدامه لدراسة الأمراض التي تؤثر على ملايين الأشخاص، مثل التهاب الملتحمة المعروف أيضًا بـ “العين الوردية”.
مما تتكون الملتحمة الاصطناعية؟
الملتحمة المقلدة هي كتلة من الخلايا التي تم تكوينها في المختبر لتشبه نماذج ثلاثية الأبعاد صغيرة من الأنسجة الكاملة في الجسم. تُنمج الملتحمات عادة من الخلايا الجذعية وتمكن العلماء من إعادة إنشاء هيكل ووظيفة الأعضاء البشرية. وبسبب ذلك، تظهر هذه النماذج واعدة كبدائل مشجعة لاستخدام الحيوانات في اختبار الأدوية.
كيف صنع الفريق هذا النموذج؟
حتى الآن، لم تكن هناك نماذج مختبرية واقعية للملتحمة البشرية، مما قيد الأبحاث في هذا المجال. قام الفريق بنشر نتائج دراستهم في 11 يناير في مجلة “Cell Stem Cell”.
لصناعة النموذج الجديد، جمع باحثو الدراسة الخلايا الجذعية من أنسجة الملتحمة المقدمة من المتبرعين بالأعضاء والمرضى الذين كانوا يخضعون لجراحة العين. باستخدام مواد كيميائية تسمى عوامل النمو، حث العلماء الخلايا على تشكيل هياكل ثلاثية الأبعاد تشبه الملتحمة البشرية.
إلى أي حد تتشابه الملتحمة المقلدة بالملتحمة البشرية؟
كانت هذه الأعضاء تحتوي على جميع الخلايا الموجودة عادة في الملتحمة، بما في ذلك الخلايا المنتجة للمخاط، مثل الخلايا الكروية وخلايا الكيراتينوسيت، التي تمكن النسيج من إنتاج دموع غنية بالمخاط لحماية وتشحيم سطح العين. ومع ذلك، اكتشف باحثو الدراسة أن هذه الخلايا الأخيرة تفرز أيضًا بروتينات مضادة للميكروبات.
اكتشافات وتجارب للتطوير والتحسين
“اكتشفنا أن الملتحمة تنتج مكونات مضادة للميكروبات وبالتالي تسهم في إنتاج الدموع بطرق أكثر من مجرد إنتاج المخاط”، كما قال الباحث الرئيسي ماري بانييه-هيلاويت، الباحثة ما بعد الدكتوراه في علم الأحياء التطوري وبحوث الخلايا الجذعية في معهد هوبريشت في هولندا.
قام الباحثون بتجربة النماذج الجديدة عن طريق تطبيق مواد كيميائية التهابية تسمى الانترلوكينات على النماذج لتقليد ما قد يحدث خلال ردة فعل تحسسية.
هل للنموذج تأثير على وظيفة العين؟
“بدأت النماذج العضوية في إنتاج دموع مختلفة تمامًا: زادت كمية المخاط وكانت هناك أيضًا مزيد من المكونات المضادة للميكروبات”، كما قال ماري بانييه-هيلاويت. أصبحت الخلايا الجديدة المكتشفة أيضًا أكثر وفرة داخل النموذج، مما يشير إلى أنها قد تؤثر في كيفية استجابة عيوننا للحساسية، وفقًا للبيان.
لماذا لا يجب استخدام الجوال لإسكات الطفل عند البكاء؟