توقع رئيس أرامكو أن تشهد أسواق النفط تشددًا على خلفية الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، وذلك تزامنًا مع انعقاد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
وبحسب ما نقلته رويترز على لسان الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، فإن أسواق النفط ستتأقلم مع الاضطرابات في البحر الأحمر على المدى القصير.
وقال الناصر إن هذا التكيف سيحدث على الرغم من تعطيل سلاسل لإمدادات، بسبب الرحلات الطويلة الناتجة عن الهجمات الحوثية.
وأضاف الناصر في مقابلة على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” المنعقد في سويسرا، أن توقعاته تذهب لمزيد من التشدد في سوق النفط.
وعلل الناصر ذلك بسبب استنفاد المخزونات النفطية من قبل المستهلكين، بما يُقدر بـ400 مليون برميل خلال العامين الماضيين.
وتابع: “هذا يجعل الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك المصدر الرئيسي للإمدادات الإضافية لتلبية الطلب المتزايد”.
توترات البحر الأحمر
تسببت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي على غزة، في تعطيل مسار سفن الشحن.
ويستهدف الحوثيون السفن التابعة إلى الكيان الإسرائيلي، والتي على الأغلب تكون محملة لهم بالإمدادات المختلفة.
ولجأت العديد من الشركات لتحويل مسار سفنها للدوران حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وأشار الناصر إلى أن استمرار الهجمات على المدى الطويل ستسبب في نقص ناقلات النفط، وسيكون هناك الحاجة للمزيد منها.
وتابع: “في هذه الحالة سيتعين عليها أن تقوم برحلة أطول لتجنب البحر الأحمر”.
ويُعد البحر الأحمر هو الطريق الوحيد المؤدي إلى قناة السويس، وهي الطريق الأقصر بين آسيا وأوروبا.
ويمر عبر قناة السويس نحو 12% من الشحن العالمي.
وبالتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ستحتاج الرحلات من 10 إلى 12 يومًا إضافية.
وبالنسبة لأرامكو، يقول الناصر إن الشركة يمكنها تجاوز مضيق باب المندب بالقرب من اليمن، وهي المنطقة التي يشن منها الحوثيون هجماتهم.
وسيتم ذلك من خلال خط أنابيب يربط منشآتها النفطية الشرقية بساحلها الغربي، ويتيح لها الوصول بشكل أسرع إلى قناة السويس.
ولكن في نفس الوقت، قال إن بعض المنتجات النفطية ستضطر إلى الإبحار عبر الطريق الأطول حول أفريقيا.
واستبعد الناصر أن يشن الحوثيون أي هجمات على المنشآت التابعة لأرامكو، بسبب وجود محادثات سلام بين المملكة واليمن.
الطلب على النفط
يتوقع الناصر أن يرتفع الطلب على النفط خلال 2024، ليصل إلى 104 ملايين برميل يوميًا.
وسيبلغ معدل النمو 1.5 مليون برميل يوميًا هذ العام، مقابل 2.6 مليون برميل يوميًا في 2023.
وأضاف أن نمو الطلب، إلى جانب انخفاض المخزونات، سيساعدان في إحكام السوق بشكل أكبر.
ولفت الناصر إلى انكماش المخزونات العالمية من النفط إلى الحد الأدنى لمتوسط 5 سنوات، مدفوعة باستنفاد المستهلكين للاحتياطيات البحرية والداخلية.
وقال إن التعويل في الوقت الحالي على السعة الاحتياطية العالمية والتي تبلغ 3.5%.
وأوضح الناصر أن الفائض سيتآكل بمرور الوقت مع ارتفاع الطلب، ما لم يكن هناك عرض إضافي يعوض هذا النقص.
وعن وصول الطلب على النفط لذروته او استقراره، قال الناصر إنه لا يستطيع التنبؤ بالموعد المحدد لذلك، خصوصًا مع انتقال استهلاك الوقود الأحفوري من الدول المتقدمة إلى الدول النامية التي تزداد ثراء.
وأكد: “هناك نمو جيد والطلب صحي للغاية في الصين”.
وأشار الناصر إلى الاستثمارات السعودي في مصافي التكرير الصينية، كاشفًا أن هناك محادثات للحصول على المزيد، مع التركيز على تحويل السوائل إلى كيماويات.
وقال: “لا توفر الكثير من المصافي حول العالم التكامل الذي تحققه المصافي الصينية”.
واختتم الناصر: “من المتوقع أن ينمو الطلب على المواد الكيميائية، لذلك فالسوق الصينية جذابة”.
اقرأ أيضًا
بـ 3.4 مليارات دولار.. أرامكو تستحوذ على حصة في شركة بتروكيماويات صينية
أرامكو السعودية توسّع أنشطتها إلى باكستان
النتائج المالية لـ “أرامكو” في الربع الثاني لعام 2023