ثقافة

استهدفوا الكعبة.. قصة محاولة البرتغاليين السيطرة على ميناء جدة

السيطرة على ميناء جدة

روى ‏أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور طلال الطريفي، تفاصيل محاولة البرتغاليين السيطرة على ميناء جدة.

وقال خلال حديثه في برنامج “إرث” المُذاع على قناة السعودية، إن ميناء جدة يُعتبر أحد أهم منافذ الجزيرة العربية على البحر الأحمر.

وأضاف: “كما أنه الطريق البحري الرئيسي الذي يوصل الحجاج إلى مكة المكرمة”.

وتابع: “بعد ما سيطر البرتغاليون على المحيط الهندي على مداخل البحر الأحمر، فكروا في السيطرة على ميناء جدة”.

وأشار إلى أن البرتغاليين كان لديهم مهمة خطيرة وهي السيطرة على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وقبر الرسول الشريف في المدينة المنورة.

أهداف الوصول إلى جدة

قال الباحث في جامعة لايبنتس الألمانية والمختص في التاريخ البرتغالي في آسيا والخليج العربي، الدكتور روجر لي جيسوس، إن أول شخص برتغالي حاول الوصول إلى جدة كان في الواقع نائب الملك البرتغالي في الهند ألفونسو دي ألبوكيرك.

وأضاف: “تولي هذا الشخ الحكم نيابة عن الملك بين عامي 1509 و1515، والذي كان لديه روح صليبية قوية”.

وتابع: “وهذه الروح كانت عدائية تمامًا ضد الإسلام، وهذا ما تؤكده إحدى أشهر الرسائل في أواخر عام 1513م”.

ولفت إلى أن الرسالة تنص على “ويذهب من جدة إلى مكة وسيضيع الجميع”، موضحًا أن هذا يعني أن غزو جدة ومكة سيضيع الإسلام بأكمله.

هجمات البرتغالين في الأرشيف

واستعرض جيسوس أحد كنوز الأرشيف الوطني في تور دو تومبو، عنوانه بالبرتغالية “لينداس دا إنديا” أو أساطير الهند.

وقال: “هذا السجل كتبه غوسبر كوهيه، الذي كان في الواقع أحد سكرتيري ألفونسو دي ألبوكيرك، ولذا تجده يحتوي على وصف ألبوكيرك إلى البحر الأحمر عام 1513، والهجوم على عدن”.

ويحتوي السجل على لوحة رائعة يمثل الهجوم، وتظهر فيها مدينة عدن بالكامل، وكل السفن البرتغالية وسلالم الحصار ومهاجمة الناس للمدينة، وفق جيسوس.

وفيما يخص هجوم جدة، لفت جيسوس إلى أن السجل لا يضم لوحة تصف هذا الهجوم مثل صورة عدن.

وتابع: “ولكن لدينا صورة جميلة أخرى ولكنها ليست لأنبوكرك لأنه لم يصل إلى هناك، لكن الحملة الثانية عام 1517 هي التي هاجمت جدة”.

وقال: “ولكن للأسف اختفت الصورة، والموجود حاليًا هي صورة أعيد رسمها في القرن التاسع عشر”.

لماذا فشلت محاولة البرتغاليين؟

قال الطريفي إن ألبوكيرك قاد قواته وعبر البحر الأحمر وصولًا إلى ميناء جدة ، لكنه اكتشف أن مهمة الوصول إلى المقدسات مستحيلة وضرب من الجنون.

وأضاف: “خصوصًا بعدما فوجيء بقوة وبسالة وشجاعة الأهالي، والتي منعت من استعراض قواته”.

وتابع: “الغريب أنه تم اعتباره بطلًا قوميًا فقط لفكرته الصليبية، وفقط لأنه أراد أن يهاجم المقدسات الإسلامية”.

بدوره قال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الملك فيصل، الدكتور دايل الخالدي، إن “البوكير” فشل لعدة أسباب منها الظروف الجوية التي لم تساعد على الوصول إلى ميناء جدة، بحسب مؤرخين.

وأضاف: “هذا إضافة إلى وجود قوة عسكرية في ميناء جدة، وأن الميناء لم يكن صالحًا لرسو السفن الكبيرة”.

“تاريخ الكعبة المعظمة”.. قصة الكتاب الذي أهداه “حسين باسلامة” للملك عبدالعزيز

مواصفات باب الكعبة المشرفة

تدشين أكبر منطقة لوجستية متكاملة في ميناء جدة