تحتوي أجسامنا على أنظمة معقدة من الميكروبات، والتي تشمل البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش في مناطق مختلفة منه.
ويعمل الباحثون على اكتشاف العلاقة بين وجود هذه الميكروبات في الجهاز الهضمي وصحة الأمعاء.
وتُعد البكتريا أكثر أنواع الميكروبات انتشارًا في الجسم البشري، ولذلك فدائمًا ما يتم التركيز على اكتشافها وتحليلها.
ويُشار إلى مجموعة الميكروبات المتعايشة مع الإنسان أو الأحياء الأخرى في الجسم أو الأمعاء باسم “الميكروبيوم”.
وأعد موقع Visualcapitalist رسمًا بيانيًا يوضح توزيع الميكروبات في الجسم وتركيز كل منها.
بكتيريا الميكروبيوم المعوي
يتكون الميكروبيوم المعوي من ستة أنواع رئيسية من الميكروبات.
ولدى كل نوع من تلك الميكروبات وظيفة ودور داخل الجسم، نرصدها فيما يلي:
Firmicutes
يعمل هذا النوع على تكسير الكربوهيدرات المعقدة وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة للحصول على الطاقة.
وتمثل الـ Firmicutes الحاجز الذي يعمل على منه البكتريا والكائنات الحية الدقيقة من الوصول لمجرى الدم عبر الأمعاء.
ويرتبط هذا النوع بالسمنة والاضطرابات الأيضية عندما تكون غير متوازنة.
Actinomycetota
مسؤولة عن تحليل الكربوهيدرات المعقدة وإنتاج الفيتامينات B12 وK2، التي تحمي الأمعاء من مسببات الأمراض الضارة.
وهذه الفيتامينات أساسية أيضًا لعملية امتصاص الكالسيوم وتوليد الطاقة في الجسم.
Pseudomonadota
تعمل على تقليل احتمالات الأكسدة والاختزال في الأمعاء، وهو مقياس للتوازن بين المواد المؤكسدة ومضادات الأكسدة في الجهاز الهضمي.
وهذه الميكروبات مهمة لتكسير الطاقة وتخزينها وإعادة استخدامها.
ويتم إجراء هذه العملية من خلال إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة وتحطيم الجزيئات المعقدة.
وتساعد العملية السابقة على تعزيز نمو ميكروبات الأمعاء المفيدة الأخرى.
Fusobacteriota
تساهم بكتيريا Fusobacteriota في محاربة مسببات الأمراض وتحفيز الاستجابة الالتهابية.
ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي عدم التوازن في تلك البكتيريا إلى حدوث التهابات في الجسم وأمراض مثل التهابات اللثة.
Bacteroides
تعمل بكتيريا Bacteroides على تحطيم الكربوهيدرات المعقدة، وتنظيم جهاز المناعة.
كما أنها تنتج الفيتامينات والمستقبلات المهمة للصحة العامة في ميكروبيوم الأمعاء البشرية.
بكتيريا أخرى
تشمل تلك الفئة مجموعة متنوعة من الميكروبات التي تساهم في وظائف مختلفة داخل الأمعاء.
وتتضمن تلك المجموعة بكتيريا الفم والبكتيريا الزرقاء والحمضية والبكتيريا الفيروسية.
حجم الميكروبيوم في الجسم
على الرغم من أهمية الميكروبات التي تم ذكرها سابقًا، إلا أن نسب كل منها في الجسم تختلف عن الأخرى.
ويعتمد حجم ومقدار تواجد تلك الميكروبات على الوظيفة التي تؤديها.
ويُشير الرقم 10 إلى وحدات تكوين مستعمرة الميكروب لكل مليلتر في الجسم CFU، بينما يُشار إلى التركيز بالقيمة الأُسية.
وكمثال تحتوي منطقة الفم والمريء على أعداد ميكروبات منخفضة نسبيًا.
ولكن ميكروب Firmicutes هو الأكثر شيوعًا في تلك المنطقة، إذ يساعد على بدء عملية تحطيم السكريات والكربوهيدرات من الطعام المبتلع.
وتضم المعدة مجموعة صغيرة أيضًا من الميكروبات، نظرًا لأنها بيئة قاسية ذات مستويات حموضة منخفضة بما لا يسمح نمو الميكروبات.
ولكن في الأمعاء الدقيقة تكون الميكروبات أكثر تنوعًا، ومن الأنواع السائدة في هذا الجزء من الجسم هي: Firmicutes وActinomycetota، إلى جانب بعض الأنواع الأخرى.
وتُعتبر اأمعاء الغليظة هي أكبر مأوى للميكروبات من حيث الأعداد والتنوع.
وتُشكل تلك التوزيعة السابقة النسب الطبيعية من البكتيريا في جسم الإنسان العادي.
ولكن عدد وطبيعة الميكروبات يمكن أن تتأثر ببعض العوامل مثل التاريخ الطبي، والنظام الغذائي، والعمر، وحتى الموقع الجغرافي.
صحة الأمعاء
يُشار إلى الأمعاء بأنها دماغ الإنسان الثاني، نظرًا لتأثير صحة الأمعاء على باقي الجسم.
ويولى العديد من الأشخاص في الوقت الحالي المزيد من الاهتمام بصحة أمعائهم، إذ يتم ربط التغيرات في الميكروبيوم بأمراض مختلفة.
لقد فتح فهم هذا الميكروبيوم فرصًا جديدة في الطب والرعاية الصحية، حيث إن معرفة دور كل ميكروب يمكن أن يكشف أيضًا عن علاجات جديدة للأمراض المرتبطة به.
دراسة جديدة تكشف عن فوائد خفية لبكتيريا الطعام
البكتيريا تزداد تطورًا.. كيف يمكننا منعها من مقاومة المضادات الحيوية؟