منوعات

العصر الفيكتوري.. حينما كانت تجارة الجثامين قانونية في زمن الأبحاث والتجارب

لجأت السيدة “ماري آن” إلى الاحتفاظ بجثمان زوجها أكثر من 4 أيام في منزلهما لتكسب الوقت وتجنبي المال الكافي لدفنه، لم تكن الوحيدة التي تفعل ذلك.. كثيرون من الفقراء أقدموا على إخفاء جثامين ذويهم تجنبًا من تعرضها للتشريح في وقت كانت الحكومة البريطانية تقنن تجارة الجثث وتشريحها.. خاصة جثث الفقراء.

احتاج علماء التشريح والجراحون إلى أعداد متزايدة من الجثث لتطوير أبحاثهم في دراسة علم التشريح البشري، خلال القرن التاسع عشر.. ونتيجة لذلك ازدهرت تجارة الجثث.

لجأ الناس إلى نبش القبور لنهب الجثامين وبيعها لتحقيق أرباح لا بأس بها، وأدخلت الحكومة البريطانية قانون التشريح عام 1832 في محاولة لتوفير الجثث لكليات الطب ووضع حد لسرق الجثث والقتل.

أنهى القانون استخدام التشريح كعقوبة للقتل، وسمح باستخدام جثث لم يطالب بها أحد من المؤسسات العامة، مثل المستشفيات ودور العمل، ومع ذلك فإن القانون لم يعالج النقص في الجثث مع تقدم العصر الفيكتوري في سعيه وراء العلم والابتكار.

سلاسل التوريد

أصبحت تجارة الجثث أكثر تعقيدًا مع امتداد العصر الفيكتوري، كان لا بد من الحصول على الجثث وبيعها بسرعة، والتخلص منها بشكل أسرع.. وللتمكن من ذلك أُنشئت سلاسل التوريد، وهي مجموعة من الأشخاص يشاركون في العملية من البداية إلى النهاية، بعضهم لتحقيق مكاسب مالية والبعض الآخر في السعي للحصول على تدريب تشريحي، فضمت عددًا من الأشخاص المختلفين من جميع أنحاء البلاد لتسهيل البيع وتحقيق أعلى ربح.. وأقامت عدة مستشفيات علاقات مع هؤلاء الذين لديهم إمكانية الوصول المباشر إلى الجثث.

تداول أجزاء الجسم

امتد الأمر إلى التجارة في أجساد البشر أيضًا، والأسوأ من استخدام أجزاء الجسم العشوائية هو حقيقة أن بعضها تم توفيره بالفعل من أشخاص يعيشون، على الأرجح مقابل المال.

 

الأجنة والأطفال

وجد مزيج من البحث التاريخي والتقييم الأثري للعينات في جامعة كامبريدج أن جثث الأجنة والرضع كانت ذات قيمة عالية لدراسة علم التشريح.

أصبح جسد الجنين أو الطفل يدر قدرًا كبيرًا من المال للأمهات اليائسات، بالإضافة إلى ذلك كانت هذه الجثث شائعة بشكل خاص حيث كان علماء التشريح حريصين على إجراء مزيد من الأبحاث حول حالات الإجهاض والتشوهات في الولادة، ولإثبات تشريح الجهازين العصبي والدورة الدموية، كان مطلوبًا وجود جسم كامل والجسم الأصغر أكثر ملاءمة لذلك

 

القطار الميت

كانت السكك الحديدية حاسمة في عملية نقل الجثث من عدة مواقع لتزويد أماكن مثل جامعات “كامبريدج” و “أكسفورد” 3 مرات في الأسبوع، أصبح القطار يُعرف باسم “القطار الميت” وكانت عربات الجنازات ملحقة بالعربات الخلفية للقطارات، والتي كانت تحتوي على صناديق مكدسة من الجثث، والتي نُقلت بعد إغلاق الصناديق بعناية لمنع تسرب الروائح الكريهة وحتى لا ينتبه الركاب.

 

إخفاء الجثث

سمح قانون التشريح بامتلاك جثث الفقراء واستخدامها للتشريح، وإذا مات شخص ما في السجن أو في العمل كان أمام أحد الأقارب 7 أيام للتقدم والمطالبة بالجثة مع دليل على قدرته على تحمل تكاليف دفنها بشكل مناسب.

لجأت بعض العائلات إلى إخفاء جثامين أقاربهم حتى تدبير نفقات الدفن، وشُكلت “نوادي الدفن” لمساعدة العائلات على تحمل تكاليف خدمات الجنازة، حيث يقوم الأعضاء بدفع مصاريف أسبوعية لضمان قدرة النادي على تغطية النفقات، بغض النظر عن المدة التي قضاها شخص ما في العضوية.