علوم

تلوث الهواء وعلاقته بمتوسط عمر الإنسان في مدن مختارة

الملوثات في الهواء

تعاني العديد من المدن حول العالم من انتشار الملوثات في الهواء، بما ينعكس سلبيًا على صحة السكان.

وكشفت بيانات مؤشر جودة الهواء للحياة في عام 2023، والمستمدة من الأقمار الصناعية تأثير الهواء الملوث على البشر.

ووجدت تلك البيانات أن التعرض المستمر للجسيمات الدقيقة الملوثة للهواء، من شأنها أن تؤثر على متوسط العمر المتوقع للمقيمين في المدن المختلفة.

وقد يتسبب التعرض المستمر للجسيمات الملوثة الموجودة في الهواء بحجم 2.5 ميكرومتر أو PM2.5، إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية وزيادة خطر الإصابة بأمراض الرئة.

وحددت منظمة الصحة العالمية متوسط مستويات الجسيمات الملوثة في الهواء المفترض أن يتعرض لها الشخص سنويًا، بـ5 ميكروغرام لكل متر مكعب.

وكلما كان مستوى تلوث الهواء بالجسيمات خلال عام 2021، متوافقًا مع المستويات المقترحة من منظمة الصحة العالمية، كان زاد متوسط عمر البشر على الكوكب بأكثر من سنتين.

ولتوضيح ذلك التأثير، أعد موقع Visualcapitalist تصورًا لخريطة مكاسب متوسط العمر المتوقع، معتمدًا على تلك البيانات.

ووفق الخريطة، فكلما كان اللون يميل للدرجة الأغمق، كان المكسب في متوسط العمر أكبر، وذلك إذا كان لديهم هواءً أنقى.

أفضل المدن

تصدرت 78 مدينة في الهند من حيث المكاسب التي يمكن أن تعود على متوسط عمر الأشخاص، إذا شهدت تحسنًا في جودة الهواء لديها.

وجاءت العاصمة الهندية دلهي في المقدمة، والتي يمكن لسكانها أن يعيشوا لـ12 عامًا أطول إذا كان لديهم هواء أنقى.

تأتي المدن الواقعة في جنوب آسيا مثل بنغلاديش ونيبال وباكستان، ضمن قائمة أفضل 500 مدينة.

ويمكن لسكان غازيبور في بنغلاديش أن يعيشوا لأكثر من 8 سنوات أطول، حال توافر الهواء النقي.

تلوث الهواء في آسيا

هناك عدة عوامل تتسبب في زيادة تلوث الهواء في آسيا خلال العقدين الماضيين، من بينها زيادة التصنيع والأنشطة الاقتصادية ونمو السكان السريع.

وتتضمن الأسباب بعض الممارسات مثل حرق الوقود الصلب لأغراض الطهي، وحرق النفايات الزراعية وحرق الجثث.

ودفعت تلك الأسباب بمنطقة جنوب آسيا لتستحوذ على أكبر نسب تلوث الهواء عالميًا.

ولفت تقرير جودة الحياة خلال عام 2023، إلى أن نحو 98.4% من سكان العالم يعيشون في أماكن جودة الهواء فيها أقل من المعايير الموصى بها.

وباستثناء ذلك، تتمتع عدة مدن بمعايير متوافقة مع إرشادات منظمة الصحة العالمية، مثل ملبورن في أستراليا.

وكشف التقرير أيضًا أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي للفرد ترتبط بمدى جودة الهواء طرديًا.

تلوث الهواء مقارنة بالتهديدات العالمية

يُشكل تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة خطرًا على صحة الإنسان وبالتالي متوسط العمر المتوقع.

ويتفوق التلوث الجزيئي من حيث تأثيره على تأثير التبغ على متوسط العمر المتوقع للإنسان، والذي يُقدر بـ2.2 سنة.

كما أن تلوث الهواء يتفوق على تأثير المياه غير الآمنة والصرف الصحي والذي يُقدر بـ0.6 سنوات.

وكذلك يتفوق على تأثير نقص التغذية على متوسط عمر الإنسان وهو 0.1 سنة.

وهكذا، فإن تأثير التلوث بالجسيمات على متوسط ​​العمر المتوقع يبلغ 3.8 أضعاف تأثير التعرض للمياه غير الآمنة، و23 مرة تأثير نقص التغذية.

اقرأ أيضاً:
الخريطة الزمنية لتوسع الذكاء الاصطناعي مستقبليًا
أكسيد المغنيسيوم.. هل هو المفتاح لاحتجاز الكربون بكفاءة؟
تغير المناخ في المملكة.. إلى أين؟