تتميز بعض الأماكن على وجه الأرض بالبرودة أكثر من المناطق الأخرى بسبب عدة عوامل، بينها الجفاف الشديد وانعدام التبخر، والتضاريس العالية التي تعيق وصول أشعة الشمس، وتيارات الهواء الباردة التي تنزلق من المناطق القطبية.
تسجل هذه المناطق درجات حرارة قاسية تتجاوز حدود التجمد، مما يؤثر على الحياة النباتية والحيوانية ويجعلها محدودة، إلا أن فهم تلك الظروف القاسية يساهم في دراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة الطبيعية.
الهضبة الجليدية الواقعة شرق القارة القطبية الجنوبية
نشرت دراسة جديدة في مجلة Geophysical Research Letters، أكدت أن أبرد مكان على وجه الأرض هو الهضبة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية، وتبين أن درجات الحرارة في هذا الموقع يمكن أن تنخفض إلى -144 درجة فهرنهايت أي -98 درجة مئوية تحت الصفر، وهذا يجعلها أبرد مكان معروف على سطح الأرض.
توصل الباحثون إلى أن درجات الحرارة في هذا الموقع قد وصلت في السابق إلى -135 درجة فهرنهايت، ولكن التحليل الجديد أظهر أنها بالفعل تنخفض إلى مستويات أقل.
تشير الدراسة إلى أن العوامل التي تؤدي إلى هذه الدرجات الباردة هي الظروف الواضحة والهواء الجاف للغاية، فعندما يكون الهواء جافًا جدًا، يمكن للرطوبة أن تحتجز الحرارة في الهواء وتمنعها من الهروب، وبالتالي تساهم في انخفاض درجات الحرارة.
وأشار تيد سكامبوس، الذي قاد البحث، إلى أن هذه النتائج تشير إلى أنه تم الوصول إلى الحد الأقصى لمدى البرودة التي يمكن أن تصل إليها سطح الأرض، وتعد هذه الدراسة مساهمة هامة في فهمنا للتغيرات المناخية والظروف المتطرفة على كوكبنا.
قبل ذلك، كانت محطة أبحاث فوستوك هي صاحبة الرقم القياسي العالمي لأبرد درجات الحرارة، حيث سجلت -128.6 درجة فهرنهايت لمدة 10 أيام في صيف نصف الكرة الجنوبي في 21 يوليو 1983.
وفي دراسة نُشرت في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية، أكد الباحثون أنه في حالة توفر الظروف المثلى، يمكن أن تنخفض درجات الحرارة في محطة فوستوك إلى -140.8 درجة فهرنهايت.
“أويمياكون” أبرد مكان مأهول
بالنسبة إلى أبرد مكان مأهول بشكل دائم على الأرض، تقع قرية أويمياكون في شرق سيبيريا، وتعني كلمة “أويمياكون” باللغة المحلية “المياه التي لا تتجمد” بسبب وجود نبع حراري قريب.
في فصل الشتاء، يصل متوسط درجات الحرارة فيها إلى -58 درجة فهرنهايت، وسجلت أبرد درجة حرارة في المدينة في عام 1924 عندما وصلت إلى -96.2 درجة فهرنهايت (-71.2 درجة مئوية).
أدنى درجة حرارة في نصف الكرة الشمالي
سجلت أدنى درجة حرارة في نصف الكرة الشمالي، في محطة كلينك الجوية في جرينلاند، في 22 ديسمبر 1991، حيث بلغت -93.3 درجة فهرنهايت، وتقع في قلب الدائرة القطبية الشمالية، وتعتبر أعلى نقطة في جرينلاند على ارتفاع 10187 قدمًا (3105 أمتار)، وقد تم تسجيل هذا الرقم القياسي من خلال البحث في أرشيف يمتد لمدة 30 عامًا تم إنشاؤه عام 2007 من قبل الباحثين في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
قبل ذلك، كانت أبرد درجة حرارة مسجلة في نصف الكرة الشمالي هي -90 درجة فهرنهايت في فيرخويانسك بروسيا فبراير 1892، وهما موقعان في روسيا.
أبرد مدينة في العالم في 2023
عرفت ياكوتسك في روسيا أنها أبرد مدينة في العالم، في 18 يناير 2023، حيث سجلت درجة حرارة قياسية جديدة انخفضت إلى -80 درجة فهرنهايت، وهي أبرد درجة حرارة تم تسجيلها في المدينة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
تقع ياكوتسك على بعد 280 ميلاً جنوب الدائرة القطبية الشمالية، وهي أكبر مدينة مبنية على تربة متجمدة بشكل دائم، ويتعامل السكان المحليون في ياكوتسك مع البرد الشديد من خلال ارتداء العديد من الطبقات الملابس الدافئة، حيث يتشكل ضباب جليدي حول المدينة في فصل الشتاء بسبب عدم قدرة الهواء الساخن على الارتفاع في الظروف الباردة.
اقرأ أيضاً:
تغير المناخ.. كيف تراجعت الأنهار الجليدية في القرن الحادي والعشرين؟
المملكة تتألق في المؤشرات العالمية خلال 2023
المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة.. أهم الأرقام